الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صانع الاحتجاجات – باسم فرات

دينا سليم حنحن

2007 / 5 / 27
الادب والفن



أكرس كلمتي لزميلي الشاعر باسم فرات, فأقول:
وصلتني مخاضاتكَ, وأنا مسرورة بها, ربما استطيع الرّد على ولادتك (الثانية).

أعجبتني قدرتك العاليه في صناعة الاحتجاج الولادي, فإن أنتَ ولدتَ يا زميلي بصدفة قدر, الذي يبقيك على قدر الحياة, فالمبدعون لا يريدون ولادة طبيعية, وإذا كانت حكيمة العائلة أوصلتك على مشارف البقاء, فان الولادة الطبيعية المقصودة الآن تصل حجم الكون .
كلنا خرجنا بخطأ السرّة الخاطئة, لأننا نزلنا في هذا العالم. الحكيمات, الجدات, الأمهات, الآباء والصدفة, لم يشفعوا لنا, فنحن نعيش في عالم يحتاج إلى عودتنا داخل الرحم الحقيقي.
نحن, يا صديقي الطيب, عزاءنا الأخير هو كيف نسترجع صرختنا الأولى, ولو على مدافع الكون!

بعد قراءتي لأعمالك أقول لكَ , لا تتعب مسرتك الكبيرة بفرحنا المؤجل, فنحن على موعد خاص عنوانه (رياضيات البقاء), والقليل منا يعشق هذه المادة الجامدة, لكنا استطعنا أن نسرق نظرية (أينشتاين) منه, كي نستطيع البقاء في جوف النسبة المئوية للكون. لذلك احتفظ يا زميلي بما تراه عبر النافذة, ليس لتراقب الشمس الغائبة, بل لتشهد عودة أسراب الحمام الذي غادر بجموعه يبحث في السماء على بضع ريح, وعلى ما أظن أنكم ستلتقون في موعد خاص وسوف تتجمّعون في كأس واحده أسمها الصباح.

تعيش مع نفسكَ كلما داعب القلم أناملك, مسكون بالموروث البيئي, ولك قدرة خارقة في تجسيد جميع أشياءكَ المتعلقة بها, ما زلتَ تحتفظ بها, حتى وأنتَ في (هيروشيما). لقد أصبحت (هيروشيما) أجمل في خيالك, بالرغم من أن مطرها, وحتى الآن ينجب عيونا ضائعة, تحاول أن تحيا حياة الطفولة فيها, والشباب, وسط أنهارها الستّة, الذي لم يستطع الاحتفاظ بنخيل عراقه.
لقد صودر نخيلكم وتمركم ينتظر قاطفه الحقيقي, أحترقت مدنكم وتاهت خطواتكم, لكنك ما زلتَ مصرا على وجود البيئة الجميلة, بتواضعها, هناك, بعيدا, حيث الأحباء والأقارب والخلان.

الهواجس تملأ قمّة قلمكَ, وعقلك مشغول باستغلال جمال المكان, اخترت مكانا تقيم به, أعيد بناءه بعد الهدم, وكأنك تقول لنفسكَ, هناك أمل وسط الدخان, هناك حياة وسط الموت, هناك سهام وفاق. لكن هاجسكَ القاتل هو موت المثقف بسلاح آخر غير ناري, أقرأ هواجسكَ من بين كلماتكَ, فقد وفقت باختيار المفردات, فضمّنت صورا حياتية بسيطة مستغلا مخيلة جميلة.

تتمتع بمقدرة عالية بتوثيق الأشياء, التي ستفتح بابا جديدا في أدب المأساة, لقد أثبتَ جدارة عالية في الترنيم العالي لقراءة عالية في كتاب الحزن (ص 23).
مآذنكَ دخانها يغني, فكيف تستريح في مسرح ناره دوما تستفيق! وتأتي (بأنا ثانية) مصرا منتفضا على تلك المآذن التي ما زالت تردّد نهايات النهار لجموع ما زالت تحمل سنوات الزهور.

سأرد على بعض ومضاتك فأقول , الشمس كانت أمّنا, لكننا هبطنا بمعطف اسمه والدنا الظلام... لكن... إياك أن تنسى, سلّم على القمر قبل فوات الأوان, لأن قمصاننا البيضاء ما زالت ملطخة بلحظة التأمل, فالعطاء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج