الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُبْدِعُ الاخْتِلاَفِ فِي اخْتِلاَفِ نُوَاةِ النَّوَايَا

محمد حلمي الريشة

2007 / 5 / 26
الادب والفن



ثَانِيَةً، نَشُدُّنَا إِلَى فُسْحَةِ الْقَلْبِ الْمَائِجِ بِعُصَارَاتِ الرُّوحِ الْمُكَوْكَبَةِ حَقًّا وَصِدْقًا..
ثَانِيَةً، نَحْتَضِنُ ذُبَالَةَ الْكَلاَمِ الْبَصِيرِ بِتَقَوُّسِ يَدَيْنَا الْمُنْهَكَتَيْنِ بِأَلْسِنَةِ الْعَمَلِ الْمُرَطَّبِ بِالْعَرَقِ الشَّقِيِّ، وَالدَّمْعِ الْمُطَرَّزِ فَوْقَ وَجْنَةِ الْمَاءِ الْهَجِيرِ!

خَامسَةً، يَعُودُنَا الْغَرِيبُ كَنَجْمٍ طَوِيلِ الضَّوْءِ لِيُرْشِفَنَا حُضُورَهُ الأَغْرَبَ مِن حِكَايَةٍ لَمْ تَزَلْ مَاثِلَةَ الْحَرَاكِ والْغُمُوضِ الشَّهِيِّ الْيَتَفَتَّحُ ثَرَاءً فِي الْمُخَيَّلَةِ الْمُعَذَّبَةِ بِهِ وَبِنَا، وَهَا نَحْنُ نَعُودُهُ بِحُمْرَةِ الْخَجَلِ حَدَّ السَّوَادِ، كَأَنْ لَسْنَا نَحْنُ؛ الشَّعْبَ/ الْوَطَنَ/ الحُلُمَ/ الْمَصِيرَ/ الْحَيَاةَ، وَكَأَنْ لَسْنَا الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ نَعْرِفُنَا وَيَعْرِفُنَا الآخَرُ/ونَ، إِذِ اتِّسَاعُ سَوْأَتِنَا مَا بَعْدَ حَدِّ الْبَثِّ الْمُبَاشَرِ لِلطَّلْقَةِ الْحَوْلاَءِ، وَالدَّمِ الأَخَوِيِّ الْمَرِيضِ بِعَبَثِيَّةِ تِجَارَةِ الأَخْضَرِ! فَكَمْ:
"أَخْرَجَ العُمْرُ شَظَايَانَا الأَسِيرَةْ
مِثْلَ عَصْفِ العُشْبِ مَنْشُورِ النِّهَايَةْ
أَخْرَجَ الْعُمْرُ .. وَإِنَّا
رِحْلَةُ الْمَوْتِ عَلَى سَطْرِ الْبِدَايَةْ!"

نَفْتَحُ، رَغْمَ هذَا، ثُقُوبَ النَّايِ الْبَلِيغِ عَلَى امْتِدَادِ صَرْخَةِ النَّأْيِ، فَلاَ بُدَّ مِنْ مُنَادٍ مِنَّا عَلَيْنَا، وَإِنْ يَنْتَصِبَ صَوْتُهُ عَلَى حَافَّةِ أُخْذَةِ الْهَاوِيَةِ، أَنْ يُشِيرَ إِلَى مَا أَخْفَاهُ الْبَصِيرُ شَكْلاً وَعَمْدًا، عَنْ بَصِيرَةِ الْجَمْعِ التَّائِهِ فِي بَيدَاءِ ذَاتِهِ، فَثَمَّةَ مَنْ لَمْ يَزَلْ فِينَا مَنْ يُتْقِنُ حَدَقَةَ الصِّدْقِ الْكَاشِفَةَ، وَالانْتِمَاءَ إِلَى رَوْنَقِ الإِبْدَاعِ حِضْنًا وَحِصْنًا، مُقَابِلَ رَقْصَةِ ثَقَافَةٍ مَشْبُوهَةٍ، وَإِيقَاعِ عَرِيٍّ أَعْرَجَ!

لِيَكُنْ لَنَا مَا شِئْنَا، فِي هذَهِ الْبَهْجَةِ الْعَامِرَةِ، وَالَّتِي تُعَنْوَنُ تَشْرِيفًا بَهِيًّا بِاسمِ الْحَاضِرِ حُسَيْن الْبَرْغُوثِيِّ؛ مُبْدِعِ الاختِلاَفِ فِي اخْتِلاَفِ نُوَاةِ النَّوَايَا؛ أَنْ نَذْكُرَ الْوَفَاءَ وَنَتَذَاكَرَهُ، لِكُلِّ مَنِ احْتَرَقَ لَنَا فِي عُجَالَةِ الْخَطْفَةِ، وَلِكُلِّ مَنْ لَمْ يَزَلْ يُزَاوِلُ هذِهِ الْحِرْفَةِ، رَغْمَ انْهِدَارِ الْقَلْبِ، وانْهِيَارِ الْجَسَدِ، وَانْهِمَارِ الرُّوحِ.. هُوَ الْوَفَاءُ بِكُلِّ مَضْمُونِهِ الْمُفْتَرَضِ لِلأَحْيَاءِ الأَمْوَاتِ وَالأَمْوَاتِ الأَحْيَاءِ؛ وَرْدَةُ الْحُبِّ الْمُضِيئَةُ فِي عَتْمَةِ كَمَائِنِ الظُّلْمِ، وَالظَّلاَمِ الْمُعَتَّقِ فِي جِبَاهِ الآخَرِ/ينَ!

* كلمة "بيت الشعر" في أسبوع حسين البرغوثي الثاني للثقافة الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب