الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلمّوا يابشر لمُكافحة الإرهاب

عدنان فارس

2003 / 9 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



الصراع بين الإنسان والطبيعة لكشف أسرارها ومحاولة التغلب على طغيانها من اجل توفبر مستلزمات الحياة وكذلك محاولة الإرتقاء بنوعية توفير هذه المستلزمات، يُعتبر دائما وأبدا ومنذ البدء هو المُحرّك الأساس بل وفي هذا الصراع يكمن سرّ ديمومة وتطوّر البشر ومجتمعاتهم. لقد شهدت مسيرة الصراع هذا محطات انتصار تاريخية ضخمة كما هو الحال في الجانب الآخر حيث سجّل التاريخ هزائم وانتكاسات كارثية، إلاّ أنّ التراكم المعرفي وتطوّر حاجات ومتطلبات الحياة منح البشرية سلاحاً فعالاً في كسب جولات الصراع مع الطبيعة في نهاية المطاف.

وبفعل عدة عوامل أخرى ومهمة نتجت عن تحلل الأشكال البدائية للمجتمع ضمن مسيرة التطوّر في أشكال أرقى من حيث التنظيم الإجتماعي ومستوى علاقات الإنتاج إضافةً إلى منظومة أخلاقية واسعة ومُتشابكة قوامها توظيف الإعتبارات العرقية والدينية في خدمة مصالح اقتصادية طبقية وفئوية (ضيّقة)، أقول لعبت هذه العوامل والمؤثرات دورا كبيرا وأحيانا حاسماًً في دفع أو عرقلة عجلة التطور داخل المجتمع الواحد. ولسوء طالع مجتمعات عديدة، وهم وللأسف كُثرُ، رأى البعض المتنفّذ في هذه المجتمعات أنّ انتصاره يكمن فقط في خذلان بني جلدته بل وحتى مباركة طغيان الطبيعة ضدّهم. ولو أخذنا على سبيل المثال الفروق الهائلة في مستوى التطوّر المادّي والروحي بين شعوب اوروبا الشرقية واوروبا الغربية أو بين شعبي الألمانيتين قبل التوحيد وكذلك الحال المتضاد والمتناقض بين شعبي الكوريتين....الخ، لرأينا أنّ الأعراف والتقاليد والمصالح داخل المجتمع الواحد لا تفعل فعلها بشكل مُجرّد وإنّما بشكل مُقترن يُمكن توضيفها إمّا لصالح عموم المجتمع أو ضدّها لصالح فئة لا تفقه الحياة إلاّ بإذلال وتخلّف وحتى قتل الآخرين.

منذ البدء شاء الله أن ينصر البشرية في صراعها مع الطبيعة من خلال أنّ الله جرّد الطبيعة وجبروتها من العقل ومن أمكانية التفكير والتخطيط و"التربّص" وزرع كلّ ذلك في البشر، حتى الموت جعل فيه اللهُ عناصر حياة جديدة، حتى الأديان أوجدها الله لخدمة البشر.. ولكن "البعض المُتنفّذ" الذي يتفنّن في ارتكاب الجريمة ضدّ الحياة والتطوّر والسلام وضدّ ارادة الله ، هذا البعض الذي يتلبّس الحكمة وحتى يتلبّس بلبوس الله، كلنا قرأنا ماكتبه صدام على علمه: الله أكبر، إنّه كان يقصد: صدام أكبر، فصدام وليس الله الذي تحكّم في العراق ونشر الجريمة على مدى خمس وثلاثين سنة، إنّ هذا البعض المتنفّذ يفرض الآن أن توظّف البشرية من طاقاتها، في صراعها من أجل البقاء ومن أجل الحياة الأفضل، في مُلاحقة الإرهاب وردم ينابيعه. إنّ من هم ليسو مع البشرية الآن ضدّ الإرهاب فإنّهم مع الإرهاب ضدّ البشرية والحياة. إنّ الإنتكاسات والكوارث التي يُسبّبها الإرهاب والإرهابيون لهي أعظمُ هولاً وتدميراًً من تلك التي تحدث بسبب جبروت وطغيان الطبيعة غير العاقلة، ألإرهاب جريمة "عاقلة" ومُخطّط لها ومُنفذوها مُجرمون "عاقلون".

تصوّروا أنّ المدعو "عباس مدني" وفي مقابلة له مع إحدى الفضائيات التلفزيونية ورداً على سؤال: هل تعتبر عمليات القتل في الجزائر إرهاباً؟ أجاب هذا وهو يمُطّ في الكلام: يا أخي ويا أخوتي علينا وعليكم أن نتقي الله وأن تعرفوا أنّ الشعب الجزائري ليس حُرّاً وأن فرنسا (!) وكذا وكذا....!!؟؟ والله لم يذكر كلمة إرهاب في إجابته وظلّ يلفّ ويدور وكأنّه شعر بإنه هو وأفكاره وسلوكه المقصود بالسؤال!!. وشيخ إسلامي آخر إسمه على ما أعتقد ( فزازي أو استفزازي ) يقبع الآن في سجن في المغرب بتهمة التحريض على الإرهاب صرّح في أحد برامج الفضائيات العربية: ( أسحقُ بحذائي اللائحة العالمية لحقوق الإنسان لعام 1951 لأنّها تتعارض مع أحكام الإسلام )!!؟؟.. الناس كل الناس في العالم يطالبون بتطبيق نصوص لائحة حقوق الإنسان هذه والسيد الداعية الإسلامي هذا يسحقها بحذائه ومن على منبر قناة الجزيرة الفضائية العربية وبمباركة الدكتور فيصل القاسم صديق الدكتور عبد حمود.

حسب قاعدة "وللضرورة أحكام" فأن المُحرّك الأساس، الآن، لحياة إنسانية أفضل هو الإصطفاف في جبهة عالمية نزيهة وصادقة لتطويق مصادر الإرهاب وتجفيف ينابيعه وكبح جماح الإرهابيين وبالأخص الإرهابيين الإسلاميين ، أينما كانوا، الذين يسيئون للإسلام والمسلمين قبل غيرهم. على روسيا وفرنسا والمانيا والكثير من الدول العربية والإسلامية أن ينتصروا للبشرية في الكفاح ضدّ الإرهاب والإرهابيين، لا أن يُناكدوا الآخرين لأجل مصالح دولية ضيّقة وأنانية طالما تسبّبت في رعرعة وتنامي الإرهاب في العالم!

عدنان فارس

[email protected]

5 -9- 2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان