الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ضوء اجتماع وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي: من المسؤول عن استيراد وتصدير الإرهابيين من وإلى العراق؟

نجاح يوسف

2007 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أكد وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز في كلمته أمام وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في الرياض الأحد الماضي بأن العراق أصبح أرضا خصبة لتصدير الارهابيين إلى دول الجوار..فيما ذكرت صحيفة لوس انجلس تايمز في تقرير لها الأحد ايضا نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن العراق يعد أكبر مصدر لتمويل القاعدة !! فإن تزامن تصريح الوزير السعودي مع ظهور تقرير الصحيفة الأمريكية يراد منه تنصل كلتا الدولتين عن مسؤوليتهما في إدامة مسلسل العنف من خلال تصدير الإرهاببين السعوديين وغير السعوديين إلى العراق وتحويل أرض العراق إلى بؤرة لاصطياد عناصر القاعدة وتصفية حسابات الولايات المتحدة مع هذا التنظيم بعيدا عن أراضيها حسب تصريحات الرئيس بوش المتكررة بهذا الشأن, إلى جانب إشغال المنطقة بهاجس الخطر الدائم, حتى تنضج الظروف لتتنفيذ أهداف الولايات المتحدة الجديدة المعلنة حيث ما زال هاجس حصول ايران على السلاح النووي يؤرق المجتمع الدولي ومنطقة الشرق الأوسط الهشة..

وليس خافيا على أحد ومن خلال إعترافات المعتقلين الأجانب من تنظيم القاعدة بأن بعض أمراء السعودية لهم صلات قوية بالإرهابيين ويقوم البعض منهم بزيارات سرية للعراق والإلتقاء بهم حيث يتم تزويدهم بالمال والمعلومات , فضلا عن تصريحات الساسة السعوديين وتدخلهم في الشأن العراقي الداخلي والذي يستهدف شق وحدة الشعب العراقي بحجة الدفاع عن أهل السنة , بينما لا يتورع الإرهابيون عن قتل السنة والشيعة وسائر العراقيين ممن لا يؤمنون بأفكارهم وطروحاتهم الإرهابية العتيقة والأمثلة كثيرة..

ويعتقد حكام دول الجوار ومنهم السعودية خطأ, بأن إدامة العنف الطائفي والإرهابي في العراق سينجي تلك الدول من نيران الإرهاب المستعرة والتي طالت وستطول العديد ممن يشجع ويدعم تلك القوى الإرهابية , وها هي لبنان الجريحة تتلقى ضربة شرسة من قبل ما يسمى فتح الإسلام وهي المنظمة الإرهابية التي تصدر الإرهابيين إلى العراق حسب التقارير الواردة.. كما أن أحد قادتها سبق وأن اعتقلته السلطات السورية ولكنها أطلقت سراحه بعد ذلك ومن ثم توجه الى لبنان..والجدير بالذكر وحسب تصريحات قوى الأمن اللبناني من ان بعض القتلى والمعتقلين من تنظيم فتح الإسلام هم من جنسيات مختلفة دون أن يذكر المصدر تلك الجنسيات!!

والأسئلة المشروعة والمحيرة في آن هي: لماذا يحاول الإرهابيون منازلة قوات الإحتلال الأمريكي في العراق وقتل العراقيين الأبرياء بينما معظم دول الخليج والخليج العربي برمته تطوف عليه القواعد الأمريكية الثابتة والمتحركة ولا يطلق الإرهابيون طلقة واحدة لا على مؤسسات تلك الدول التي سمحت لهذه القوات الأجنبية بالإقامة على أراضيها ولا على تلك القواعد العسكرية ؟ هل أفتى الإرهابيون بحلال تواجد تلك القوات في دول الخليج ومياهه , وحرام تواجدها في العراق؟ فإن كان كذلك فلماذا؟ هل لأن تلك القوى الإرهابية تتمثل بإسلوب المافيات التي ظهرت في الولايات المتحدة, حيث تجني الارباح من خلال جباية منتظمة وغسيل أموال واستثمارات مقابل السكوت على تواجد (الصليبيين) وقواعدهم على أراضي ومياه دول الخليج؟ أم ان أجهزة أمن هذه الدول قوية جدا بحيث لا يستطيع تنظيم القاعدة من إيجاد موقع قدم فيها؟ أترك الإجابة عن هذه التساؤلات للقارئ الحر..

أما ما نقلته صحيفة لوس انجلي تايمز من ان العراق يعد أكبر مصدر لتمويل القاعدة وذلك من خلال اختطاف أثرياء العراق والحصول على فديات مالية كبيرة منهم لقاء اطلاق سراحهم, فإن هذا الخبر الساذج جدا لا يليق بصحيفة مرموقة مثل لوس انجلس تايمز ..إذ لا يمكن تصديقه لاسيما ونحن لم نسمع بوجود مثل هذا العدد الكبير من أثرياء العراق المخطوفين والذين دفعوا مثل هذه الأموال الطائلة والتي حسب تقرير الصحيفة كانت السبب الرئيسي في فك أزمة تنظيم القاعدة المالية !! وإذا أرادت هذه الصحيفة أو غيرها في معرفة مصادر تمويل القاعدة فما عليها سوى متابعة تداولات بنوك ومصاريف الخليج ومؤسسات خليجية عديدة وكذلك الجمعيات الخيرية والقائمين عليها والتي تعمل تحت غطاء دعم الفقراء والمعوزين, إلى جانب متابعة انتاج وتصدير الهيروين من افغانستان إلى الدول المستهلكة لهذه المادة المخدرة الخطرة والذي وصل إنتاجه العام الماضي إلى أرقام خيالية وفي ظل تواجد القوات المتعددة الجنسيات فيها!!

وإذا كان وزراء داخلية دول التعاون الخليجي جادين فعلا لا قولا بمحاربة الإرهاب فما عليهم سوى محاربة مصدره وهو الفكر الإرهابي من خلال : 1- تغيير مناهج التعليم واشاعة ثقافة التسامح والحوار 2- العمل على ترسيخ مبادئ الديمقراطية والفكر الحر في المجتمع 3- الاهتمام بوسائل الإعلام وجعلها منبرا حرا لتبادل وجهات النظر حول قضايا السياسة والإجتماع والفن والأدب 4- محاربة نزعات الهيمنة الفكرية, وتشجيع تعدد المنابر 5- اتاحة الفرصة للقوى المهمشة في المجتمع للمشاركة في صنع القرار السياسي 6- التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية في المنطقة لرصد ومحاربة العناصر الإرهابية المنفلتة ..

أما إطلاق التصريحات الغير مسؤوله من هذه الجهة او تلك والتي تهدف إلى إشاعة الفوضى والقتل العشوائي في العراق وتحت حجج ومسميات غير دقيقة, فإن النيران التي تشعلها تلك التصريحات اليوم , سوف تلسعها وفي عقر دارها غدا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط