الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهاتما - لينين

ميشيل الشركسي

2003 / 9 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


المهاتما " لينين "

رسمه معلمي الجليل الذي رحل الى مملكة الصمت الأبدي " هادي العلوي " ( من الأبدال وأوتاد الأرض ، أي أنه من ضنائن الله وهم الذين يضّن الله بهم عن الفساد ووجودهم على الأرض ضروري لأنها بدونهم تميل فيبقى الناس فوقها كالسكارى ) .

المهاتما ــ مفهوم مقدّس في الشرق ، وقد أتانا من الهند وهو يعني: الروح العظيمة التي تتبنى ظاهرة العالم الجديد . ولقب المهاتما لا يمنح للناس العاديين وبشكل خاص لرجال السياسة ، ولكن القرن العشرين شهد استثنائين من القاعدة .

الأول ـ ماخانداس كارامجاند غاندي ، الذي عرفه الناس بالمهاتما غاندي ، والثاني ـ فلاديمير ايليتش لينين ، الذي لم يعرف عنه خلال حياته خبر رسمه مهاتما ، وبعد موته علم ممثلوا السلطة السوفيتية بذلك من خلال رسائل الرسّام الروسي والفيلسوف الكبير " نيكولاي ريريخ " وهو صاحب مدرسة فلسفية   تجمع  بين التراث المشاعي للشرق والشيوعية كمبدأ مع اختلافه مع التطبيق السوفييتي لها بعد لينين ،  وهو رائد الحملة الشهيرة في بدايات القرن العشرين باتجاه الهمالايا الى " شمبالا " مركز العالم حسب تراث الهند والصين والتبت ، حيث يراقب المعلمون العظام مصائر هذا العالم .

وقد يبدو للوهلة الأولى اختلاف كبير بين هذين الاستثنائين ، فغاندي كان مسالماْ ومعادياْ للعنف ، ولينين صاحب نظرية العنف الثوري ، ولكن النظرة الأعمق الى هذا الموضوع توضح أن الاختلاف بين اسلوبيهما راجع الى الظروف الموضوعية الاقليمية الخاصة بكل حالة والتركيبة النفسية لكل شعب ولينين بعد أن خفّ التوتر قليلاْ بعد الحرب الأهلية في روسيا أصدر في الشهر الأول من العام 1920 قراراْ بنبذ العنف بل حتى بالغاء عقوبة الاعدام في الدولة السوفييتية الوليدة .

لقد أهلك ذلك المتصوف الروسي نفسه من أجل الفقراء ، وهو سياسي أنشأ دولة عظمى وفيلسوف بكل معنى الكلمة وخاصة في كتابه " المادية والنقد التجريبي " وهو كمثقف كبير كان مطلعاْ بشكل ممتاز على التراث المشاعي للشرق ، وتكشف بعض جوانب سيرته الذاتية أنه كان يمارس اليوغا وكان واصلاْ الى مراتب عالية فيها ، ويروي معاصروه أنه خلال الاجتماعات المتواصلة ليل نهار لقيادة ثورة اوكتوبر كان يطلب من رفاقه دقائق معدودات يسترخي فيها بكل أعضاء جسمه ، ثم يعود الى الاجتماع نشيطاْ وكأنه نام الليل كله ، وهناك حادثة محاولة اغتياله في العام 1918 فقد أطلق عليه    الرصاص وكان مسموماْ بسم " الكوراري " وهو سم تكفي نقطة واحدة منه لتقتل فيلاْ ، والصيادون في أدغال الهند كانوا يعالجون سهامهم بسم الكوراري وهم يعرفون أن ذلك السم القاتل لايؤثر على ممارسي اليوغا المتقدمين .

وأقول في الختام أننا في العصر الحديث تتلمذنا على الفكر السوفييتي الستاليني كمصدر تعليم احادي  ، ومن ذلك تقديس لينين كأيقونة دون الغوص في أعماق فكره وسلوكه مع الاكتفاء بما كان يخطه لنا   جهابذة البحث في اللجان المركزية ، وقد حان الوقت الآن لكي يخرج معسكرنا ، معسكر اليسار من شتاته ويعود الى ينابيع الأصالة ، الى لينين وتولستوي ، الى ماركس وبليخانوف وليس ستالين ، لذلك يجب علينا القطع نهائياْ مع الزوايا المظلمة من الماضي .

سلام على أوتاد الأرض أينما كانوا ، سلام على ضنين الله المهاتما لينين .         


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي