الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وراء تفجير جسر ديالى........؟

علي جاسم

2007 / 5 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ثمة استراتيجية جديدة أخذ تنظيم القاعدة في العراق على اتباعها وتطبيقها بصورة فعلية منذ انطلاق الخطة الامنية التي اعلنتها الحكومة العراقية في شباط الماضي ، والحصيف وحده يستطيع قراءة هذه الاستراتيجية بمجرد ان يوسع نظرته في تشخيص العمليات الارهابية التي تبنت القاعدة مسؤولية تنفيذها منذ اكثر من شهرين والتركيز على التوقيتات والاساليب التي تمت بها هذه العمليات.
فمنذ انطلاق خطة فرض القانون يلاحظ بان القاعدة لم تكف عن سعيها الدوؤب لفك جميع شفرات ورموز هذه الخطة تمهيداً لافشالها ، واخذت تسير في سعيها هذا بتجاه طردي من حيث تنفيذ العلمليات التفجيرية وتوقيتاتها فكلما زادت الوتيرة الامنية من حدتها اخذت القاعدة تزيد نطاق عملياتها وبشكل منظم تارة وعشوائي تارة اخرى بما يحقق لهم حصد اكبر عدد من الضحايا بغض النظر عن ميولهم وتوجهاتهم .
المهم ان لدى القاعدة هدف استراتيجياً يكمن في اعادة هيبتها بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من خلال الصحوة العشائرية في المنطقة الغربية وكذلك مقتل زعيمهم ابو ايوب المصري وكذلك مقتل ابوعمر البغدادي الى جانب اشباع رغبتهم في تصدر مانشيتات الصحافة العالمية والنشرات الاخبارية في المحطات الفضائية لاسيما المأجورة منها والتي تسير بنفس وتيرة القاعدة في نشر العنف والقتل وبشكل ينسجم مع توجه القاعدة في ادارة الوضع الامني في العراق لصالح اهدافهم وسياساتهم الاستراتجية.
لااريد الاشارة هنا الى العمليات التفجيرية التي حولت القاعدة من خلالها الاسواق والمدارس والجامعات والمواقع الاثرية الى فضاء واسع تترجم فيه تعاليمهم الدينية الجامدة والقادمة من وراء الحدود ولكن سأكتفي بالتطرق الى قضية اخرى قد لاتقل شأناً عن ماذكرت من حيث المدلول والاهداف فيما اذا اريد ان ينظر للموضوع من جوانبه المادية البحتة وتتعلق بالاستراتيجية الجديدة المتبناة من القاعدة والساعية الى ضرب جميع مناطق القوى لدى حكومة المالكي في محاولة لخلق نوع من الاضطراب في تحركات الاجهزة الامنية وعرقلة تنقلاتها من خلال استهداف كافة الجسور والمسالك التي تعتمدها القوى الامنية في محاربة القاعدة .
وعلى الرغم من ان القاعدة كان قد استهدفت عدداً من الجسور المهمة في بغداد مثل جسر الصرافية ومحمد القاسم والجادرية ضمن استراتيجيتها تلك وبكافة الوسائل المتاحة والتي راح ضحيتها مئات الابرياء انطلاقاً من مقولة "الغاية تبرر الوسيلة " الاان اسلوب استهادفها لجسر ديالى والتوقيت التي نفذت به هذ العملية يجعلنا نقف اما قضية خطيرة تحتاج الى وقفة تحليلية دقيقة ومدروسة لان استهداف جسر يربط بغداد بالمحافظات الجنوبية في ظل الظروف الامنية المشددة والمتخذة من الحكومة لحماية الجسور والطرق خصوصاً تلك التي تشكل حلقة وصل بين بغداد والمناطق الشمالية والجنوبية لايمكن ان يمر علينا مرور الكرام ودون ان نبحث بسبب اخفاقاته الامنية وممايؤكد لنا بما لايترك في الامرمن شك بان هناك ايادٍ خفية غير القاعدة كانت وراء هذه العملية التي تحمل من الدقة العسكرية والتكتيكية ما لاتحمله الاجهزة الامنية نفسها.
فكيف نفسر هذه القدرة السحرية من تنظيم القاعدة في تفجير جسر يقع تحت انظار العيون الامنية ليلاً ونهاراً لما يشكله من اهمية لدى الحكومة باعتباره العامود الفقري في تنقل القوات الحكومية والتي ادركت منذ مدة الاستراتيجية الجديدة للقاعدة من خلال استخدامها الاجهزة

الكاشفة للمتفجرات "السونار" كأجراء احترازي استعداداً لاية عملية تفجيرية تستهدف هذا الجسر اوغيره.
فأذا كان تنظيم القاعدة يمتلك هذه القدرة التكتيكية والتي تمكنه من تجاوز العشرات من نقاط التفتيش المنتشرة على طول الطريق المؤدية الى الجسر فأننا يمكن ان نسمع بعد شهرين اواكثر بان بغداد سقطت بيد الارهابين باعتبار ان القاعدة لديها طاقية الاخفاء السحرية والتي تمكنها من الدخول لاي مكان كما لاحظنا كيف استطاعت القاعدة وبفضل هذه الطاقية من الدخول الى المنطقة الخضراء الحصينة واستهداف مجلس النواب بعملية انتحارية واليوم فتحت امامها الابواب الموصودة لتفجير هذا الجسر رغم احاطته بالاجهزة الامنية كما اسلفنا ويمكن ان تستسلم للقاعدة مقر الحكومة في المستقبل ،اما اذا كان هذا التفجير قد جاء بايحاء او تغاضٍ من طرف اخر له دور فعلي بالشأن الامني مثل الامريكان بهدف تقليم اظافر المليشيات التي يعتبر هذا الطرف بان المناطق الجنوبية ملاذاً امناً لها خصوصا وان هذا الجسر يربط بين بغداد واحدى المحافظات القريبة من ايران المتهمة امريكياً بدعمها للمليشيات فأن المصيبة ستكون اعظم بالنسبة لشعب اغرقته اتونات هذه الاستراتيجيات سواء من القاعدة اومن الطرف الاخر الذي يمتلك زمام المبادرة الامنية كما قال عنه احد اعضاء مجلس النواب بان الحكومة لاتستطيع تحريك لواء عسكري عراقي دون موافقة امريكية!!!
واذا ما كشفت الايام صحة هذه النظرية فاننا امام نفق مظلم لايمكن ان يرى العراق النور في نهايته لان القاعدة اصبحت لاتطبق اجندتها واجندة الدول الممولة لها فحسب انما اصبحت وبطريقة مباشرة اوغير مباشرة طرفاً رئيسياً في النزاعات الداخلية الاخرى كونها اصبحت احدى الادوات الامريكية .
ان الاستراتيجية الامريكية القائمة على تحقيق توازن سياسي وعسكري في العراق بعيداً عن الاستحقاق الانتخابي اصبح يسير بطريق غيرمعبد واحادي الجانب من خلال تهاونها المتعمد في التعامل مع المجاميع الارهابية المنتشرة في عدد من المناطق الساخنة في اطراف والمعروفة بحضانتها للارهاب والذي سيأتي بنتائج على المدى المنظور لايمكن ان تحمد عقباها ،وهذه الاستراتيجية اصبحت مكشوفة لدى الجميع بعد تفجير جسر ديالى القريب من قاعدة الامريكية في الرستمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا