الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قليلا من الحياء

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2007 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



شهدت الساحة العراقية منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية او بالاحرى حكومة المحاصصة الطائفية ! عمليات قتل وتهجير وتفجيرات لا اول لها ولا آخر ، ففي كل يوم نسمع ونشاهد عبر شاشات التلفزة الكثير من الاعمال الاجرامية التي يتعرض لها المواطن العراقي المسكين والذي هو اصلا غير معني تماماً بالصراعات المستمرة ما بين الاحزاب والتيارات والقوائم وتكتلاتها داخل العراق من جهة وما بين الدول الاقليمية التي تتصارع على حلبة العراق مع الولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى، بطريقة شبيهة الى حد ما بحلبة
صراع الثيران وان كانت الاخيرة لا تؤدي الى قتل الانسان الا في حالات نادرة جدا وهي هيجان الثيران والخروج عن طوعها بعد ان يتمادى مصارعها في وغز السهام داخل جسدها الذي يؤدي الى اصابتها اصابات بالغة . ومن النادر ان يتهيج الثور ويقتل مصارعه او يصيبه بجروح خطيرة ، وبالتالي تكون العملية رحيمة بالانسان والحيوان في ذات الوقت ..

لكن المؤسف في حلبة الصراع الامريكي وبقايا البعث والقاعدة وايران والسعودية ودول اقليمية اخرى ، يذهب ضحية هذا الصراع المئات في كل يوم من ابرياء العراق الفقراء ، وبطرق غاية في الوحشية والاستهتار بمصائر الابرياء، لا بل ان الاحزاب العراقية وبخاصة الدينية منها هي التي تعمل على اشعال الفتن والقتل الجماعي ، اما بحجة الجهاد الغير مشروع او بحجة القتل على الهوية او حجج كثيرة لا تمت بصلة الى القيم الانسانية على اقل تقدير!

ولعل نشوب الطائفية داخل العراق والتي اصبحت من الامور الاكثر خطورة ليس على العراق فحسب انما على دول المنطقة برمتها ، الامر الذي دفع السعودية وغيرها الى مساندة بعض القوى المتطرفة والتكفيرية ضد قوىاسلامية اخرى داخل العراق ، لكي تزيد الطين بله ، خاصة بين قوى الظلام المتسترة بالاسلام .

فيما برهنت الحكومة العراقية الوطنية الحالية بعد مرور عام على توليها السلطة العراقية ، لهي اسوأ نموذجاً من نماذج الحكومات التي مرت على العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 .

ففي زمن حكومة الوحدة الوطنية اصبح قتل الانسان من الامور الطبيعية جدا كما وتم تقسيم العاصمة بغداد بفضل الميليشيات التي تفرض سيطرتها التامة على العاصمة الى مناطق سنية ومناطق شيعية ، وانتقل القتال الى نسف الجسور التي تربط ما بين الكرخ والرصافة ، بطريقة اكثر من همجية وبربرية ووحشية ، لا بل انتقلت حرب الجسور الى مدن عراقية اخرى مثل بعقوبة وغيرها ..

لقد فشلت الحكومة العراقية وقوات الاحتلال بخطتها الامنية واصبح الارهابيون اكثر سيطرة على العاصمة ومدن اخرى اذا ما عدنا الى ما قبل ابتداء الخطة الامنية ، وكانت بدايتها قد اعطت نتائجا ايجابية لكن سرعان ما تهاونت الاجهزة الامنية وقوات الاحتلال وانشغالها بعمليات سرقات النفط واموال العراق وثرواته الكبيرة الامر الذي ترك الحبل على غاربه لقوى الارهاب لان تسرح وتمرح كما تشاء ، وكانت النتيجة اكثر من مؤلمة فالقتل اصبح علنياً وامام انظار المارة وقوات الشرطة والجيش والقوات الامريكية من دون ان يحرك احد منهم ساكناً .!

لقد اصبح العراق في مأزق مقيت هو غاية في الصعوبة والحرج والخاسر الوحيد من كل هذه الاحداث هو الانسان العراقي .!

لقد سرقت الحكومة العراقية وبرلمانها المتخلف ثروات العراق النفطية بطريقة معيبة كما وسرقت اموال التبرعات الكبيرة التي تبرعت بها دول وجمعيات ومنظمات واناس عاديين لبناء ضريح الاماميين العسكريين ع في سامراء بعد ان وصلت الايادي الارهابية القذرة الى هذا المرقد الشريف وتم تفجيره ، وكذلك شهداء جسر الائمة وغيرها من التبرعات الكبيرة التي لا احد يعرف اين ذهبت ولم تبنَ حجارة واحدة لا في سامراء ولا في بغداد ..

ان العراق يمّر هذه الايام بمحنة عصيبة وعصيبة جدا ، جراء الهجمات الارهابية المتكررة على شعبه ، بينما الحكومة العراقية تحتمي بالمنطقة الخضراء بطريقة اكثر من جبانة ! واستطاع الارهابيون الوصول مرات عديدة دك المنطقة الخضراء بالهاونات قد تكون هذه الضربات بمساعدة قوات الاحتلال التي تحاول هذه الايام ان تعيد رموز البعث وزمره القذرة الى دفة الحكم ، اذا ما راجعنا قانون اجتثاث البعث الذي تتصارع معه قوات الاحتلال لمطه اكثر مما يجب ، بحيث من الممكن ان يعود عزة الدوري الى ان يكون نائبا للرئيس !!!

وغير عزة الدوري من خرنكعية البعث المجرم ليسيطروا من جديد على السلطة في العراق ، وعلى ما اظن سيكون البرلمان العراقي وحكومته الطائفية مسحوبي البساط وليس ثمة من يحميهم في المنطقة الخضراء ، فاذا انتبهوا جيدا الى المؤامرات التي تحاك في الظل سيجدون انفسهم في الشارع وبمواجهة الارهاب من جهة والشعب العراقي من جهة اخرى وقد يكون مصيرهم كما كان مصير نوري السعيد وصالح جبر اللذان لا يستحقان ذلك المصير ابداً !

ان البرلمان العراقي والحكومة قد عينوا وزيرا للدفاع ووزيرا للداخلية ومستشارا للامن القومي ووزراء للامن الوطني تعدى عددهم اصابع اليد ، ومجلس للامن الوطني وجهاز للمخابرات واجهزة امنية كثيرة اخرى ، كل هذه الوزارات والمجالس والاجهزة ليس باستطاعتها ان تحمي شارع واحد داخل العاصمة بغداد ، اذاً لماذا يتقاضون رواتبا خيالية تصل الى الملايين من الدولارات في كل شهر ؟ !!

اعتقد لو كان لهم ذرة من الحياء ! واشك في ذلك تماماً ، لو كان لهم الحياء فاقل ما يفعلونه هو الاستقالة فورا من البرلمان ومن الحكومة وباسرع وقت قبل ان يسحلهم الشعب العراقي في شوارع بغداد ذات يوم بسلاسل من حديد وليس بحبال الخوص !!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة