الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخروج من بوتقه الكبت

رحاب الهندي

2007 / 5 / 23
العلاقات الجنسية والاسرية


الخروج من بوتقة الكبت!

قال لي: ما ذنبنا نحن الرجال إذا حلل الله لنا الزواج بأكثر من واحدة، صدقيني ياشهرزاد نحن نسير مع الشرع، اجبته لكن الله في النهاية ختمها بقوله تعالى: “ولن تعدلوا” حيث إشترط العدل في تعدد الزوجات، وابتدأ الآية الكريمة “فأن خفتم ألا تقسطوا باليتامى” فلماذا تنسون هذه الآية وتغلفون أنفسكم بالقول الكريم الذي يتبعها “مثنى وثلاث ورباع”.
ضحك قائلاً: بصراحة أنا متزوج من امرأتين ولكن مسألة العدل ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض ولو تساءلنا ما العدل لأخبرك الجميع إنه يخضع للمعادلات المادية، بأن يوفر الرجل للزوجتين كل إحتياجاتهما المادية المهمة، وما دمت أنا شخصياً عندي المال فما المانع أن اتزوج اكثر من واحدة وأكون عادلاً بينهن بالمسألة المادية.

سألته: والمسائل الأخرى النفسية والجسدية هل تعدل بينهن.. كان صريحاً وهو يقول بالطبع لا..
وتابع حديثه:
-دعيني أخبرك شيئاً ياشهرزاد أنا شاب متعلم ومثقف وعراقي لم أعش حياة مختلفة كما يعيش الشباب في البلدان الأخرى.. أنا والكثير من أمثالي عشنا تحت يافطة كبيرة تسمى العيب كانت والحرام والتقاليد.. بحيث أن في منطقتي مثلاً يعد الحديث مع إمرأة مهماً كانت نوعية الحديث فهو من المحرمات.. لذا نشأنا على أن التعامل مع المرأة يجب أن يكون حذراً ومختصراً حتى لو سكن الإعجاب أو الحب في دواخلنا حتى لو من بعيد.. حين قدمت الى بغداد الوضع تغير فهنا التعامل مع المرأة أكثر من سلاسة وممكن ان تجد زميلتك في العمل حتى تناقشها وتشعر بعوالمها، نسيت أن أقول لك انني بعد التخرج وإنهاء مدتي العسكرية الجافة المزعجة تزوجت إحدى قريباتي ولم أكن أعرف حتى ملامحها الخارجية.. هنا في وظيفتي تعاملت مع المرأة بشكل مختلف تعرفت على إحداهن احببتها وتزوجتها.. وايضاً في حدود ضيقة.. هل تصدقين انني رغم عمري الأربعين لم أغادر العراق نتيجة لظروف كثيرة كانت تمنعني من السفر.. وحين سافرت قبل عام خارج العراق وجدت للحياة معنى آخر.. المرأة هناك كائن حي مدهش لا يكتنفه الغموض او الحزن او الجفاف..
سألته بإحتجاج: انت تتهم المرأة العراقية إذن؟
فأجابني بسرعة: لا لا ارجو ان لا تفهميني خطأ.. المرأة العراقية رائعة بلا شك وهي مثيرة للدهشة والإعجاب وهذا مالمسته حين نخرج وفوداً الى بلدان أخرى.. ولا أحد يستطيع التشكيك بثقافتها وشخصيتها لكن ما أود قوله ان المحروم من كل شيء في الحياة الإجتماعية ويعاني كبتا بين مطرقة العيب وسندان التقاليد رغم أن الحياة فيها الكثير من ملامح إنسانية لا تعنى بالعيب!
هذا الكبت الإجباري دائماً يجعل الإنسان لا يشعر بقيمة ما عنده حقيقة إلا حين يكتشف الآخر.. وأنا أؤمن تماماً بأن الكل لديه مساحات من الجمال والدهشة والابهار خاصة المرأة.. فكما أن الآخر في البلدان العربية يتذوق لهجتنا العراقية المميزة ويعجب بها بل البعض يطلب تكرار بعض مفرداتها خاصة من المرأة.. نحن أيضاً وأنا شخصياً تعجبني تلك اللكنة المحببة لبعض اللهجات العربية خاصة من النساء! المرأة في كل مكان لديها سحر خاص هل أكون اكثر صراحة معك.. أنني زرت بلداً عربياً في الفترة الأخيرة وأذهلتني طريقة حديث نسائه.. بها من الرقة والدفء الكثير وبصراحة تعلقت بامرأة هناك وخفق قلبي لها وأفكر أن أتزوجها..
أجبته ستكون الثالثة إذن: هز كتفيه قائلاً: ما المانع إذا كانت هناك عدالة مادية!!
هنا نصل الى نتيجة حتمية لسوء علاقاتنا وإرتباطنا في مجتمع يبحث أبناؤه كلاً عن الآخر.. من دون أن يجده سوى بالأحلام والخيال والأوهام وبالذات المرأة والرجل وتتسع الأحلام والخيال في المناطق الأكثر بعداً عن العاصمة.. ماذا لو كان اسلوب التربية لدينا أن يحترم الولد شقيقته ويعتز بها وبأبنة الخالة والعمة وابنة الجيران.. ومن ثم أبنة المجتمع.. غالباً نعلم ابناءنا الخوف الشديد على البنت وهذه مسألة مفروغ منها لكننا نسعد ونضحك لو إكتشفنا ان أبننا المراهق ذي الخامسة عشرة يغازل ابنة الجيران! ونتناسى ان ابنة الجيران يحيطها اهلها بالخوف وبالعيب ايضاً كبناتنا!.
أرجو ان لا يفهمني بعض القراء أنني ادعو لما يسموه بالحرية اللامنطقية.. ابداً لكل شيء حدود لكني اطلب من الجميع ان نحارب هذا التضاد والتناقض في دواخلنا وأن نبدأ جميعنا تربية أخلاقية في البيت بان نشعر كل من الولد والبنت بإحترام شخصيته وكينونته وإحترام تصرفاته وآرائه وان تتعامل المرأة مع الرجل تعاملاً أخوياً بعيداً عن الخوف من أنه سيضحك عليها ويستغلها لان جسدها هو فقط المطلوب! حتى إذا ماطرق الحب باب القلب يكون حباً واضحاً شفافاً لا استغلال فيه خاصة إذا علم الأهل به.. فما أكثر المصائب التي تحدث نتيجة الخوف والخفاء.. وما يشعر به الرجال من الإنبهار والدهشة في عوالم النساء الأخريات ماهو إلا اسلوب التربية الذي يعيشه الشاب من كبت وحرمان من التعرف الى ملامح المرأة النفسية والشكلية.
لا أحد يستطيع ان ينكر أن في داخل كل منا عالماً داخلياً يبحث عن عالم الآخر.. وهنا لا فرق بين الرجل والمرأة إلا بمساحة التحرك بحرية للرجل أكثر من المرأة.. أما عالم الخيال والأوهام فهو واحد بلا شك وللتأكد من حديثي هذا لو جلس احدنا الى جانب أي إنسان سواء كان رجلاً أو امرأة وإرتبط بعلاقة صداقة إنسانية لتحدث بصراحة عن معاناته من قيود فرضها على نفسه نتيجة خوفه من المجتمع رغم إنه لا يفعل خطيئة خطيرة.. لذا حين نخرج من رحم مكاننا المسيج بالقيود نشعر اننا نهرب من بوتقة الكبت ونعبر بكل جرأة وصراحة عما يعتلج في صدورنا أنها الحقيقة صدقوني!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يغيب عنهم الفرح ويحاصرهم الحزن أطفال غزة في العيد


.. هروب طبيب بعد وفاة امرأة أجرى لها عملية شفط للدهون في العراق




.. ولاء عودة عملت بشغف وعزيمة لإقامة زاويتها التي تضم المشغولات


.. حنرجعها معرضاً متنوعاً يدعم الفلسطينيات في غزة




.. إحدى القائمات على المعرض ملاك العرابيد