الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو رجل مسلوخة

نشأت المصري

2007 / 5 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


منذ نشأتنا ونحن أطفال صغار كان أهالينا يرعبوننا بقصص خيالية, هدفها بث الرعب والخوف في قلوب الأطفال الصغار . مثل قصة أبو رجل مسلوخة والعروس التي برجل حمار , والصل والعفريت وخلافه, وأتذكر منها هذه القصة :
يروون أن مجموعة من الأولاد كانوا يذاكرون دروسهم بواسطة كلوب ( مصباح يعمل بالكيروسين )في الشارع وهذه الطريقة كان يلجأ إليها كثير من الطلبة الفقراء وقبل دخول الكهرباء في الريف المصري , فكانوا يجتمعون سويا تحت موقد واحد لتوفير الكيروسين .
وبعد ليلة شاقة في المذاكرة أقترح أحدهم أن يتجولون قليلا بين شوارع القرية , وأثناء ذلك شاهدوا عروس مزينة بملابس العرس والفستان الأبيض , وشاهدوها تتوجع وتبكي , وعلى سبيل الفضول توجه الطلبة لمعرفة ماذا حدث لها ولماذا هي في الطريق العام في هذه الساعة المتأخرة من الليل , ولماذا عليها هذه الملابس , ولماذا تبكي وتتوجع بآهات مرتفعة الصوت , فأشاروا لبعضهم البعض وقد تملك عليهم صمت عجيب , وذهبوا لرؤيتها ومعهم الكلوب وما أن وصلوا لها حتى صرخ الجميع من منظر رجلها لأنه كان بمثابة الصدمة للجميع , وما أن تمالك كل ما واحد منهم ما تبقى رباطة جأش بعد الرعب والخوف حتى هلع هاربا من أمام هذه العروس , وراح الجميع يجرون من أمامها, لأنهم وجدوا أن العروس لها أرجل حمار.
وبعد الجري والهروب أمسك أحدهم عسكري شرطة يلبس ذي الحكومة , وقال للولد لماذا تجري هكذا , وما أن رآه الطفل حتى أنه شعر بالأمان وأخذ يشرح بلهفة ما قد أرعبه حين نظر رجل العروس وكأنها رجل حمار , وفي أثناء لهفته والمختلطة بوجود المنقذ والملجأ ,وسيما أنه رجل شرطة , ذو شان ونيشان على رأي المثل , !! وأثناء ما الطفل يحكي ويحاكي المشهد المرعب , ويحاول أن يجمع قواه المتهالكة من المنظر !!!! حتى وجد العسكري يخرج رجله من البنطلون ويقول للطفل بألفاظ غليظة وقوية, وهو يشير على رجله ويقول له :
زي دي !!!!
ونظر الطفل وأصحابه معه منظر رجل العسكري فوجدوها رجل حمار أيضاً.

وإلى وقت قريب كنت لا أعرف الهدف من هذه القصص , بل كنت ومازلت أنقد هذه التصرفات لأنها توجد عدم الثقة , وتنمي الخوف من باقي البشر , والخوف من الآخر والمختلف معهم في المعتقد , أو الفكر أو الخوف من الغريب .
ولكن لو تأملنا خوف أهلنا علينا ونحن صغار , أيام كان يتحكم فيها الجهل بالخرافات , والتي راح ضحيتها أطفال صغار كثيرين , على شائعة فتح كنز بشرط إحضار رأس أربعون طفلا , وراح ضحية هذا أطفال كثيرين ( وربما هذه الأخيرة قصة من قصص الرعب أيضاً), وانتشار اللواط الجنسي , خطف البنات لسرقة الحلق الذهب أو الاغتصاب, وانتشار الخطف بهدف طلب فدية مادية!!!.
كل هذا وغيره من الممارسات الخارجة عن القانون جعل من أولياء أمورنا , جبناء يخافون من المجتمع , ويفقدون الثقة في كل أفراده مما أوقعهم في بث الرعب في قلوبنا حتى لا نكون ضحية لأحد هؤلاء الخارجون عن القانون, على مبدأ:
أقفل بابك يا موسى من غضبي !!
وها نحن الآن في سنة 2007م نخاف نفس الخوف على أبنائنا , نخاف من متشددين إسلاميين يفتكون بكل ما تطوله أيدهم من بشر لا يفرقون بين مسالم أو ما يحمل سلاح , نخاف على أبنائنا من الذهاب للكنيسة في اجتماع أو صلاة قداس , لأننا لا نستطيع أن نتكهن الدور القادم على أي كنيسة .
نخاف على أبنائنا من الذهاب لمدارس الأحد خوفا عليهم من الآخر:
وتحضرني واقعة حدثت ومازالت تحدث :
في إحدى المناطق الشعبية كانت هناك جمعية قبطية أرثوذكسية تقيم من ضمن أنشطتها مدارس تربية كنسية , وكان مجاور لهذه الجمعية مجموعة من بيوت الأخوة المسلمين , فكان أبناء المسلمين يترقبون خروج الأطفال من الجمعية حتى يقوموا بالهجوم عليهم , ونزع الصور المسيحية من أيديهم , ويقطعونها ويلقون بها على الأرض , مما أضطر القائمون على المكان البحث عن القانون والذي هو ملجأ للجميع فكان رد القيادة الأمنية أشبه برد العسكري أبو رجل حمار :
شوية عيال أنا حأعملهم إيه !!!
ووضع الشكوى في الدرج حيث مثواها الأخير!!!
نخاف على بناتنا في سن الطفولة وفي سن المراهقة لألا يلعب أحد بعواطفهن أو يخطفهن ويجبرهن على تغيير دينهن.
نخاف على أبنائنا في المدارس من قيام الطلبة بعمل ما يشبه حرب العصابات داخل المدرسة وخارجها مع غياب كامل لإدارة مدرسة واعية تحارب هذا الاتجاه وتقاومه, وهذه العصابات الغالبية العظمى منها مسلمين على مسيحيين , أو سكان قرية معينة على قرية أخرى , وغيرها !!وغيرها !!من وسائل التفرقة العنصرية , والتي يتخذها المجتمع وسيلة للتناحر والقتل باسم ماذا أنا لا أعرف.
نخاف من انتشار البلطجة في الشارع , حيث يقوم هؤلاء الخارجون عن القانون ببسط سطوتهم , وبث الرعب في قلوب سكان مناطقهم,, ويقول المثل:
إلي ما خافش من الله خاف منه!!
نخاف ممن يتحرش ببناتنا داخل المواصلات , وأثناء سيرهن في الشوارع , وأثناء سيرهن في المنافذ والكباري المعدة للمشاة, وفي كل هذا رد الأمن كما هو في رد العسكري أبو رجل حمار.
وبعد كل هذا نقول أن آبائنا كانوا مخطئين ,, أنا أعزرهم بل أفعل مثلهم :ـ
فإني أحذر من شباب الشوارع
أحذر من كل مسلم على وجهه علامات الصلاة
أحذر من كل من له ملابس إسلامية
أحذر من الجار سواء هو صديق أم غير هذا
أحذر من الشارع
أخاف من كل مسلم , وأخاف من الشرطة , وأخاف من الكنيسة لأنها تضيع حقي بوسائل الإجبار على ما يطلق عليه صلح وهو صلح وهمي.
وربما أخاف على نفسي وعلى أبنائي من الذهاب للعبادة,
أحذر من الدخول في مناقشة تنقلب لمناقشة دينية يروح ضحيتها أبرياء والقانون لا وجود له.
أخاف من قراءة جريدة إسلامية ,, بل أخاف من قراءة جريدة أو كتاب مسيحي,,
انقلبت حياتنا خوف وتحذيرات .
وبعد كل هذا تقولون أن الأقباط سلبيون في المشاركات المجتمعية.
الشيء الجميل في حياتنا ,, العروس المهيأة لعرسها تصبح موضع رعب ,,والملجأ الحصين ومنفذ الأمن ورجل القانون يحاربنا بنفس الرعب.
إني أخاف !!!! أخاف !!!! على فقدان الثقة , حيث مثواها الأخير ومفتاحها في يد
الشرطة والقيادة الأمنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب