الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي وخراب البوصلة

تقي الوزان

2007 / 5 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



غياب المشروع الوطني العراقي وضع جميع الأطراف – عدا الطرف الايراني – في حالة عدم توازن , وعدم معرفة الطرف العراقي في المعادلة . والعراقيون بات ميزانهم يحوي أكثر من كفتين , وتاهت بيضة الميزان بين عشرات الأوزان , وكل وزن أستقل بكفة , وكل كفة تدعي بأنها الأقدر على التعامل مع مجرى الأحداث . والكل ممثلة في البرلمان , وأغلبها تمتلك جيوش ومليشيات لتنفيذ أجندتها . وكل كفة تفرض قوانينها ورغباتها على المساحة التي تسيطر عليها , ولا تتعلق هذه السيطرة بالعلاقة الداخلية وتحديد الجهات المسموح التعامل معها , بل وتحديد العلاقات الخارجية , مثل حسن الجوار , أو أثارت النزاعات القومية , او عقد الاتفاقيات الاقتصادية والنفطية والامنية , ورسم خطط توزيع الواردات , وأقتسام مغانمها . وكلها لاعلاقة لها بالحكومة المركزية التي أصبحت " شعرة معاوية " التي تربط هذه الأطراف بالوطنية العراقية .
والبقال نوري المالكي بات لايستطيع التعامل بروح الثقة, ويكاد ان يكون كاذباً برأي أغلب الزبائن , نتيجة جنون كفات الميزان . فعندما يتفق مع الأتراك على مسألة ضبط الحدود , وتحديد حركة حزب العمال الكردستاني . يخرج مسعود بتصريح أمكانية أثارة الأكراد في شرق الأناضول ان لم تكف تركيا عن الوقوف بوجه ضم كركوك الى كردستان . ودفع تركيا لتحشيد جيوشها على الحدود العراقية بحجة الدفاع عن تركمان كركوك الذين يتعرضون لتغيير هوية مدينتهم , مثلما فعل صدام بالأكراد سابقاً . ولو تيسر الوجود للمشروع الوطني العراقي , لأحتمى الأكراد وفيدراليتهم المستحقة بالجدران المتينة لهذا المشروع , ولما أضطر السيد مسعود للتراجع وتخفيف تأثير تصريحاته بطريقة جرحت مشاعر القومي الكردي البسيط . ولتواجهت تركيا مع حكومة المشروع الوطني دون التهديد بالتدخل في كركوك التي تبعد عن حدودها في داخل العمق العراقي اكثر من 250كيلو متر .
وعندما يحاول المالكي من أعادة الثقة بين الحكومة والدكاكين السنية , ويستحدث وزارة للمصالحة الوطنية . يفاجئ بطلبات عمر موسى , وشروط الأنظمة العربية الرسمية , بضرورة أعادة العلاقات حتى مع مجرمي البعث. وكأن حل مشكلة السنة في اقتسام الثروة والسلطة ليس مع ابناء وطنهم من باقي المكونات الأخرى , بل بالأستنجاد وتوكيل أخس المحامين الرسميين العرب , ورفضت السعودية استقبال المالكي قبل مؤتمر " شرم الشيخ " وبعده . ولو وجدت حكومة المشروع الوطني لما أحتاج أغلب السنة لشفاعة من قضوا أعمارهم في خدمة الشيطان من الانظمة العربية .
أما " ألأئتلاف " قائمة المالكي , فهنا تسكن العبرات . فأغلب البضاعة التي يتم توريدها لعلوة حكومة المالكي هي ايرانية , وأغلب هذه البضاعة تالفة , وفقدت تاريخ صلاحيتها منذ زمن طويل , وسممت أغلب العراقيين , ولم يسلم منها حتى عمال علوة المالكي . والايرانيون يحاولون السيطرة على كل مسارب تصريف مبيعات العلوة , وبالأسعار التي يفرضونها ويحققون بها أعلى الأرباح . وبات المالكي في موقف صعب جداً مع الأمريكان الذين يملكون رأسمال السلطة الحقيقية , وعقارات علوة الحكومة . وقد أمهلوه الى الشهر التاسع لتسديد الأرباح والديون المتراكمة على الحكومة . لتستطيع ألأدارة الأمريكية تبرير أستغلال أموالها في هذه المنطقة المضطربة من العالم , امام شركائها في الولايات المتحدة الامريكية من الديمقراطيين , وباقي الحلفاء من الدول الأخرى . وهذا ليس في قدرة الحكومة الحالية التي ذهبت كل ارباح مبيعاتها الى جيوب الايرانيين . ولو تيسر للأمريكان التعامل مع حكومة مشروع وطني لكان بأمكانها أستعادة ديونها , وضمان أرباحها " المعقولة" , ولما وضعت نفسها في هذا المأزق الذي أصبح من الصعوبة الخروج منه .
ليس من المستحيل القضاء على عصابات " القاعدة " والقتلة من البعثيين , لو تضافرت الأرادات التي تنهض بحاجتنا لقيام المشروع الوطني , وتأمين الظروف لعمل القيادات الوطنية الحقيقية , بعيدا عن الذين استجدوا وضعهم عن طريق القوائم الطائفية والقومية , واثبتت التجربة البائسة ان اغلب القيادات الحالية من الجهلة وضعاف النفوس والباحثين عن الثروة والجاه . ولعل في مقترح حزب " الفضيلة " بأجراء انتخابات جديدة , حرة ونزيهة , وليس بطريقة القوائم , طريق يفضي لأمل النهوض بالعراق مرة اخرى . قبل ان تفرض مثل هذه الحلول من قبل الامريكان و"بشروطهم" بعد الشهر التاسع , وربما ستكون هناك حلول أخرى أمّر وأقسى, وقد لانسلم حتى على عراقنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج