الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الجسر المصري- السعودي.. أمن ودبلوماسية ورجال أعمال

ايمان كمال

2007 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن انتشرت الأخبار منذ ما يزيد عن أسبوع حول إقامه الجسر الذي سيربط بين مصر والسعودية والذي سيختصر المسافة بين البلدين إلى 20 دقيقة "يبلغ طوله خمسين كيلومترا وسيربط بين رأس حميد في منطقة تبوك بشمال السعودية وشرم الشيخ على البحر الأحمر عبر جزيرة تيران"، وماتبع ذلك من تكهنات عن دخول شركات مصرية وسعودية وإماراتية وكويتية في تمويل الجسر، جاءت تصريحات الرئيس "مبارك" القاطعة برفضه لبناء الجسر لتطرح الكثير من التساؤلات عن سبب الرفض خاصة وأن بعض الصحف السعودية كانت قد أشارت -قبل تصريحات الرئيس مبارك بأيام قليلة- عن عزم الملك السعودي "عبد الله" وضع حجر الأساس للجسر.

فكرة قديمة.. أنعشها غرق العبارة!

وفكره الجسر قديمة وتعود لسنوات عديدة مضت إلا أنها عادت لتٌطرح بقوة بعدغرق العباره السلام 98 التي راح ضحيتها أكثر من ألف شخص، وذلك في محاولة للبحث عن بدائل تقلل من حجم هذه الخسائر البشرية الكبيرة، وقيل إن السعودية هي التي كانت ترفض المشروع في بادئ الأمر ثم عادت ووافقت عليه بعد أن اتضحت مميزاته الاقتصادية "كان من ضمن الاقتراحات وجود خط لنقل البترول من مصر للسعودية بامتداد الجسر"، وفي حين اعتبر الرئيس "مبارك" أن الحديث عن الجسر مرفوض بشكل نهائي لأنه سيضر بالمنشآت السياحية والأمن القومي للبلاد فإن السعودية لم يصدر عنها أي بيان رسمي تعليقا على ذلك، فما هي الأسرار التي تكمن وراء هذا الجسر؟

الخوف على تشويه شرم رجال الإعمال!

د."ضياء رشوان" الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أرجع رفض مصر لمشروع الجسر بسبب خصوصية مدينة "شرم الشيخ" التي أصبحت مدينة للمؤتمرات والسياحة ولا يسكنها سوى نوعيه معينة من الناس مثل رجال الأعمال وفئات خاصة جدا، وهم الذين كانوا سيتضررون في حالة بناء الجسر الذي كان سيفتح الباب لمرور ناس بسطاء من مختلف الطبقات إلى المدينة مما كان سيؤدي إلى تشويه طابع المكان، خاصة وأن هناك رجالَ أعمال يخشون على مصالحهم، معتبرا أن هذا هو السبب الرئيسي، يليه تأمين الأمن القومي في الدرجه الثانية والذي وضع في الاعتبار بعد تكرار حدوث تفجيرات وهجمات في السعودية مما جعل البعض يخشى أن يساعد الجسر على نقل هذه العمليات ومنفذيها إلى داخل مصر.

توتر مصري – سعودي؟!

في الوقت الذي جاء على نقيضه د."أحمد ثابت" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: والذي يرى أن تراجع مصر عن بناء الجسر هو بسبب الضغوط الخارجية عليها رغم أن المشروع لم يكن سيضر بالأمن القومي بقدر ما سيحسن من اقتصاد البلاد كما أنه كان سيربط بين قارتي "إفريقيا وآسيا" بسهولة مما كان سيعمم فائده أكبر من أي ضرر يمكن التحدث عنه.

واعتبر "ثابت" أن ما حدث بشأن الجسر ربما يكون نتيجة لحالة توتر العلاقه بين مصر والسعودية خاصة بعد أن بدأ الملك السعودي في تبني القضايا العربية، وبعد أن قدمت السعودية نفسها في أكثر من تجمع دولي كبديل عن مصر في المنطقة، خاتما تصريحاته قائلا بأن الجسر كان سيرحم آلاف المصريين من المعاناة في التنقل أثناء الحج والعمرة ورحلات العمل، لكن يبدو أن مصالح المصريين هي آخر الحسابات- على حد تعبيره-.

رؤية الرئيس الخاصة!

أما "حمدي الطحان" رئيس لجنة النقل في مجلس الشعب والذي كان واحدا من أكثر المتبنيين لمشروع الجسر فقال لـ"بص وطل" إنه لم يعد بإمكانه التحدث عن المشروع بعد أن رفضه الرئيس لأنه الأدرى بمصالح الوطن، ولا بد من احترام رؤيته، واستطرد قائلا بأن المشروع لم يعرض أصلا على مصر كما حاولت بعض الصحف الترويج لذلك.

وعن إمكانية إقامة الجسر في منطقة أخرى استبعد ذلك قائلا بأن الجسر يفترض أن يكون معلقا على ارتفاع 25 كيلو، وأن النقطتين اللتين تم اختيارهما بين شرم الشيخ وتبوك هما الوحيدتان اللتان يتوفر فيهما هذا الارتفاع لأن باقي المناطق الأخرى لا يزيد ارتفاعها عن ثلاثة كيلو مترات فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون