الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى تهريجاً وتخويناً

بسام العيسمي

2007 / 5 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا أحد يزاود على المعارضة السورية بحبها وولائها للوطن
هل من المعقول إذ أحداً رفع صوته للمطالبة ببعض الحقوق أو للإشارة إلى بعض النواقص والتجاوزات أو إذا أعلن موقفه إزاء بعض الظواهر والسياسات لابدّ وأن يخضع إلى امتحان في الوطنية لا لشيء.. وإنما للتغطية على القائم والحاضر المسكون بالضعف والتردي ولاستدامة وتكريس مصالح السلطة والنظام؟؟
كفى توزيع اتهامات وشهادات بالوطنية أو بنقضها جزافاً. المعارضة السورية بكل أطيافها وألوانها لا ولاء لها إلا للوطن ولا همّ لها إلا إعلاء رايته وتحقيق منعته وتأمين كرامة المواطن ليكون عزيزاً وكريماً وحراً في وطنه لا ذليلاً مقيداً.
لماذا ترمون الاتهامات الرخيصة لكل من يختلف بالرأي معكم؟.هل حق الاختلاف جريمة؟؟ هل التعبير عن الرأي جريمة؟؟ ما هي الشفافية التي تتكلمون عنها؟ هل الشفافية هي فرض المعتقدات الإكراهية على الناس؟ أم هي أساساً المصارحة والتعبير عن الميول والمعتقدات وحق إبداء الرأي إزاء كل القضايا الصغيرة والكبيرة والمصيرية؟؟.
هل هي الوضوح أم الإيهام والغموض؟ هل هي خنق وإسكات صوت الناس أم هي خلق المساحات التي يستطيع كل مواطن أن يعبر عن موقفه ورؤيته في ظل حماية القانون الذي يحصن المواطن من الملاحقة والكبت والسجن لأنه جزء من المجتمع.
وبما أن الوطن للجميع فله ما لكم ولكم ما له.
هل السلطة هي حقلاً سيادياً؟ هل لها قدسيتها؟ هل هي الوطن بكل تفاصيله؟
لا يا سادة لا تختصرون الوطن بالسلطة وتصبغون على أنفسكم مقاييس السيادة والقدسية وبالتالي مَن له رأي آخر غير رأيكم أو من اختلف معكم في الرؤى والتصورات يكون قد اختلف مع الوطن.
الدولة هي الحقل السيادي.. الدولة باقية والسلطة زائلة.. الدولة دائمة والسلطة متبدلة.. فحقل السياسة ليس مقدساً.. هو حقل الاختلاف والائتلاف.. حقل اختلاف الميول والمعتقدات.. حقل اختلاف الرؤى والتصورات.
القوة ليست بالتمثال الصنمي أو النظر إلى الأفراد على أنهم أجزاء من آلة ميكانيكية لا حق لهم في التفكير أو التعبير أو الاعتراض أو الاختلاف.
القوة هي في التنوع الثري للمعتقدات والميول والرؤى والمصالح التي تتصارع سلمياً تختلف وتأتلف.. تتباعد وتتلاقى حتى تكّون القرار الجماعي الذي يشترك في إنتاجه الجميع بمعايير الديمقراطية التي لا تلغي أحداً.
المعارضة تطلب الشفافية.. هل الشفافية والمصارحة هي مطلب أمريكي؟؟
المعارضة تطلب حرية التعبير وإبداء الرأي سنداً لما نص عليه الدستور السوري في المادة /28/ وغيرها.. هل هذا مطلب أمريكي؟؟
المعارضة تريد إقامة دولة الحق والقانون ورفع حالة الطوارئ وإلغاء كافة أشكال التمييز من الحياة العامة.. هل هذا مطلب أمريكي؟؟
المعارضة تريد أن يتمكن المواطن من قول الكلمة الحرة للتعبير عن ذاته وميوله ومعتقداته.. هل هذا مطلب أمريكي؟؟
المعارضة تريد أن يُحترم المواطن في وطنه ذاتاً وفكراً وعقيدة.. هل هذا مطلب أمريكي؟؟
المعارضة بكل ألوانها وأطيافها تقول نريد مستقبلاً أفضل وأكثر إنسانية لسورية.. تريد التغيير السلمي والمتدرج وتدعو إلى نبذ العنف.. وإلى ثقافة التسامح وقبول الأخر.. هل هذا مطلب أمريكي؟؟
هل هناك فصيل معارض سوري يدعو لتغيير نظام الحكم بالقوة؟ لا.. وألف لا..
المعارضة تريد معالجات جدية لكل أزمات الوطن ومنها الفساد الذي انتشر كالسرطان في كل البنى المجتمعية معالجة يشترك بها المجتمع بتوصيف الأزمات واقتراح الحلول وأن يكون مشاركاً في القرار السياسي عبر تكويناته المدنية والسياسية وجمعياته الأهلية؟ فهل إدماج المجتمع بالشأن العام ووضعه في الموضع الذي يستطيع أن يتحمل مسؤوليته وأن يكون مشاركاً إيجابياً بكل تفاصيل الحياة العامة.. هل هذا مطلب أمريكي؟؟
هل هناك أي فصيل معارض أو معارض أو ناشط أو مهتم في الشأن العام يقول بأنه لا يريد تحرير الجولان؟؟ أو أن إن إسرائيل ليست بعدو هي تحتل أرضنا وتنتهك سيادتنا؟؟
هل هناك فصيل معارض واحد يُستدل من برامجه أو توجهاته أو ممارساته أنه على استعداد للتفريط بالحقوق أوبالسيادة أو بذرة تراب واحدة من تراب الوطن؟؟
هل إصلاح الداخل وبناء دولة المؤسسات وشرعنة الحياة السياسية في البلاد ليصبح تعاطي الأفراد وبالشأن السياسي آمن ومحمي بضمانات قانونية ودستورية كي لا يبقى التعاطي في السياسة وإبداء الرأي يقود إلى الاتهام والتجريم.. هل هذا مطلب أمريكي؟؟
المعارضة إذا كانت تطلب التحول الديمقراطي وإرساء دولة القانون وفصل السلطات وإشاعة حرية الرأي والتعبير وقبول الآخر والابتعاد عن العنف ونشر ثقافة التسامح تنطلق من الاستحقاقات الداخلية فقط لتعزيز كرامة الأفراد واحترام خيارات المجتمع فهل يمكن أن يكون وطناً كريماً حراً بدون مواطنين أحرار كرماء؟
المعارضة لا تراهن على الولايات المتحدة الأمريكية ولا على الدور الأوربي ومتيقنة تماماً أن الخارج يقيم علاقاته معنا مع أوطاننا على أساس مصالحه التي هي تحركه قطعاً وتنظم آلية التعامل والتعاطي مع الغير.
والمعارضة تعرف تماماً إن منطقتنا ضحية لتحريف المشروعية الدولية وتعرف سكوت أمريكا على المذابح التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني وتعرف دعمها الغير مشروع واللا محدود لإسرائيل المعتدية على أرضنا والمغتصبة لحقوقنا.
وتعرف المعارضة أن إهدار الحقوق الجماعية للشعوب تضعف ادعاءاتها وتضرب مصداقيتها بما تتفوه به عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
كل هذه تعرفه المعارضة. ولا تراهن على الخارج ولا تريد التغيير أو معالجة أزمات الوطن إلاّ من الداخل. أي تغيير لا ينطلق من رغبات الشعب وخياراته سيبقى ضعيفاً لا يجد من يحميه ومعرض للسقوط في أي لحظة ولا يجلب إلا الفوضى والدمار كله معروف.
ولكن غير المعروف وغير المقبول أن يكون هناك كليشة واحدة وتهمة جاهزة توجه لكل من أراد أن ينتقد موقفاً أو يبدي رأيه بمسألة معينة، أو يطالب بالحريات السياسية والمدنية المثبتة بالدستور أو يمارس حقه فيها يتهم بأنه يمد شباكه إلى الخارج! يتعامل مع الخارج! يوهن نفسية الأمة؟ فوهن نفسية الأمة أو إضعاف الشعور القومي أو الوطني هو حينما نشير إلى أخطاءنا وسلبياتنا ونضع رؤية لكيفية معالجتها والخروج منها أم أن وهن نفسية الأمة يتأتى من تغطيتنا على كل نواقصنا وأخطاءنا وجعلها خطاً أحمر لا يمكن المساس به؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخرج من قائمة أكثر 10 دول تفضيلاً لأصحاب الملايين |


.. قتلى فلسطينيون جراء قصف إسرائيلي على الطريق التجاري في رفح




.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تفوز على النمسا بصعوبة وتخسر خدمات مبا


.. هوكستين يشدد على ضرورة إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بط




.. ما الرسائل العسكرية من مشاهد حزب الله لمواقع عسكرية وبنى تحت