الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الأحداث 9

نوري المرادي

2003 / 9 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الدكتور نوري المرادي

 

سلمت أياديكم أيها الأبطال المقاومون، بدأ القتلة الغزاة يترنحون، فأجهزوا عليهم، ولا ترحموهم!

يوم 17 مارس 2003 وعلى موقعي الحوار وكتابات، وتحت عنوان (( المجتمع الدولي المنبوذ)) * كتبت: ((  لا يمر النهر في النقطة ذاتها مرتين! وتصعد السمكة التي أكلت الزهر إلى سطح الماء وتتخبط فتندفع سابحة لا على التعيين فاقدة الصواب لصطدم بزورق أو نبات أو  تشلَهْ إلى الجرف بعد أن شل مفعول الزهر عصبها المركزي. والسمكة المْزوْهْرَة تخلد إلى راحة عابرة ثم وبعد رفسات وحركات عدوانية متسارعة تستهلك به كل مخزونها من الطاقة، ما تلبث وتنقلب على ظهرها، ليمسكها الصياد باليد، وينطبق عليها المثل: ( صادوك وانته النتشر يغراب ) والشبوط والكطّان هما الأشد تألما وبالتالي الأكثر عدوانية إذا تزوهرا. كيف لا والشبوط محتال السمك والكطان ملكه،،، أما غز العراق فإن نجح فمن يضمن أن أمريكا ستستطيع البقاء في العراق ولو لسنة، تستعيد بها رأس مالها على الأقل، بينما دول كبرى تعارض الغزو وليس بينها وبين أن تدعم القوى الوطنية العراقية بمبررات مقاومة الاحتلال، إلا أن تجد الطريق إلى هذه القوى وحسب. فإذا بدأت المقاومة فتكاليف الغزو سترتفع بما يحول دون تسديدها ما لم يعوّم الدولار عمدا، ثم لتنهار قيمته تلقائيا كما حدث في العشرينات من القرن الماضي. على أية حال، إن ما بيننا وبين أن تنقلب سمكة اليمين الأنجلوسكسوني على ظهرها، قليل جدا. والدنيا دول تظهر ثم تذهب. وما سيبقى هو العبرة التي سيصوغها التراث على هيأة أمثال وحكم. فيا ترى هل ستكون حكمة المستقبل هي : ( صادوك وانته النتشر يا بوش ) أم ( على نفسها جنت عائلة الصباح ) أم ( أشأم من المعارضة الأمريكوعراقية )؟؟؟ ))

 

لقد تسارعت الأحداث، فقطع مجلس الإمعات نقاشاته البيزنطية فجأة وأخرج تشكيلته المسخ - وزارة غلمان طائفية اختير أعضاؤها كما يختار الصبيان لاعبي فرقهم – بالمفايلة. وزارة دلوعتها الدبلوماسية هوش يار الشخص العنصري الذي أعلن قبل أسبوعين فقط أن علم العراق لن يرفرف على كردستان مطلقا.

وعموما، فالمجلس وغلمانه برئاسة هوش، لا في العير ولا في النفير. وهو مجرد حفنة أزلام مفردين كالبعير المعبد، لا أحد يلتقيهم، ولا حتى رئيس رئيسهم رامسفليد، ولا هم بوارد الخروج من معازلهم. وسواء ذكرتهم أم لم تذكرهم، فهم مشؤومون وإلى مزابل التاريخ ماضون تلاحقهم لعنة أبي رغال مدى الدهر. ألا تراهم وطمعا بالحياة يتعلقون بمن سبق وادعوا أنهم انتصروا بالأمريكان لإنقاذ العراق منه؟! أعني جهاز أمن النظام السابق ومديره حبوّش؟! بلهم الآن مرعوبون من قرار أمريكا تسليم وسط العراق إلى قوات أجنبية. فهم يعلمون أن هذه القوات لا مصلحة لها بحمايتهم، وإن دافعت عنهم فليس كما دافع الأمريكان أنفسهم، وخسروا!

إلا أن ما يجلب النظر على الساحة العراقية، هو الزيارة الهوليودية لرامسفيلد إلى بغداد والعودة المفاجأة لمدير شرطة نيويورك بعد إتمام مهمته بنجاح(!!!) باهر، وتصريح بوش اليوم من أن النفط العراقي لا يكفي لإعادة إعمار العراق، ولجوء بوش من جديد إلى وكالة الغوث (مجلس الأمن) والتعديل المحتمل للحدود بين الكويت والعراق، وخبر جانبي الأهمية، وهو أن الشخص الثالث في قيادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية قبل فاجعة الصحن، والثاني بعدها؛ السيد طاهر أصفهاني (حامد البياتي) لازال في لندن ولم يعد إلى العراق منذ أكثر من عشرة أيام.

وعليه:

 

أولا:

إن تواجد طاهر أصفهاني (حامد البياتي) في بيت طاعته - لندن، أمر ليس بالغريب، لولا تصادفه وفاجعة الصحن، التي راح ضحيتها رئيسه ومرجعه المرحوم السيد محمد باقر الحكيم وكوكبة معه منها على ما لا يقل عن 40 من حراسه الشخصيين وأغلبهم أصدقاء أو معارف لحامد. وحامد أيضا وفي كل حديث له مقتبس من أقوال الراحل يتخذها سنة في حياته. وكان أيضا يطالب له برئاسة العراق الأمريكي، بحكم الفترة الطويلة التي قضاها في المعارضة وبحكم العدد الكبير من عائلة الذي ذهب غيلة. أي إن الراحل المرحوم محمد باقر الحكيم هو إمام طاهر حامد اصفهاني بياتي ورئيسه ومصدر نعمته ووجاهته أيضا.

ونحن العراقيون، لا نعذر صديقا من الدرجة السابعة، إن لم يشاركنا أفراحنا بشخصه، ويقف معنا في مصابنا بشخصه أيضا. لكن السيد حامد البياتي بقي في لندن ولم يحضر مأتم رئيسه وإمامه وولي نعمته ومفتاح وجاهته، ذلك المأتم العظيم الذي شارك به ما لا يقل عن نصف مليون مواطن عراقي. وهي إذاً جريمة عرفية لا تغتفر، أو يقف خلفها سبب قاهر!

والسيد حامد البياتي كان في لندن منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ولم يعود رغم حراجة الفترة التي كنى عنها الراحل محمد باقر الحكيم بأن آوان الرحيل قد آن، وأن هناك من يتأمر لأجل فتنة شيعية شيعية وشيعية سنية في الحديث أدلى به قبل أيام فقط من رحيله*. كما، وفي ثاني يوم المصاب ظهر بمقابلة مع cnn ودون علامة فارقة على محياه المعروف اللهم سوى ربطة عنق سوداء أبدلها بتلك الصفراء أو المزركشة التي اعتادها. أي أن تأثره بالمصاب بحجم الفارق بين ربطتي عنقه، السوداء والصفراء.

فما هو السبب؟ هل زعل لاستيزار باقر حسن صولاغ (بيان جبر سابقا) بدله، أم لبروز دور عمار الحكيم عليه، أم هو أمر آخر فيه إنّ؟!

كل الظنون صحيحة وتشكل معا مشهدا واحدا يمكن وصفه على النحو التالي: خلال المجادلات في الفترة السابقة صار واضحا أن دور البياتي في قيادة المجلس الأعلى بعد الراحل (رح) وأخيه عبد العزيز وعمار وإبن المرحوم الشاب الذي بلغ سن العقل – صادق ثم مسؤول مالية المجلس السيد باقر حسن صولاغ وأخيرا القبنجي مسؤول استخبارات وسجون المجلس. ولا نجزم إن كانت هناك شخصيات في الخفاء ضمن القيادة. المهم أن البياتي لن ينل تلك المكانة التي كانت له، منذ 15 عاما وحتى الشهر الماضي، حيث هو وكيل الراحل والمتحدث باسمه سياسيا لوحده أو إلى جانب عبدالعزيز. ولابد وحدث هذا بسبب ملاحظات مؤجلة للمرحوم باقر على البياتي. والمثير أيضا أن أسم بقار صولاغ حين طرح لوزارة الزراعة قبل رأسا بينما تلكأ المجلس في طرح إسم بياتي كثيرا وحين طرحه على حياء رُفِض، وكأن المجلس طرح إسمه حين ضمن الرفض.

وحين أصبح رأس الراحل مطلوبا من عدة جهات أهما أمريكا وإسرائيل، وبدأ التخطيط، فلابد أن المنسق الأفضل لهذه العملية هو السيد البياتي ذاته بحكم علاقته المتينة مع المخابرات الأمريكية وكان غالبا ما يجتمع بها على إنفراد كما شهد بعض حضور مؤتمر لندن، وكم لقاء تم له معهم سابقا. ناهيك عن علاقته الحميمة مع أشهر عنصرين في السياسة الإسرائيلية – ريتشارد دوني ومارتن أنديك، إضافة إلى روبين الناطق باسم مادلين ألبرايت سابقا.

ولنفترض أن شخصا ما مزروعا ضمن حرس الراحل محمد باقر الصدر أو مرافقيه أو جهازه الأمني، ومن الحلقة الأقرب، أو الوحيدة التي تعرف أسرار قرار خطوط تحركه وأيتها من سيارته الثمانية سيستقلها في هذه الرحلة أو تلك. وهذه القرارات آنية وتتخذ قبل التنفيذ بساعة أو دونها. وتبليغات الشخص المزروع لأولي الأمر، لابد وتكون آنيا، فالوقت لا يسعفه ليستتر في مكان ما ويستخدم الشفرة. وأضمن الحلول أن يتصل بالهاتف النقال، فيخاطب شخصا مقربا، إذا حدث وشك أحد مسؤولي أمن الراحل بهذا الاتصال، وجاء ليتأكد فسيرى أنه يجري مع ،،، شخص مقرب من الراحل، لتلغى الشكوك مباشرة.

بقي أمر أن يكون هذا الشخص المقرب هو بعينه من نسق لعملية الإغتيال وأعطى الإرشادات بناءً على المعلومات التي تصله، أو أنه وتبرئة لذمته، كان يستلم معلومات عابرة من المزروع،، لكن، قيل والله أعلم، أن هاتفه كان مراقبا من قبل منسق العملية فنفذها بناء على ما سمعه!

 

ثانيا:

في مقال له بعنوان (( فتاة عراقية تكشف سر تفليس سلطات الاحتلال للعراق )) على صحيفة الإتحاد الإماراتية (عدد 10287) نقل السيد محمد عارف قصة لفتاة عن ابن عم لها يعمل مهندس إنشاءات في شركة عراقية هندسية معروفة بأعمال تصميم وبناء الجسور في جميع أنحاء العراق. وطلبت سلطة الاحتلال من هذه الشركة في نهاية شهر مايو تقديم عرض حول ترميم جسر ديالى جنوب شرقي بغداد. وقام المهندس بالدراسات اللازمة عن التربة وعمق المياه والمواصفات التقنية للمشروع وقدّر الكلفة الأولية لإعادة بناء الجسر بنحو 300 ألف دولار، بما في ذلك نفقات إعداد الخرائط والتصاميم والمواد الأولية وأجور العمل والمقاولات ومخصصات السفر. ويذكر أن الفتاة قالت: (( فلننْسَ أن ابن عمي عمل في الجسور فترة 17 سنة، ولنتظاهر أننا نجهل عمله في إعادة بناء ما لا يقل عن 20 جسراً من 130 جسراً دمّرتها قوات التحالف في حرب الخليج عام 1991. ولْنقلْ أن هذا التقدير مغلوط، وإن الكلفة الحقيقية لإعادة بناء جسر ديالى تبلغ 4 أضعاف الكلفة المقدرة، أي مليون و300 ألف دولار. لكن سلطات الاحتلال أعلنت بعد أسبوع واحد من تقديم إبن العم للعطاء عن تلزيم مقاولة بناء جسر ديالى الجديد لشركة أمريكية بمبلغ، ولنتمالك أنفسنا، عند سماع الرقم هو 50 مليون دولار!! ))

أما أنا فلن أستغرب الرقم، أو إني أسمعه دون أبالية.

فالعراق ألان فيء مستباح لبوش وعصابته، فنهب نليارته وليس ملايينه. أما هذا الرقم– خمسون مليونا، فهو متواضع ويكاد لا يسد الرمق. وأعني رمق السماسرة. فإذا حسبنا المخصصات المقطوعة من كل مشروع مقدما (سمها عمولات أو رشاو أو شراء ذمم، لا يهم) لو حسبناها، فسنجد أن المبلغ (50مليون دولار) قليل جدا. ففي العراق وحده هناك 50 سمسارا منهم 25 إمعة و25 غلام وعلى رأسهم هوش، ولدينا بريمر ومساعدوه الأربعون. ولدينا باول ورامي وكوندوليزا وبوش وبلير وهون وسترو وشارون وموفاز ونتنياهو، والعدد الإجمالي إذاً هو 100 نفر سيتقاسمون المبلغ بالتفاضل، فما وجه الغرابة؟

أما أن لازال بعض السفهاء يحلم ببيدر دخن الإعمار تحت الاحتلال، فهذا من العجائب! بدليل أن بوش ذاته قال اليوم، أن عائد نفط العراق حتى لو تم تصديره بمعدلات طبيعية فلن يكفي لإعادة إعمار العراق!

ولن يكفي، لأنه سيمر بجيوب بوش وأبيه ،، فلا يخرج منها مطلقا.

 

ثالثا:

من مكارم الأخلاق أن لا تستهين بالجريح وإن كان عدوك اللدود. ومن المحاذير أن يستأسد العبد على سيده لمجرد أن سيدا غريبا جاء لنصرته. ومن المحظور على قزم صغير أن يستعدي جار له ملك التاريخ والحضارة معا، واهداهما للشعوب.

وكم من مرة نبه الوطنيون العرب كالسيد عطوان والمسفر والبكري وفضللله وغيرهم، عائلة الصباح وحذروها مغبة ما تقوم به، ولم تعبأ ولم تتعظ؟! وكم كتبت شخصيا أن أمريكا لو احتلت العراق فسينتهي دور عائلة الصباح ويصبح أمر إلحاقها بالعراق محتوما. وكم قلت أيضا إن بدأت المقاومة العراقية وطردت الغزاة فلن يعود من عاصم لعائلة الصباح تلجأ له. وكم قيل وقيل، إلا أن عائلة الصباح كانت مخدرة بما تراه، أو هي برمجت على ما برمجت المعارضة العراقية المأفونة عليه، لتلوك حكاية الأسرى وأسلحة الدمار الشامل والانصياع لقرارات الشرعية الدولية؛ فتسوغ الغزو. وليس هذا فحسب بل تجرأت وعدلت الحدود من جانبها ثم عادت وخرقتها لتفتح ثغرات معلنة رسميا الحرب على الشعب العراقي.

وليفصل القارئ ما بين الشعب الكويتي الكريم وبين عائلة الصباح، أو ليفهم على الأقل بأني لا أتحدث عن الشعب الكويتي الكريم بما أتحدث به عن عائلة الصباح.

المهم أن عائلة الصباح غالبا ما حذِّرت من المصير المحتوم، فراوغت، مستأسدة بسيدها الجديد، أو هي برمجت على المراوغة ولا حول لها بما برمجت عليه ولا قوة. وها هي لحظة الحقيقة بدأت، برسالة، ذكر الدكتور النفيسي إلى محطة ANN قبل يومين أنها أرسلت من سلطة الاحتلال في العراق إلى دولة الكويت تطلب فيها إعادة النظر بالحدود.

 وأنا شخصيا ورغم عجالتي وحدتي المعهودة، لم أتوقع هذا الانقلاب السريع من الأمريكان على حليفهم الصغير – الكويت! فلم تمض على الاحتلال سوى خمسة شهور وحسب، وإذا بالمحتل يطالب بتعديل الحدود. أما أن يكون هذا التعديل يقتطع كل آبار النفط وتشير على عائلة الصباح أن تشتري أرضا من جارتها السعودية تكتفي من الأرض بما يناسب عدد نفوسها، فهذه ثانويات لا عبرة بها أزاء المثل الذي أشرت إليه أعلاه وهو: (( على نفسها جنت عائلة الصباح ))

هذا هو المصير المحتوم، الذي يطالب به الأمريكان اليوم طمعا، وسيفرضه العراقيون المنتصرون غدا!

 

رابعا:

يبدأ عود الحطب بالاشتعال مصحوبا بدخان وفرقعة، ثم يشتعل بصورة طبيعية فيعطي نارا ونورا، ثم يتحول إلى بصيص محاط بالرماد. ثم يبدأ البصيص بالتوهج الحاد حتى البياض، ثم ينطفئ فجأة. وكأنه بتوهجه ومض ومضته النهائية متعلقا بأهداب البقاء. لكن هيهات. والمثل الشعبي العراقي يقول: (( حاجة المخنوق يرفس )) و: (( رفسة محتضر)) والمعنى من المثلين أن لا تعبأ به هذه هي صولته الأخيرة. ويرفس المخنوق والمحتضر شديد لكنه في الهواء أو على التراب، وما أن تبتعد عنه قليلا حتى تتذابل رفساته ثم ينتهي. وكذلك الأمم والحضارات. وكذلك العنجهيات والجيوش الغازية التي هي حقيقة أشد مثال قرين لعود الحطب. فتبدأ أو تأتي هادرة قادرة، ثم بعد برهة تستنفذ ذاتها وما ابتدعته ثم تتحول إلى بصيص تحت الرماد يومض ومضته الأخيرة ويموت.

وحين يتشاجر الصبية ويخسر أحدهم معركة في حي أو زقاق، يصبح الزقاق أو الحي له هاجسا ومعادلا نفسيا لتلك الخسارة. أي إن المكان ذاته صار علة للخسارة وليس الغريم. لذا يحاول جهده الظهور في ذلك المكان ليشعر أنه انتصر على غريمه أو أنه غسل عار الهزيمة الحقيقية.

ويوم أمس الأول قيل أن رامسفيلد جاء إلى العراق وسافر خصيصا إلى تكريت وخطب بجيشه في أطلال القصر الرئاسي السابق. أطلالَ، لأن جنود مجلس الاعمار العالمي سرقوه وجردوه فما بقي منه غير جدران مرقعة. ورامسفيلد لم يأت إلى العراق منذ 1991. وما أشيع يوم 12 نيسان من زيارة له، كان خدعة سينمائية، حيث نشر من كل تلك الزيارة صورة له يقف إلى جانب لوحة دليل للطرق تقول (مطار بغداد الدولي) إلا أنه هذه المرة جاء فعلا، أو عرضت صورته مع بعض الأجناد، وبما يشير إلى أنه جاء فعلا وإلى تكريت.

ذهب إلى تكريت دون أن يسلم، ولو لإزالة الحرج، على صنيعته - مجلس الإمعات وغلمانهم!!

وكنت سأعتبر هذه الزيارة مجرد محاولة، من قبل هذا السفاح المجرم، لاستعادة الثقة بالنفس حتى وإن لأجل انتصار هوليودي قادم، وليعادل الخسائر الفادحة التي مني بها جيشه على أيدي المقاومين العراقيين الأبطال. والخسائر والحق يقال لم يعهدها جيش الرامبوهات من قبل. ففي شهر آب المنصرم وحده فقد رامسفيلد 532 قتيلا و397 جريحا و96 آلية و9 طائرات أباتشي و5 حالات معلنة لتفجير خطوط النفط. هذا حسب ما يدعيه هو على أية حال، وهو لم يقل كامل الحقيقة.

الغريب، في هذه الخسائر المريعة التي ابتلعتها أرض العراق الطاهرة، أنها تأتي على خلفية قصة مثلث برمودا، المشابه جغرافيا للشكل المثلث لخارطة العراق. وقد حاولت الدعاية الأمريكية جهدها حرف الأنظار عن هذا التطابق المثير للفضول، فسربت مزحة ( المثلث السني ) ونجحت، ولكن مؤقتا، فلم يعد أحد يذكر الآن غير مثلث (زاخو الرطبة الفاو) أو لم يعد أحد يذكر غير اسم العراق كبديل لبرمودا.

وعلى أية حال، فظهور هوليودي رامبوهي لرامسفيلد في العراق الآن وعلى خلفية هذه الخسائر ضروري جدا، على الأقل ليعادل الهزيمة النفسية التي يعيشها وتقلل من ضغط أصابع الاتهام التي تلاحقه بجريرة تركه جنوده وحدهم يبتلعهم مثلث العراق، وهو خانس في واشنطن. وهو ظهور ضروري أيضا لمخرجي هوليود في المستقبل حين يفكرون ويضعون أفلاما عن انتصاراتهم(!!!) في العراق، كتلك التي وضعوها فيما بعد عن انتصاراتهم في فيتنام.

أي إن ظهوره جيد وجميل ومزركش جدا وسيناسب مشاريع المستقبل السينمائية وهو ضروري لمعادلة الإحباط واليأس ،،، لكن هذا ليس مربط الفرس!

ليس مربط الفرس ولا أهمية له؛ لأنه ترافق وتصريح بلير الذي بعد أن بدأت الهزائم المتلاحقة تأكل حكومته وبعد خضوعه شخصيا للمسائلة وبعد أن أصبح مصيره كأكبر كذاب مسعور في التاريخ، على كف عفريت، خرج هذا البلير فجأة وقال بأنه غير متأسف على خوضه الحرب وأنه مؤمن بصحة سياسته وأنه حتى الآن منتصر ومحق. أي أن بلير ورامسفيلد ظهرا وكأنهما الرامبوهان المنتصران واللذان ليسا بحاجة لمساعدة أحد وأن سياستيهما صحيحة وأن معارضتهما للشرعية الدولية كانت على حق وأنهما،، وأنهما،،،، لذلك فيا مجلس الأمن، وهذا ما يحاولان قوله، نحن إن جئناكم نطلب بمشاركة الأمم المتحدة لنا بإدارة العراق واعماره، فهذا الطلب ليس من موقف الضعيف الخاسر الذي يبتلع مثلث العراق جنوده وارمادته، لا! لا! وخمسين لا! نحن، يا قادة العالم، جئنا إلى مجلس الأمن من منطلق الحرص على الشرعية الدولية ولأجل أن يشاركنا الجميع في حكم العراق. لذا يا مجلس الأمن وافق رجاءً على مشروعنا المطروح تحت يديك!

ولكن، هيهات! إنها ومضة اليأس!

فلا قادة العالم بعقول سطحية تنطلي عليهم لعب دعاية يصممها فتيان مقرطون في هوليود، ولا صاحب القرار في كل هذا، وهو الأقوى فاعلية من مجالس الأمن – المقاومة الوطنية العراقية، هذه المقاومة لن تعبأ بهذه اللعبة الهوليودية،، أو ربما تعبأ به من حيث كونه واحدا من أكبر علائم ترنح المحتل تحت ضرباتها،، فتشتد عزيمتها لتجهز عليه!

لن تنطلي هذه اللعبة على العالم ولا على المقاومة الوطنية العراقية!

وبدوري وعن المقاومة الوطنية العراقية هذه، ودون أن أكون أعرف شخوصها، إنما هي وحدة الفكر وحسب، بدوري أقول لهذين المجرمين السفاحين رامسفيلد وبلير، أقول لهما: وفرا الحيل، ولا تطيلان الألم. أنتما خارجان عن أرض الطاهرين – مثلث العراق، فاخرجا الان ولا داعي لمزيد من الموت!

* http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=6101









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة