الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالثقافة؟

إبراهيم راشد عبد الحميد

2007 / 5 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مالثقافة يا أخوان؟
اكل يوم نعيد مسخ كافكا يا ناس؟
ليس دفاعا عن أحد ولكن يبدو واضحا أن الثقافة تتعرّض اليوم إلى سوء فهم لم يسبق له مثيل ,لقد وجدنا ذلك متجسدا على صفحات المواقع الإعلامية والثقافية خصوصا بعد تشكيل مجلس الثقافة العراقي بعد المؤتمر الذي تم عقده في العاصمة الأردنية عمان .. لم أجد تفسيرا لكل تلك الإساءات التي وجّهت للمجلس رغم أنني قد أختلف مع المجلس في بعض الأهداف أو الوسائل وهذا أمر طبيعي كما هو معروف ..لكن أن نقوم باستخدام السب والشتائم ونكيل الإتهامات بالحق أو بالباطل فهذا لعمري شيء غير ثقافي إطلاقا .. وأن توجّه الدعوة لهذا أو ذاك وأن لا توجه لهذا أو ذاك فليس في ذلك بأس أبدا لأن من المسلّم به أن عددا محدودا من الناس يقومون في الأحوال الإعتيادية بتشكيل لجنة تحضيرية تقوم بالتهيئة لمؤتمر عام تأسيسي وهذا هو الأمر القانوني والمتعارف عليه وقد روعيت كل الوسائل القانونية فعلا في تشكيل ذلك المجلس الموصوف ولا غبار على ذلك ..المهم في انتقاد المجلس أن نقرأ بيانه أو ميثاقه ونظامه الداخلي فإن تبين لنا أن شيئا غير واضح أو مخالفا أو غير صحيح فلنا أن ننقد ذلك .أما أن نكيل السب والشتائم فهذا أمر بائس حقا .. لو كان هناك من يريد أن يتفاعل مع المجلس فله أن يتقدم بطلب للإنتماء وهكذا سوف يكون بمقدور من وجد ما لا يوافق عليه في النظام أو الإعلان فإنه سيكون بمقدوره أن يبدأ بالدعوة لتغييره من خلال المؤتمر القادم وبنفس الطريقة يمكن أن يتم تغيير القيادات الحالية لو وجدت الجمعية العامة أنها لا تمثل مصالحها أو أهدافها
وقبل وبعد كل ما ذكرنا فإنه من قال أن الثقافة تنحصر بالشعر أو الفن أو القصة أو الإبداع ؟! يا أخواني إن الثقافة ميدان أرحب من الفن أو الأدب أو الشعر فإن لكل مما ذكرنا جمعياتهم ومؤسساتهم ..هناك اتحاد للأدباء وجمعية للفنانين وغيره كثير ولكن مجلس الثقافة العراقي هو الأول من نوعه وإن لم يكن الأول تارخيا* فهو يضم كل المثقفين من كتاب ومبدعين وخريجين وسياسيين وغيرهم إن الطبيب مثقف والسياسي مثقف والمهندس مثقف إذا كان مهتما بالشأن العام وله موقف من الأحداث ويتمتع بالوعي المطلوب ..
أما الأخوة من بعض التنظيمات السياسية والذين يجدون أنفسهم غير ممثلين بهذا المجلس بسبب عدم توفر الكادر الثقافي الواعي والمتقدم جعلهم يتوترون لأن ساحة توشك أن تنبثق من الصعب أن يزجّ فيها دعاة الثقافة أو حجم من مريديهم الذين يرغبون بالظهور على السطوح بأي شكل !
إن هاجس إقفال أي ساحة لهذا الطرف أو ذاك إنما هو أمر في غاية الخطأ والخطورة وقد رأينا سابقا شعارات العهد السابق في (شعب شعب كله بعث)كيف تحول إلى (شعب شعب كله أمن!)ثم ما لبث أن حطّم البلاد والعباد!
يا أخواني إن في الحياة الحرّة والديمقراطية يجوز للناس تأسيس جمعيات حتى ولو كانت خاصّة بمجموعة أو جزء من المجتمع وليس في هذا بأس
اليس في العشائر أعراف تقضي أن القبيلة والعشيرة تضم من هم متصلين بالنسب فهل مطلوب أن يفتح الباب على الناس كافة ..؟ إنه مثل فحسب وليس لأحد أن يعيب ذلك عليهم ..
من ناحية أخرى يحق لكتاب أو مثقفي الخارج أو الداخل أن يؤسسوا لهم منتدياتهم أو جمعياتهم المختلفة جزءا أو كلا وليس في ذلك أي عيب ما دام يدعم الثقافة أو لم يؤسسوا الرابطة القلمية! في المهجر؟ فهل كان هذا جريمة أم أدى إلى التجديد وإغناء الوسط الثقافي؟
لماذا نرغب بتسييس كل شيء ؟ لماذا نريد أن نقول نحن وحدنا في الساحة ولا يوجد أحد غيرنا ؟ إن هناك جيشا من المثقفين الحقيقيين كما يعلم القاصي والداني لا يجدون لهم متنفسا ويعيشون تحت القهر والإرهاب والإقصاء لا لأنهم أعانوا الدكتاتوريّة بل لأنهم لم يقبلوا أن ينضووا تحت خيمة الحزب الفلاني أو العلاّني
قولوا لي يا أخوتي ماذا جنى البلد وماذا جنت البشرية من مثل هذا التحجّر الفكري والجمود السياسي هل كل يوم نقدم كافكا جديدا ومسخا جديدا ؟ أكل يوم نقدم غاليلو جديد يعترف أنه قال خطأً أن الأرض كرويّة وهي اليوم نراها كما نرى الشمس كرويّة كرويّة حتى النخاع .
ألا نكف عن التعصّب والعناد وحب الوجاهه الزائف ؟
أسالكم بالله هل يحب الله ورسوله أولئك الذين يحب أن يعلوا احدهم على الآخر أو يعلوا بعضهم على بعض؟؟؟
وهلاّ كف الجميع عن أسلوب الشتم والقذف فإنه أسلوب لا فائدة منه ولا يفضي إلى أي نتيجة
وهلاّ كففنا عن تعميق الكراهية ؟
إن البلد يتكون من مختلف الأديان ومختلف المذاهب والقوميات والإتجاهات الفكرية والسياسية ولن ياتي يوم يصبح المسيحيون مسلمين جميعا ولا المسلمين كذلك ولا الأكراد إلى عرب أو تركمان ولا اليساريين إلى رأسماليين ولا السنّة إلى شيعة ولا العكس ..أنا أقدم لكم هذه الحقائق وما إن تفكّرتم فيها فلن تجدوا لما تفعلونه بالناس والأجيال أي معنى ولا حتى أي مسوّغ
حقا ما قيل من أن الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا.
لماذا تفعلون بأنفسكم ما تفعلون ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تأسست بعد ثورة الرابع عشر من تموز جمعيّة باسم جمعيّة الخرّيجين وأصدرت مجلّة ثقافية باسم المثقف وكان لها دور بناء في نشر الثقافة وتركت أثرا طيبا على الحياة الثقافية فترة طويلة .
إبراهيم ر. عبد الحميد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحبط مخططا إيرانيا تخريبيا يهدف للعبث بأمن واستقرار ا


.. وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان: حماس والسنوار




.. 3 شهداء برصاص الاحتلال وعدد من الإصابات في مدينة طولكرم بالض


.. مسيرات في مدن فلسطينية عدة لإحياء الذكرى الـ76 للنكبة




.. بعد انسحابها.. قوات الاحتلال تخلف دمارا واسعا في حي الزيتون