الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي الله ان يثبت ذاته

فيليب عطية

2007 / 5 / 20
كتابات ساخرة


اما وقد سئمنا من حركات الرعاع الذين نصبوا الههم الها واحدا وحيدا لايقف امامه اي اله آخر رغم الطابع الكاركاتيري لهذا الاله الذي انفرد دونا عن كل آلهة الارض بجناته المليئة بالحسان والحور السمان .....الي آخر هذا الجنان ،وهو تصور لم يرد في جنات اوزيريس المفعمة بالحياة ولاسموات يهوه الذي احتار الباحثون في البحث عن جناته فلم يجدوا غير جحيم العفن والتحلل الرمي ،ولم يرد ايضا في سموات زيوس رغم ولعه المفرط بالنساء....حتي في الهند التي وصفت كل شئ من البشر والابطال والآلهة لايرد في كتبها المقدسة تلك الاشارات الصبيانية عن العرائس المتوجات والرغبات العاريات ،ويكفي هذا فالبوذية والزرادشتية وحتي الديانات البدائية كانت تجد ان مناقشة مثل تلك السفاسف حطا بالاله قبل الانسان ولاتجوز الاعند ذكر القرود والكلاب
وقد سئمنا ايضا من حركات المطيابتية الذين يحركهم شعار"تمام ياريس"رغم ان كل المؤشرات تدل علي ان مصر علي شفا حرب اهلية ضروس لن تبقي ولن تذر فقد قرر اخوان الشيطان ان هذا هو طريقهم للسلطة وهاهم يستجمعون قواهم شيئا فشيئا ،وهنيئا لهم فقد بدأوا في سبعينات القرن الماضي بشباب علي هامش الحياة نتيجة الفقر والبطالة ....كانت اعدادهم قليلة لكنها سرعان ماتورمت واصبحت تضم الآن ثلاثة ارباع الشباب المصري ....ثم وثقوا صلاتهم باصحاب الزعابيط في القري والنجوع الذين وجدوا في آبار نفط الخليج والسعودية آية من آيات الله التامات ،وياحبذا لو واتتهم الفرصة للذهاب الي هناك حتي لو دقوا اسفين علي وجوههم وليس مجرد زبيبة عصماء ،وعندما يعودون ترتفع المآذن وتتضارب الميكروفونات فالغرب الكافر صنع لهم هذه الاشياء كي يصل صوتهم الي السماء اما ماعداهم من الزنادقة الكفرة فلايستحقون معبدا او صلاة ونسي اؤلئك الرعاع ان هؤلاء الكفرة احتملوا عسف نظام بل انظمة متوالية اجبرتهم علي دفع المربوط _ولن اقول تلك الكلمة البذيئة القذرة اي الجزية-علي امتداد عشرات القرون من اجل عقيدتهم ،وايا كان رأينا في تلك العقيدة فانه قد اصبح الآن من بديهيات حقوق الانسان حق كل انسان في حرية الفكر والعقيدة ،وبصرف النظر عن بديهيات العقل فانه لمن الحماقة والجنون ان يسعي تيار شارد لهدم المعبد علي رؤوس الجميع .يتصور اللصوص ان معركة تسيل فيها دماء اقلية لتمتلأ الشوارع بالجثث امر سهل وهم بغريزتهم الاجرامية لايضعون حسابا للنتائج ولايدرون ان قوي اجنبية معروفة تنتهز الفرصة المناسبة لحرق القاتل والمقتول ،فمصر هي الوادي الخصب الذي يتلمظون لامتلاكه منذ ايام ابراهيم
ولو كان الامر يقتصر علي مجموعة من الشباب الشارد الطائش وحفنة من اصحاب الزعابيط لهان الامر،ولكن علي مايبدو فان كلمة الله الساحرة الفاجرة قد وصلت الي القطاعات المثقفة من المجتمع شملت رجالا كانواعلي امتداد التاريخ المصري طليعته الثورية ،وهل هناك ما هو اكثر فظاعة من ان يجلس قاض علي عرش المحاكمة لينحاز الي المجرم (واهي شقاوة عيال) او ان يقف العسكر ليتفرجوا علي سير المعركة (وياحلاوة كاترينا وهي ترقع بالصوت الحياني ) اما النظام برموزه ودهاقنته فهم ينظرون الي الامر كما لو كان ظاهرة صحية(علي الاقل تصريف لفائض الكبت والغضب الذي يتراكم في نفوس الناس ) وينسي هؤلاء واؤلئك ان مصر ليست لبنان وليست كوسوفو .ولو اشتبك الطرفان فان سيل السلاح لن ينقطع لهذا الجانب ولذاك ،اما المصدر فموجود ومعروف وعلي اتم الاستعداد لتقديم الخدمات ولن تكون الخسائر علي نمط اشتباكات البلطجية _ضحايا من هذا الجانب اوذاك_بل ستكون خرابا يشارك فيه كل الاطراف الداخلية والخارجية ...يكفي ان تتهاوي سلطة الحكومة والدولة لينطلق جيش من العملاء يحطمون كل مكتسبات الشعب ولامانع ان يلصق كل طرف المسئولية للطرف الآخر ،وتصوروا-دام عزكم_حزمة من المتفجرات تنفجر تحت جسم السد العالي .لن اقول كلمة واحدة عن فعل اجرامي بهذا الحجم يلتهم الصالح والطالح والقري والنجوع والكنائس والجوامع علي امتداد مصر المحروسة من اسوان الي القاهرة ،ولن تتواني العقول الاجرامية عن تدبير كوارث اخري علي ارفع المستويات وتاريخ مصر مع الكوليرا والطاعون يضرب به الامثال
وباختصار ،ان كانت كل الاطراف علي تلك الدرجة من الغفلة والاستهتار فاني اطلب من الله ذاته ان يتدخل ،ولما لا :الم يتدخل من قبل في سدوم وعمورة لسخطه علي الحال المايل ،فهل هناك حال مايل أسوأ من هذا الحال الذي وضعنا فيه اللصوص والبلطجية؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب


.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي




.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت