الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حليب دموع وبنفسج

بسمة الخطيب

2007 / 5 / 24
الادب والفن



شوكولاتة
لا أقارنك بالشوكولاتة الفاخرة، تسيل ناعمة فردوسية دافئة، توقظ بنفسجي الخمول...
ولكن لماذا كلما قبلتني يصير طعم لساني فانيلا ؟ ولون شفتيّ كاكاوي؟
ولماذا، قل لي، تسيل دمعة حليبية نحو ركبتي؟

*
وسادة

هل تسلّمني نفسك الليلة؟
إن لم تفعل بإرادتك سأجبرك. لا تضطرني إلى أن أفعل.
كأس الفراولة المحلّاة بالمخدّر تنتظر. فاذهب بطوعك ونم في سريري، فوق وسادتي البنفسجية الجديدة.
استلق بينما أنا... سأغادر. سأنام في أي مكان آخر.
لا تدّع القلق عليّ، ريثما ألقي رأسي سأغفو.
ها إنني أتوسد ذراعي...أنا منهكة جداً وأتضور نعاساً، لم أنم منذ يومين
قضيتهما أخيط من ملابسي الحميمة وسادة بنفسجية.

*
جنون الأس أم أس

صارت للشجر المغسول رائحة الحبق ، مع أن الحبق لا يعيش هنا، ولا تمطر بالمرة.
ارتعشت بتلات الياسمين بين الأقمار، مع أن الياسمين لا يتسكع في السماء، ولا يعرف اللذة.
يعتقد الناس الغافلون أن الاحتباس الحراري مسؤول عن تحوّلات المناخ وعن الكوارث الفلكية... لن نخبرهم أن "الأس أم أس" التي نتقاذفها بهستيرية بين موبايلي وموبايلك، هي التي أثارت مخيلة الآلهة وجنون الذبذبات، ولن نخبرهم أيضاً أنها ستكون المسؤولة عن معجزات كثيرة قادمة.

*
مؤرخ

أنت واقف فوق أوراقي، تكتب تاريخي وأنا أتبع أصابعك العملاقة كلمة بعد كلمة، لا ألتفت خلفي، حيث ذيل فستاني الحريري يمحو كلّ ما تكتبه. أتعثّر بالحرير لكني أعود لأقف بعد جهد.. أبقى امرأة من دون تاريخ، لكن بخدوش كثيرة تؤرّخ ألمي.

*
لذيذ

النوم لذيذ. لكن كل صباح يدفع الناس أنفسهم من السرير ليجروا خلف أحلامهم،
من سيارة وفيلا إلى رغيف خبز وبيضة.
أنا لا تعنيني هذه الحياة ولا تشبعني طيّباتها، وبالكاد أصدّق وعود الآخرة،
أفضّل أن أعود إلى النوم كلما زغرد المنبه .. كي أحلم بك مجدداً.
لهذا النوم لذيذ.

*
كم؟

كم أحبك؟ تسألني كخال يسأل ابنة أخته.
لا أعرف. العشاق يستخدمون الاستعارات الشعرية، لكني ضيّعت الشعر الصافي حين عكّر تنمّرك دمي وسفك براءتي.
"بحبك قدّ البحر والموج والسما"... يقول الأطفال، وكنت أقول قبل أن أغادر جنتهم.
كم أحبّك؟ هل أنت مصرّ؟! ربما بقدر الأحلام التي ضيّعتُها لأعيش حيث يمكنك أن تجدني، حيث تذوّب الشمس الصحراوية كلّ الحسابات، هي الشمس نفسها التي جمعتنا وذات يوم ستفرقنا، هي الشمس نفسها التي همست في أذني بنصيحة: ألا أهدر طاقتي ووقتي في أمر يمكنني استغلاله في أن أحبّك. لذلك لن أجيب.

*
جينة زرقاء

نافذتا سماء، عيناك. فراراً من جمالهما الذي لا يحتمل أشغل نفسي في أمور... غير عادية. أفكّر في جدّك الذي في رحلة، ربما استعمارية، أو صليبية، ترك جينة زرقاء وسط الصحراء، وعاد إلى الشمال البارد، غير مكترث للمصير الذي ستكتبه فعلته هذه لامرأة، سوف تولد بخطّ من الكحل فوق ذقنها وخطّ قصير في كفّ يدها.

*
عطر

في إثرك ينبت ريحان لكن عطره يتضوّع هنا... من قلبي. لذلك كلما ابتعدت خفت عطري.
أخشى أنك يوم تختفي لن تعود لروحي رائحة... ولن يبقى لقبري ريحان يؤنس وحدتي.

الدوحة ربيع 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا