الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نجحت بريطانيا في تحسين اوضاع البصرة ؟!

صفاء عبد العظيم خلف

2007 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


جون ويلكس : ليس لدى الحكومة البريطانية اية حلول للمأزق العراقي
نائب القنصل : قضية المليشيات شأن عراقي داخلي لا نتدخل فيه
خلال تشرين الثاني من العام الماضي اعلن وزير الخزانة البريطاني عن تقديم منحة 100 مليون جنيه استرليني ، بعد ان اوفت المملكة المتحدة بتعهداتها المالية لمساعدة العراق في مؤتمر المانحين بمدريد 2003 حيث قدمت أنذاك 544 مليون جنيه استرليني لتحسين اوضاع مدينة البصرة الخدمية والمعيشية ، وقبيل ان تتكشف خطط الجيش البريطاني عن خفض القوات وبداية الشروع بالانسحاب الذي لم تلح بوادره بعد ، اطلق بالتنسيق مع الحكومة المركزية وبمساندة الجيش العراقي و لجنة الطوارئ الامنية عملية ( السندباد ) للأمن والأعمار في ايلول 2006 على مدى 7 شهر لتنتهي في اذار 2007 والتي فاقت ميزانيتها 70 مليون دولار.

على الارض لايمكن ان نرى تأثيرات نوعية لما وظفت من اجله تلك الاموال ، فالمشاريع التي نفذت هي في اساس من صلب عمل الحكومات المركزية والمحلية والتي كان لها تخصيصات من الميزانية الحكومية ، وبدا الأمر كسباق محموم على صرف تلك الاموال بعيدا عن ما يريده المواطن فعلا.

حسب تقارير تقييم اداء خطة السندباد انها ساهمت في خلق 24.478 فرصة عمل مؤقتة ، الا ان هذا الرقم يراه مراقبون لم يعزز واقع المعيشة المتردي ، وكونها لم تساهم في تقليص العبئ الامني في البصرة ، ولم تحسن صورة القوات المتعددة الجنسيات لدى المواطن المحلي لان تلك الـ 550 مشروع التي انجزتها عملية السندباد كانت متفرقة ومتساوقة مع مشاريع حكومية مما اعطى انطباعا عكسيا لم تكن تلك القوات تتوقعه ، مصدر في القنصلية البريطانية في البصرة فضل عدم ذكر اسمه قال ان الجيش و القنصلية والمنظمات العاملة معها لاتستطيع التصريح برعاية تلك المشاريع و دعمها بسبب عزوف المواطنين عن العمل خوفا من تعرضهم للقتل على ايدي الجماعات المسلحة و صدور فتاوى دينية تمنع العمل مع القوات المتعددة الجنسيات.

مجلس محافظة البصرة الذي اعلن القطيعة مع الجيش البريطاني بسبب عدم قبوله لممارساته العسكرية ، فيما كان مكتب حقوق الانسان من جهته يصدر بيانات منتظمة وتقارير يندد بعمليات قتل المدنيين و القيام بمهام قتالية في الاحياء السكنية ، يقول ضابط كبير في الجيش البريطاني لم نكن نريد ان تصل الاوضاع في البصرة الى هذا الحد ، كانت خططنا اولى خاطئة مما جعل الجماعات المسلحة تحضى بتأييد وقرارات انسحابنا من المواقع التي تتعرض للقصف اليومي بدا اشبه بالخضوع لقوة المسلحون.

عملية السندباد وفرت انابيب مياه بطول 212 كم مربع مما يغطي اغلب احياء المدينة الرئيسية لكنها لم توفر البئية الصالحة للاستثمار من حيث فرض القانون والاستقرار ، الا مثلا عمليات التهريب طبقا لمصادر في قيادة حرس الحدود ما زالت تعاني من انفلات وخروقات و قوات خفر السواحل تقول انها لايمكنها السيطرة على المياه الاقليمية بسبب شراسة المهريبن تعليمات القوات الاجنبية التي تمنع القوات العراقية من العمل في منطقة تقدر بـ 12 ميل بحري تمتد من راس البشية حتى جسر ذي الركائز قبالة مدينة عبادان الايرانية.الا ان التقارير التقييمية لاداء القوات العراقية من قيل القيادة البريطانية تشير الى تقدم ملحوظ حيث كانت نسبة التقدم في المخافر الحدودية 92% مع نهاية العام 2006.

بعض المراقبين يرون ان كل الجهود التي تقوم بها القوات البريطانية في البصرة عجزت عن توفير الاستقرار بسبب غضها الطرف عن الكثير من ممارسات الجماعات المسلحة على الرغم من العمليات اليومية لها والتي يرى فيها مجلس محافظة البصرة عمليات لتامين بقائها وحماية عناصرها اكثر من كونها عمليات تستهدف بسط الامن.

ويتخوف البعض من ان يكون الانسحاب قد تقوم القوات الى فوضى امنية في المدينة ، حيث يلمح دبلوماسيون بريطانيون عن حصر مهمة قوات بلادهم بقضايا الاسناد اللوجستي فقط للقوات العراقية ، حيث قال ( جون ويلكس ) المتحدث الاقليمي لوزارة الخارجية البريطانية ان حكومة بلاده ليس لديها حلول للمأزق العراقي ولا يتوقع ان تكشف عن وصفة سحرية تعالج بها مشاكل العراق الامنية والاقتصادية مشددا على ان حكومته ترى ان تقوم حكومة السيد المالكي بحل تلك المشاكل و بلاده ستوفر الدعم السياسي الكامل لها ، واضاف ان بريطانيا تسببت بتحالفها مع الولايات المتحدة الامريكية في الحرب ضد العراق بفوضى كبيرة لا بد ان تكون مسؤولة عن علاجها يقول ويلكس ان حكومته و الدول التحالف اسقطت نظام صدام ، وعلى العراقيين ان يشغلوا الفراغ السياسي ، وعملية التحول الديمقراطي تمر بظروف قاسية لا بد من ثمن. وان حكومة بلاده واثقة بفعالية الرئيس المالكي وجهوده لتحقيق الاستقرار ليس بيدها سوى الدعم.
( روبرت تينلاين ) نائب القنصل البريطاني في البصرة قال قوات بلاده بذلت كل الجهود وهي تستعد لتسليم الملف الامني ، والامر مناط برئيس الوزراء المالكي لتحديد موعد تسليم الملف الامني في البصرة ، وبخصوص المليشيات ليس عندنا علاج لحلها او القضاء عليها فهي شأن عراقي لا نتدخل فيه. اضاف تينلاين ان القادة السياسين في البصرة تقع على عاتقهم مهام جسيمة كتوفير الخدمات الاساسية و اعادة الاعمار ، فهم من يتولى ادارة الميزاينة التي تصل الى بلايين الدنانير، ويؤكد ان القادة السياسيين في البصرة الوحيدون على تقديم حلول طويلة الامد لمشاكل البصرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا