الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الانسحاب المفاجيء وسحب الثقة من حكومة المالكي

صفاء عبد العظيم خلف

2007 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


زار بلير العراق للمرة الاخيرة والتقى الرئيس المالكي و ودع قطعات قوات بلاده وحثهم على مزيد من الجهد لاتمام المهمة المستحيلة حسب مراقبين ، وتشير بعض التقارير ان هناك نوايا لانسحاب مفاجئ من العراق من قبل القوة الاكبر وهي الولايات المتحدة الامريكية مما يجعل الباب مفتوحا امام احتمالات نشوب حرب اهلية واتساع رقعة العنف التكفيري في العراق و ازدياد قوة الميليشيات مما يعني انهيار تام لكل المساعي الدولية منذ الغزو عام 2003 ببناء عراق ديمقراطي.
حكومة الرئيس المالكي التي تعاني من مشاكل سياسية كثيرة اهمها الانقسامات الحادة بين الكتل المشكلة لحكومة الوحدة الوطنية وانسحاب وزراء الكتلة الصدرية واخفاقها في تعيين وزراء مستقلين ، ليس امامها سوى الخيارات التي طرحها مؤتمر دول الجوار العراقي في شرم الشيخ ، والتي الزمت الحكومة العراقية بحل الميليشيات وتعميق الحوار مع جماعات المقاومة وضمها للعملية السياسية مقبل اسقاط ديون العراق واعانته اقتصاديا وهو ما سمي بالعهد الدولي.

الاسبوع الماضي حمل في طياته تصريحات وتلميحات لساسة عراقيين بامكانية سحب الثقة من حكومة المالكي بعد اخفاق خطة تشكيل حكومة انقاذ وطني برئاسة الدكتور اياد علاوي بعد اطلاق تحذيرات من كتل برلمانية من ان حكومة انقاذ تمثل انقلابا عسكريا والعودة الى نقطة الصفر ، علاوي يحاول الان من عمان لم شمل كتل برلمانية حول سحب الثقة من حكومة المالكي كإجراء دستوري وقانوني للاطاحة بحكومة المالكي.
نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي اعلن دعمه لوزراة المالكي اذا ما غيرت نهجها السياسي و اطلقت تغييرات وزارية شاملة غير مبينة على محاصصة طائفية او سياسية.

انقسام اخر بدا جليا في عمق تنظيمات القاعدة في العراق وبعض الجماعات المتعاطفة معها ، بعد صراعات خفية ومفاوضات قادتها وزارة الدفاع الامريكية لضم تلك التنظيمات الى العملية السياسية. الاخبار عملت من مصادر موثوقة ان ثلاث تنظيمات كبيرة ومعروفة من المقاومة هي الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين و جبهة المقاومة الاسلامية انظمت الى ما يعرف حركة صحوة الانبار التي يقودها كبير عشائر دليم عبد الستار ابو ريشة.الا ان هذا لا يحقق الاستقرار المرجو لان مناطق نفوذ القاعدة تحول من حاضنات الى بؤر تصدير ارهابيين الى الخارج ، فقد كشفت وثيقة سرية عن البنتاغون ان تنظيم القاعدة في العراق يسعى الى تصدير عناصره الى باكستان و افغانستان ودول اخرى لم تكشف عنها الوثيقة.

المأزق العراقي اليوم اصبح اكثر تعقيدا من قبل وان مناطق العنف اتسعت لتشمل المدن الجنوبية والمنطقة الخضراء المحصنة ، مما يشير الى فاعلية الجماعات المسلحة وحجم الاختراق الامني.
المدن الجنوبية شهدت توتر وتدهور امني ملحوظ في الاونة الاخيرة مما عطل الحركة والحياة فيها لأيام اشر على عدم مقدرة القوات العراقية التي تسلمت الامن في الناصرية والعمارة والسماوة بانتظار استلام ملف البصرة الامني ، مما سيجعل حكومة الرئيس المالكي امام تحد اخر غير متوقع في هذه المرحلة على الاقل ، وسيحرجها بشكل قد يهدد بقائها طويلا في السلطة اذا بدات تحركات جدية لحلها ، فاغلب الجماعات النافذة في الجنوب لها صلات قوية باحزاب الحكومة.

بلير اخرج حزب العمال من عنق زجاجة المقاطعة الشعبية و خسارة انتخابات مجلس العموم المقبلة بعد ان اعلن تنحيه عن رئاسة الوزراء ، وتسليم السلطة الى رفيقه غوردن براون ، الذي شدد على ان تنهي القوات البريطانية في البصرة مهامها في تعزيز الامن والاستقرار ، الا ان مثل هذه التصريحات لا تتطابق مع واقع التحرك الميداني على الارض ، حيث اعلن بلير في كانون الثاني من العام الجاري ان قواته في البصرة ستنسحب من ثلاث قواعد من اصل خمسة ، الا ان التعديل الجديد الذي طرأ اعلان العميد الركن تيم افينسنت عن خطة للانسحاب من قاعدة القصر الرئاسي احدى القاعدتين الرئيسيتن في البصرة ، مما اثار جملة تساؤلات ابرزها في ان الجماعات المسلحة اصبحت اكثر تاثيراً على خطط الجيش البريطاني ، وفي حال الانسحاب من القصر الرئاسي فان السفارة بريطانية ستحمل امتعتها هي الاخرى الى مطار البصرة الدولي والذي ربما يكون محطة انتظار لطائرات الجلاء او الانسحاب المفاجيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا