الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكفيل الهزيل ومشاريع لمنع الأنفجار

تقي الوزان

2007 / 5 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لاأحد يضمن سلامة شعوب المنطقة غير المحافظة على سلامة وحدة العراق . وأسوء السيناريوهات المتوقعة أنسحاب أمريكي من العراق يورط ايران بحروب محلّية مع الأطراف السنّية العراقية , وألأنظمة العربية الرسمية , ويفتح الباب على مصراعيه لتدخل تركي في الموصل وكركوك , وينهي الفيدرالية الكردية بألأتفاق مع ايران . ومع استمرار ضعف الكفيل العراقي وعدم أمكانيته الحفاظ على سلامة وحدة الاراضي العراقية , جاءت دعوة السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الامريكية الأمير تركي الفيصل امام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت : " على مجلس الأمن تمرير قرار وفقاً للفصل السابع يعلن فيه سلامة الأراضي العراقية بأي ثمن . بمعنى ان أي جزء من العراق يحاول ان ينفصل عن العراق لايجب ان يعترفوا به أو يتعاملوا معه بأي طريقة أو وسيلة أو شكل , وأن أي دولة لها أي طموحات أقليمية في العراق يجب ان لايسمح لها ايضاً ان تصل الى هذه الطموحات " .
رغم تأخر هذا المقترح العملي , الا انه الأهم الذي يحتاجه العراقيون من بين كل القرارات التي قد تصدرها هيئة الامم المتحدة لاحقاً لمساعدتهم في الحفاظ على وحدة بلدهم , مثل وضع العراق تحت الوصاية الدولية , لعدم تمكن العراقيين من أدارة شؤونهم طيلة الأربع سنوات الماضية , أو أشراك قوات عربية وأسلامية رديفة للقوات الامريكية والحليفة , أو غيرها من المشاريع التي تجري صياغتها في كواليس السياسة الأمريكية والدولية . ولو تيسر لهذا المقترح ان يقر من قبل مجلس الأمن قبل ثلاث سنوات , لجنب العراق وشعبه الكثير من المآسي المروعة , وساعد العراقيين بكل اتجاهاتهم في الأستدلال على وحدة مشروعهم الوطني الذي تبعثر بين المصالح الطائفية والقومية . ولساعد الامريكان ايضاً على انجاز مهمتهم " المعلن عنها " ببناء ديمقراطية مستقرة تكون بداية لتغير باقي انظمة المنطقة , وجنب جيشهم هذه الخسائر الكبيرة , وأنقذ سياستهم من هذا المأزق .
ان النجاح الذي حققته " القاعدة " والعصابات البعثية في مشروعهم الدموي القاضي بتحويل صراعهم للأستحواذ على السلطة الى صراع طائفي , لف الكثير من البسطاء , وحولهم الى وقود ترفع حرارة المتزمتين من الطرفين , وترجح مشاريعهم الطائفية على حساب الوحدة الوطنية , ولو تيسر لهذا المقترح ان يقر , لساعد الكثير من ابناء الشيعة لأعادة النظر , والتوقف من الأنجرار وراء بعض قياداتهم السياسية المتهالكة على انشاء مشروع اقليم الوسط والجنوب الشيعي الذي يدور في فلك مصلحة النظام الطائفي الايراني , ولساعد ايضاً في ايقاف تصعيد المشاعر القومية الانفصالية لبعض السياسيين الاكراد , ومنع الحكومة التركية من التمادي في تهديد العراق واوقف أطماعها في الاستحواذ على الموصل وكركوك .
من المسخرة ان تتم مطالبة ايران بالطرق الدبلوماسية , وتصريحات الترجي , للكف عن التدخل بالشأن العراقي . في الوقت الذي اصبح العراق لديها الساحة الرئيسية لمقابلة الامريكان , والنظام الايراني بأستطاعته اليوم أسقاط البصرة وميسان وواسط بأدواته العراقية فقط , وبالمنظمات التي زرعها في مختلف نواحي الحياة. والحكومة العراقية بحاجة اليوم , وأكثر من اي وقت مضى لأتخاذ هذا القرار . الذي بأمكانه ان يحّجم من تفكيك العراق , وايقاف تداعيات تدخل دول الجوار .
لاشك ان اتخاذ هذا القرار في هذه الفترة لن يتم بنفس السهولة والتأييد من قبل بعض الاطراف العراقية والأقليمية مثلما لو اتخذ في الفترات السابقة , نظراً لما استجد من تداعيات خلخلت التماسك الوطني عند الكثير من المنظمات السياسية الفاعلة , وبات الانتماء للوطن متخلفاً عن الانتماء للطائفة والقومية . الا ان جميع هذه الاطراف غير فاعلة في ساحة السياسة الدولية , ومن السهولة تمريرهذا القرار من قبل الامريكان والمنظمة الدولية , وتساندهم أغلبية الشعب العراقي الذي غيبت ارادته تحت ظلال الحراب الطائفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف