الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الامازيغية بالمغرب ...واشكالية ازدواجية النخبة

أحمد الخنبوبي

2007 / 5 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لعل التموضع الجغرافي لنهري دجلة والفرات ببلاد كنعانة المتميزين بانطلاق كل نهر على حدى من منبعين متباعدين ليستقيما بشكل متوازي حتى التقاءهما بخليج فارس يعد خير مثال لوصف وضعية النخبة الامازيغية بالمغرب - هنا أقصد بالنخبة مجموعة الفاعلين والنشطاء داخل الحركة الامازيغية- فنجد نخبة ( امازيغية ) من منطلق مخزني تكرسها المقاربة الرسمية للأمازيغية لاسيما بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، و نخبة امازيغية حقيقية فرضت وجودها بالعمل النضالي والميداني من منطلق يتسم بمصداقية شعبية و جماهيرية.

الكثير من المتتبعين يرجعون بروز الحركة الماريغية بالمغرب الى اواخر الستينات ،وهذا الطرح يحتاج في الحقيقة الى كثير من التمحيص، فلم تبرز المطالب الامازيغية الفعلية الا في بداية التسعينات أي بعد صدور ميثاق اكادير ، او بالاحرى بعد ذلك، فميثاق اكادير لم يتم التنصيص فيه على ترسيم الامازيغية بل تم الوقوف فقط على جعلها لغة وطنية في الدستور المغربي، كما ان ظهور الفعل الامازيغي داخل الساحة الجامعية لم يحصل الا في هذ ه الفترة بالذات التي شهدت كذلك انتشارا واسعا للجمعيات الثقافية الامازيغية في مختلف ارجاء المغرب وبالتالي فان ما يمكن استخلاصه من هذا كله ان الحركة الامازيغية المعاصرة بالمغرب لم تظهر الا في بداية التسعينات من القرن الماضي.

إن المخزن المغربي الذي يعد بارعا في احتواء وتدجين النخب السياسية يفتخر ان تكلفة احتواءه لليسار المغربي لم تدم الا ثلاثة عقود من الزمن حيث تم اقتناصه بما سمي التناوب الديمقراطي ثم هيئة الانصاف و المصالحة، كما لم يكلفه تدجين الاسلاميين الذين أربكوا حسابات الدول الكبرى في العالم سوى سنوات معدودات حيث أطرهم في أحد الاحزاب الادارية وها هو يحضرهم الان لشغر بعض الكراسي في الحكومة لتكتمل الخطة. اما الحركة الامازيغية – في نظر المخزن – فلم يكلف احتواءها الا بضعة اشهر بعد في لقاء بوزنيقة الممنوع وبعد افشال مسيرة تاودا حيث تمت فبركة بناية ( المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ) التي تسير وفق اعراف مخزنية قديمة تكرس التقليدية والباتريموانيالية في تدبير الشان العام، يقوم بتسييرها مجموعة من العناصر لم تستكمل بعد من النضال الامازيغي ما يكفي لاستيعاب مفاهيم و ادبيات الحركة الامازيغية الداعية الى المقاربة العقلانية والحداثية في تدبير الشأن العام و الى تقنيين العلاقة العامة داخل الدولة.

لكن منظروا المخزن لم يفلحوا هذه المرة بامتصاص هذه المجموعة من الفاعلين حيث ابانت الفترة الممتدة مابين تاسيس المعهد الى يومنا هذا ان الحركة الامازيغية بالمغرب ما زالت تفرض وجودها فى الشارع السياسي المغربي من خـلال دينـامية وعمل التكتـلات الجمعوية ( تنسيق خير الدين بالجنوب – تنسيقية امياواي – تنسيقية اميفا – تنسيقية ازايكو ...) والهيئات الحقوقية ( الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة – المرصد الامازيغي لحقوق الانسان ...) واطارات سياسية ( الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي ) وفصائل طلابية ( MCA-MEA - تنسيقية قبائل سوس... ) وكذا من خلال الحركات الجماهيرية والشعبية (حركة تيضاف – انتفاضة ايت باعمران – انتفاضة تمتسينت ...) .وبالتالي فهذه التطورات تفرض على المخزن مراجعة سياسته تجاه الامازيغية المتسمة بالمقاربة التقزيمية وضرورة استجابته الحقيقية والكاملة للمطالب الامازيغية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما حقيقة هبوط طائرات عسكرية روسية بمطار جربة التونسية؟


.. ليبيا: ما سبب الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية مؤخرا؟




.. ما أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت وفاة الرئيس الإيراني؟ •


.. نتنياهو: المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية وحماس تشويه كامل ل




.. تداعيات مقتل الرئيس الإيراني على المستويين الداخلي والدولي |