الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناصرية الشجرة الطيبة

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)

2007 / 5 / 23
الادب والفن


بمناسبة انتهاء أعمال مهرجان الحبوبي الثالث
الناصرية(الشجرة الطيبة ))نسغ المحبة وسر الابداع
الاهداء:الى أغصان الشجرةالطيبةأصدقائي واصحابي في المحنة والابداع الاموات منهم والذين لازالوا على قيد الابداع.

لم اولد في هذه المدينة ولم انتسب اليها قبليا ولكنها سكنت قلبي واعماق روحي ووشمت تاريخي بوجوه اصدقائي الذين اتوا من ضفاف اهوارها وقامات اشجارها ونواح اغنيها.
فطالما كانت هذه المدينة منبعا قدريا لاصدقاءي من معلمين ورسامين وعشاق وحزبيين أعطوا لحياتي معنى جديدا ونسغا مضافاومنشورا تحريضيا ودرسا تربويا في المشاكسة والتحدي للطغاة مها كانت احجام سلطتهم وجبروت سطواتهم

ادركت ان هذه المدينة الفراتية الخضراء بقصص عشاقها والشاحبة بقهر الحكام لهالاتصلح الا لتوريد القديسسين والشعراء والثوار.
وصفتها وثائق الغزاة المستعمرين با(الشجرة الخبيثة ))لان الامر يتعلق بتلك الشجرة السامقة في مدخل المدينة والتي اعتلاها فرسان من عشائرها لوقف زحف الغزاة لمدينتهم ومن هنا جاءت التسمية كعلامة شرف وشهادة اعتراف ببطولة ابناءاها من قبل المستعمر نفسه وكانت نبؤة استعمارية دقيقة عن صدود ومنعةهذه المدينة عن االمستمرين وورثتهم من الطغاة فيما بعد.
أحترف ابناءاها حرف مميزة عن بقية المدن العراقية وميزتها بعلامات خاصة ::
ففي غرفها السرية تأسست اولى الاحزاب الوطنية العراقية من اليسار واليمين وعلى ضفافها أنطلقت اسرار الابداع في الغناء وتداول الاطفال قصص عشاقها في الابوذيات الحزينة في اشجان النغم البديع لااصوات بلون طين العراق وطعم تمره ورائحة عنبره المميزة كصوت حضيري وداخل حسن وناصر حكيم وجبار ونيسة واسلافهم واحفادهم ممن ارخ لتاريخ المدينة وبطولاتها شجنا وحزنا.
علي مفترق أحد شوارها الجميلة تنتصب قامة شامخة لشاعر معمم تظهر رمزيته بقوة هذه الايام كرمز عراقي تجتمع عنده خصال التسامح والاعتدال والشغف الشعري والعمامة والجهاد بلا هوادة ضد الغزاة ..
هذا الرمز هو الشاعر ((محمد سعيد الحبوبي))الذي يحتفظ له تاريخ المدينة ((بواقعة الليرات الذهبية ))التي بعثها اليه الوالي العثماني جزاءا لبطولته الفريدة في معركة الشعيبة فما كان من الاسد الجريح وهو على فراش المرض الا ان يرفض هذه المكرمة معتبرها اهانة للعراق المرسوم في قلبه واشعاره
الحبوبي يبكي اليوم ويندب زمنا تناهبت فيه الطوائف والاحزاب خارطة الوطن الذي تعمدتاريخه بدماء الحبوبي وامثاله من المجاهدين الاوائل رموز الاعتدال والتسامح والوطنية .
ولآجل قوافل شهدائها ولاجل سيرة أمواتها من الشعراء واخرهم صديقي (كما ل سبتي ))ولاجل قوافله الهاربين من جحيم حروب الطوائف واخرهم ((نعيم عبد مهلهل)ولاجل ما تبقى في الذاكرة من صور الاصدقاء شهداءا وعشاقا ومغنين وبسطاء.
لابد من تصحيح ما فعلته دائرة االمعارف الاستعمارية عندما الصقت التسمية المزيفة ((الشجرة الخبيثة ))وصفا استعماريا لمدينة على هذا القدر من الابداع والبطولة والتضحيات .فتناقلتها بغفلة بريئة او بوعي خبيث عوام الناس لتعززها حكومة الطائفية والتخلف والجبروت الصدامية لان (الناصرية ))ظلت تلك ((الشجرة الخبيثة ))التي تتحطم على سيقانها الشامخة كل احلام الطغاة كما تحطمت عليها من قبل بنادق الغزاة والمستعمرين .
وستبقى اسرار الابداع الملفوفة في اوراق هذه الشجرة الخضراء تستفز الباحثين عن اسرار هذا المنجم الذي يورد على الدوام قوافل لاتنقطع من الشهداء والمغنيين والكتاب والشعراء والمناضلين ؟
لم اولد في هذه المدينة ولكن اتشرف بانتمائي الوطني والعراقي لخارطة ابداعها وبطولاتها وفاءا لكل من شاطرني محنة الحياة ورحلة الاكتشاف المشاغب من اهلها وناسها الطيبن.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟