الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنامي الخطر الداهم للسلفية الجهادية في فلسطين

أسامة عبد الرحمن

2007 / 5 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


يظن البعض أن هنالك تقاربا في الأفكار ما بين حماس والقاعدة ناتج عن حمل كليهما للسلاح ومناداة كل منها بالقتال ، ولكن ما من أحد يميز بين اعتبارات حماس الهادفة إلى استغلال الدين سياسيا من أجل الوصول إلى سدة الحكم ، وبين اعتبارات القاعدة التي تندرج تصرفاتها تحت بند العمالية الحقيرة لمخططات صهيونية لا تهدف إلا إلى تشويه الإسلام وصورته.

وقد كان أيمن الظواهري في خطاباته التي يوجهها بين الحين والآخر يشيد بحماس ويشجعها على المقاومة ويؤكد دعم القاعدة لها حتى بنا له ولتنظيمه قاعدة شعبية عريضة ارتكزت أول ما ارتكزت على أبناء حماس أنفسهم ، وأصبحوا منادين بإتباع المنهج السلفي في مقاومة الاحتلال حتى أن بعضا من عناصر الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية بدأت تغير أفكارها ومنهجها مؤيدة ظهور تنظيم يدين بالولاء لابن لادن ، ذلك لأن الظواهري كان يعلم أن تأسيسا صفريا لمثل هكذا تنظيم في فلسطين ، خاصة وأن كل المساجد ودور العبادة تسيطر عليها حماس.

وهكذا لم يكن أمام الظواهري سوى أن ينتظر الفرصة المناسبة التي يترصد بها خطأ لحماس يستطيع من خلاله أن ينهض بتنظيمه على قدميه.

وحانت الفرصة ....

عندما بادرت حماس من خلال اتفاق مكة إلى كشف زيف التوافق الظاهري بين فكر حماس الإخواني وفكر القاعدة السلفي وأظهرت مطامعها الحقيقية من خلال الاتفاق .... ظهر الظواهري برسالة جديدة ينتقد فيها حماس ويدعوها إلى التخلي عن اتفاق مكة ونفى بشدة فكرة أن يضع قادة حماس أيديهم في يد عباس ودحلان ، وأنكر فكرة أن يكون كم منهما أخوة لأي فلسطيني فما هم إلا طغمة من الأوغاد العملاء العلمانيين الكفرة الذين باعوا أنفسهم للشيطان ، أبرزت تلك الرسالة دعائم قوية استطاعت أن تدخل إلى قلوب الكثيرين واعتبرها صغار العقول خطوة إيجابية من شيخهم وأميرهم أيمن الظواهري ، بل واعتبروها أيضا كالصعقة الكهربائية الأخيرة التي يصعق بها من توقف نبضه ، فإما أن يموت أو يحيا ..... وحماس بنظر الكثيرين منهم قد ماتت ولم يفلح الظواهري في إعادة إحيائها.
لقد نجح الظواهري بطريقته تلك في تأسيس تنظيم يكون بمثابة فرع للقاعدة في فلسطين ويمارس إرهابه المعتاد ، وللأسف كنا نتوقع أنه سيقوم بمقاومة الاحتلال ولكنه بدلا من ذلك يمارس إرهابا بشع وحربا ضروسا ضد المجتمع الفلسطيني نفسه.



لقد بدأ تنظيم القاعدة في فلسطين وفي غزة خاصة بتنفيذ عملياته ، تفجير مقاهي انترنت ، يتبعها تفجير مكتبة تابعة لاتحاد الكنائس ، يتبعها تفجير للمدرسة الأميركية وثم تهديد لجامعة الأزهر بغزة والأدهى من ذلك كله مهاجمة مدرسة تقام فيها حفلة تراثية حجة أن الاحتفال الذي كان ينفذه ويقوم عليه أطفال في مرحلة الدراسة الإعدادية مركز للفسق والفجور والعصيان.

يجب أن يتخذ المعنيون كل إجراء ممكن لردع هؤلاء الخفافيش فما يهددنا ليس مجرد خطر زائل التأثير بل هو امتداد لإرهاب عالمي ، إنهم أنفسهم من قتلوا المصريين والسعوديين والجزائريين والمغربيين والأردنيين وإن لم نتداركهم قبل انتشارهم فسيؤدي ذلك إلى كارثة حقيقية بكل المستويات والمقاييس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي


.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي




.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف حرب إسرائيل على


.. ما الذي حققته زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية في مفاوضات وق




.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب