الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم السعيد .... الى اخي وصدقي عدنان الشاطي

كامل الشطري

2007 / 5 / 21
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تحياتي وشكري وامتناني لك وللعائلة

مشتاق لك والى لذة الجلوس معك و تبادل الاحاديث والاراء الودية الاخوية بلا حواجز او تكليف.

المكان الذي تعيش فيه بعيداًعني ومشاغل الحياة متعدده واخبار العراق من سيئة الى اسوأ.

الحل في العراق بات بعيداً كالسراب كلما حسبت انك اقتربت منهُ بَعُدَ عنك ويوم الخلاص لم يتحقق بعد ولا يمكن لهُ أن يتمُ على ايدي الاحزاب والقوى الحالية التي تمسك بزمام الامور السياسية في العراق.
التيار الوطني الديمقراطي الذي نعوّل عليهِ ونتوسم منهُ الخلاص والانقاذ لازال طفلاً يحبو لم يشتدُعودهُ بعدْ وسننتظرالوقت الطويل حتى ينمو ويكبر و يؤثر، نحن بحاجه الى سنين من المأساة ولوعة الانتظار.

لقد مللنا الموت ونزيف الدماء التي تسفك في شوارع بغداد ومدن العراق الاخري.
الارهاب و القوى المتحالفة معهٌ تعتاش وتتقوى وتنتعشُ وتشتدٌ قوة وشراسة وشراهه, وتتسع في حركتها وتحركاتها على تناقضات وصراعات قوى واحزاب العملية السياسية

بالتالي اصبح الوضع هناك معقدا بل أكثرتعقيداً يدفع ثمنهٌُ الباهض ووقود سعيره الشعب العراقي وحدهُ بكل طوائفهِ واطيافهِ والوانهِ ....والذي يتبددُ فيهِ هي ثروة العراق، ثروة الشعب العراقي كلّه...والذي يُهَجْرٌ فيهِ بالداخل والخارج هم العراقيون وحدهم .

آمال الحل لا تلوحُ في الافقِ القريبْ و الشعارات والنصوص والمؤتمرات لا تجدي نفعاً لعدم وجود النوايا الصادقة والجهود المخلصة لتجسيدها على ارض الواقع ولا تحل مشكله ولا تسدُ ديناً.

إفتقادنا الى المصداقية في تنفيد تعهداتنا كحكومة واحزاب وقوى تقود مشروع وطني ديمقراطي انتخابي يستند الى ارادة الشعب وصناديق الاقتراع .
نعم التعهدات فقدت المصداقية لعدم تنفيذها وهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس لاغبار عليها وبمعرفة وامام انظار الشعب العراقي والعلم كلّهُ ولم يُنفذْ شيء على صعيد الواقع العملي

لا ادري ولا اعرف ماهي آفاق المستقبل لعراقنا الغالي وشعبنا الكريم ولا ادري متى تعي القوى والاحزاب السياسية العراقية ان مصير العراق هو بالدرجة الاولى وفوق كل الاعتبارات وان تغليب مصالح الوطن العليا هو واجب مقدس.

وتغليب الاحزاب والقوى السياسية العاملة على الساحة العراقية لمصالحها الانانية هو خيانة للوطن ولا يمكن لها بيع العراق للطامعين بهِ وان تغليب مصالحها الثانوية الطائفية الفئوية والجهوية والحزبية سيؤدي بالعراق وشعبه الى الهلاك والى مزيد من شلالات الدم و المآسي الكارثية للشعب العراقي .

الكل يراوح في مكانه...الكل متخندق لطائفتهِ وقوميته وحزبه ومصالحه الانانية الذاتية والشخصية ولا احد يرضى التنازل عن منافعهَِ الطائفية قومية كانت اومذهبية من اجل العراقِ وانقاذهِ من محنتهِ.

الكل متحزّبْ ومتشبثْ في مواضعة خلف القومية والمذهب والمناطقية . يقتلون بعضهم البعض و يتآمرون على بعضهم البعض . نعم انهم مستقطبون ومتخندقون ،حاقدون وفاشلون .

لا لشيء سوى المزيد من المكاسب الطائفية والحزبية وافتراس الجسد العراقي الذي تكالبت علية الدول وقوى الارهاب من كل حدٍ وصوبْ

لا امل لنا سوى الانتظاررافعين أصوات الحق والعدالة الاجتماعية والمساواة وليس لنا سوى هذه الاصوات المطالبة بالعدالة والديمقراطية مقابل اصوات المدافع و الانفجارات ورائحة الموت والبارود التي اكلت الاخضر واليابس ضحاياها الوطن والانسان العراقي لاغير .

نبقى نحلم بأصباحٍ تبدد لنا وتزيح عنا ظلام ليلنا القاتم المليء بذئاب البوادي وعوائها و تكنس قذارات القتل والخطف والاجرام ومافيات الجريمة المنظمة .

اتسائل دائمآ ولا أدري، هل يعود ابو نؤاس الى اعراسه وبهجته وعربدته وسهراته وأحاديث العشاق وليالي السمر وهل نعود الى ايام الشباب أيام السمك المسكوف على ضفاف دجلة وانوارها الزاهية وهل يعود شارع السعدون الى ايامهِ الجميلة ومحلاته التي تشد وتجذبٌ الجميع اليها ؟!

لا ادري ان كانت سينما النصر و بابل وروكسي وسينما السندباد وايام الافلام الهندية, لاتزال تستقبل زوارها من الشباب والكبار من عشاق الحياة ومحبي الثقافة والسياسة ؟وهل لازال فلم العصفور هناك ؟!!

وهل هناك من بقايا شاخصة لمبنى جريدة طريق الشعب وعيون المراقبة والتجسس ؟!!

لا أدري ان كانت هناك رائحة للكباب وطعم الطرشي المخلل الذي يفتح شهية الشبعان والجوعان ومطعم الفروج الذهبي الذي كثيرآ ما وقفتُ امامه دون ان ادخل!, و اكتفي بالتمعن وحركة دوران الشواء لاسباب موضوعية خارج ارادة الانسان هذا المنظر القاتل الرهيب الذي يجذب عابر السبيل من مسافات بعيدة!

لا ادري ماحدث لمقهى البتاويين وما حل بسرجون الاكدي وكاردينيا الشتوي !
لا ادري.. مضى العمر على غفلة كساعات الجلوس مع حبيب تربع على عرش القلب وتغلغل في وجدان الروح.

لا ادري.. كثرت محطات المنافي وتعددت معها السنين , سنين العمر الذي مضى دون تحقيق الحلم! حلم الوطن السعيد ،حلم اللقاء بامي الحبيبة التي انتظرت فارسها القادم من معارك الثوار . ماتت , والعين لم تزل شاخصةٌ على طريق الانتظار . ام ابي الذي مات بحسرةِ اللقاء ام الاهل والاقارب والاصدقاء ....

الحلم السعيد الذي كنتُ انتظرهُ واتمناه لم يتحقق بعد على الرغم من طول السنين..
بل حدث العكسُ تماماً لحلمي السعيد حلم الوطن السعيد أصبح جثث تطفوا على سطحِ انهارالعراق تلك الانهار التي عودتنا على الخير والعطاء!وسيارات مفخخة وانتحار وعبوات ناسفة وروائحَ بارودْ. .



الحلم الذي تحول الى كرنفالات لقتل ابناء العراق امام انظار العالم الحر المتمدن كله الذي يحترم حقوق الانسان الحلم السعيد الذي توحدت فيه قوى الجوار على أختطاف العراق..
الحلم السعيد الذي اوقف آمالي باشباع روحي وجسدي وعيوني بامي وابي وكان اللقاء في مقبرة وادي السلام..

كل شيء يحترق ..كل شيء يموت.. كل شيء يتوقف.. إلا سراق العراق و قوى الاحتلال !
راج سوقهم وانتعش. فنشروا الرعب والخوف في كل شارع وكل حي وكل زاوية من ارض العراق لا يملوا ولا يشبعوا حتى تحولوا آكلي لحوم العراقيين الشرفاء ومصّاصي دماء.

عبثوا في الارض فساداً ولاهم لهم في الحياة سوى القتل والفرهود وانتهاك الحرمات..
قتلتْ الانسان ونهبت الثروات،انه مشهد مخيف ورهيب ..نار مشتعلة لهيبُها يكبر زيتها الذي يُسكبْ نفط العراق..

أنها نارالطائفية والتطرف والاحتلال.

[email protected]

· الاستاذ عدنان الشاطي رسام ومدرس عراقي يعيش في الولايات المتحدة الامريكية.
· مدير ورئيس تحرير موقع الناصرية نت.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -


.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا