الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت تحت الطبع ، إسحق فضل الله و تيار صحيفة الإنتباهة في السودان 1

محمد عثمان ابراهيم

2007 / 5 / 26
الصحافة والاعلام


في أحدي حلقات السلسلة الكوميدية الأمريكية شابيل شو يضحك الجمهور علي مشاهد حلقة كانت تعرض كاتبآ و مثقفآ من السود ولد ضريرآ و قامت علي تربيته عائلة بيضاء.
كانت العائلة كما توحي الحلقة ( الفكهة) عنصرية تؤمن بسمو الجنس الأبيض علي ما سواه و تعتقد في المقابل
بدونية الجنس الأسود ، و رسخت العائلة ذلك المفهوم بأتقان وبصارة شديدين في ذهن ربيبها الصغير و ابنها بالتبني فشب أكثر تطرفآ من عائلته و أكثر كراهية للسود أن أخطأوا أو أصابوا.
شب الفتي و لم يتح له ابدآ التعرف علي لون بشرته تعلم وقرأ وتثقف و أختار العنصرية ضد السود حقلآ لأفكاره و كتاباته و سلوكه الشخصي أيضآ ، و تسوقنا الحلقة في درب مترع بالمفارقات ففي مرة يستمع ( الكاتب) الي صوت موسيقي هيب هوب صاخبة تنبعث من سيارة مجاورة فيطلب من سائقه التوقف بجوارها ليقوم بشتم الركاب بعبارات عنصرية بغيضة و لا ينسي ان يختم و صلته بهتاف مملوء بالنشوة و التحدي صارخآ تحيا الكرامة البيضاء.
و يضحك الجميع من المفارقة فقد كان مستقلو السيارة المزعجة فتية من البيض بينما كان و حده في إهابه الأسود يصرخ ( كالفرعون العاري) دون أن يتكرم أحد عليه بتوضيح الألتباس .
خاتمة الحلقة كانت محاضرة يلقيها الكاتب علي مجموعة من العنصريين البيض ، و يقترح عليه مرافقه أن يقوم بتغطية جسده بالكامل حتي لا يتعرف علي شخصه مناهضو فكره من السود فيدبرون له ضرآ او أذي. وافق الكاتب و ارتدي زيآ مضحكآ مثل ازياء الكوكلوكس كلان غطي جسده من أعلاه الي أسفله ثم بدأ محاضرته و تكلم فأثار الحماس و التصفيق و الصفير (لم أقل الفكر هنا أو العقل) في ذروة الحماس قرر كاتبنا المفكر أن يخلع عنه إزاره ليتبدي أمام جمهوره المتحمس دونما حجاب ملوحآ بقبضته هاتفآ بالمجد للجنس الأبيض.
لكن الحاضرين لم يرحبوا فيما بدا بخطوة الكاتب الحميمة فوجموا برهة ، غضبوا برهة أخري ثم أوسعوه شتمآ و قذفوه بكل ما وقعت عليه أيديهم .
لم يكن إسم الكاتب في تلك الحلقة إسحق أحمد فضل الله .
و لإسحق قصة ..
فالرجل ماثل في حيواتنا (نحن الأحياء) و في شواهد قبور الآلاف من أمواتنا منذ عقد و نصف و نيف .
فقد وضع توقيعه علي شواهد قبور آلاف الطلاب و الشباب الذين تم اعدامهم حرقا في معسكرات الأعدام الملحقة بكافة مقالاته و قصصه القصيرة و خطب ( جمعته ) في مسجد أم بدة و في سيناريوهات افلامه و مسلسلاته و ربما في تخطيطات خرائطه كمهندس ترك الأعمار و فرغ نفسه و مواهبه ( وهي عدة) لصناعة الموت حتي كسدت تحت ضغط السلام و مواثيقه الغلاظ.
و اسحق العقل المدبر و الطاقة الهائلة و راء مؤسسة الفداء و من ساحات الفداء و اعياد الشهيد فقد الآن طاقته علي تسويق الموت لكنه مازال يحتفظ بكتيبة إعدام مسعورة في سن قلمه و الرجل لا يستح(ي) من أن يرتكب الكذب و هو كبيرة في مرأي الفقه الأسلامي و في نظر الجميع و يتخذ الكذب أنشوطة لصيد ضحاياه دون ان يطرف له جفن :
أقتباس(( و نشكر المجاهدين الذين ينظرون الآن الي ثمانين ألف جندي أمريكي يهبطون علي بعد أميال قليلة من دارفور و يستعدون .. ونسعد )) – الإنتباهة 24/3/2006
و الرجل لا يستح(ي) و هو يحاول بلا كلل خلق مشهد سينمائي يضع الممثلين في حالة إقتل و إلا ستقتل ( بضم التاء الأولي و فتح الثانية) . لا غرو فالرجل سيناريست درس هذا الفن الرفيع مبتعثآ من حكومة السودان و كأن ليس من السودان يحيي فضل الله و خطاب حسن أحمد و مصطفي احمد الخليفة الخ الخ.
بعثت حكومة السودان إسحقآ الي دمشق فترك مسجده و نفر الي صحبة أهل الفن في حاضرة الشام ، ترك و لله الحمد والمنة إلي حين، المصلين الغبش الذي كان يحضهم علي الذهاب او سوق أبنائهم نحو محرقة كانت تنتظم اهل الجنوب ، كان الصبية يذهبون من أقصي البحرالحمر ليموتون في توريت فلماذا لا يذهب الأميريكيون من فيلادلفيا الي بغداد ، الشاهد واحد كلهم محشودون.
و للرجل طريقة قديمة و مبتذلة في الكذب فهو لا يحدثك انه سمع كذا او بلغه كذا و لكنه يحسب أنه يخاطب رغبة الإنسان الفطرية في إتخاذ القرارات و الإختيار فيضعك بين طريقين من الأكاذيب أيهم أخترت فانت واقع في حبائل كذبه و ينسي أن طرقه جميعآ ليست ملزمة لأحد كما أنها ليست مغرية بالسير فيها ، كم من النسخ توزع الأنتباهة؟
أنظر الي الخيارات البائسة التي يضعها امامنا:
أقتباس :
((ونذكر اننا قلنا أن باقان يترصد ليجعل من سلفاكير ستارآ لما يصنع و لم يصدقنا احد ثم جاءت الأخبار بإيقاف باقان..امس . و قلنا أن عرمان سوف يبعد و أن عقار سوف يحل محله و لم يصدقنا احد ثم جاءت المانشيتات امس الأول.. )) – الإنتباهة 24/3/ 2003م .
الكاتب القاسي القلب لا يترحم علي شهداء معسكرات إعدامه التي أقامها علنآ في سرادق منصوب علنآ في ساحات الفداء بل ما زال يطلب المزيد :
إقتباس :
(( قلنا ذات يوم للناس ( إشتر بندقية) و لم يصدقنا احد حتي جاءـت حادثة اللإثنين الأسود بعد شهر من صرختنا و أسناننا تأكل جمجمتنا من اليأس لمن نكتب ؟ لمن نكتب؟)) الأنتباهة 24/3/2006
و أذكر مرة انه كتب موصيآ أن يدهن الجميع أسلحتهم بزيت عبق –أو كما قال-و معروف لماذا يجهز الشخص سلاحه .
و أسحق يرسم سيناريو المعركة في مخيلته الخصيبة و يحسب أنه سيكون في مأمن من المحاسبة.
محاسبة الضمير فنحن نؤمن ببقعة الضوء في ضمير كل البشر (خلق الله) .
محاسبة التاريخ و ها نحن نجتهد ان نفعل.
محاسبة الله عز و جل نسألك اللهم العفو و العافية .
و المحاسبة اليوم بغرض حماية العباد و البلاد و معاقبة الظالمين . واليوم قد يكون الآن أو بعد قليل لكنه ليس ببعيد.
أنظروا ما حدث ل ( Georges Omar Ruggio) ضعوا الإسم علي أي محرك بحث و ستندهشون كيف غادر الرجل بلده الأصلي بلجيكا ليختار الأنضمام لمتطرفي الهوتو في المعركة الخاسرة لإبادة التوتسي ، أختار الرجل التحريض علي القتل لصالح قومية هو لا ينتمي اليها بالأصالة و للقتلة في أفعالهم شئون ؟ كيف يمكن أثبات عروبة اسحق في أي محفل محايد؟

أنظروا ما حدث ل ( حسن انجيزي Hassan Ngeze) حين تمثل القتلة الصغار في عصابات ال (إنترهاموي) نصائحه فقتلوا في مائة يوم ثمانمائة الف و نيف من توتسي رواندا ( أي أكثر من خمسة أشخاص كل دقيقة لمايزيد علي الثلاثة أشهر ).
حين انتهت حفلة الموت التي ساهم فيها حسن انجيزي بإمتياز لملم اوراقه و أقلامه و أختار الهروب عبر الحدود من بلد الي آخر حتي سقط في قبضة قضاة رحماء ليس بوسعهم إصدار أحكام بالموت فالله و حده الخالق الباريء المحيي و المميت و المنتقم.
و ل ((انجيزي) أيضا قصة فهو ناشر و محرر مجلة ( الأنتباهة) الرواندية!
نعم كان إسم مجلته كانجورا( Kanjura) التي تعني في لغة الكينيارواندا ( نبه أو أيقظ ) الشخص الغافل بالطبع.
و المجلة كانت فظيعة و كانت تدعو للقتل علنآ و كانت تختار لأنصارها الأسلحة و لم تترك شيئآ للصدفة ( سنعود اليها بإسهاب). و نأمل ان يعيننا القراء.
لم يفلت انجيزي من العقاب بل أحسب انه قد جعل الكثيرون يتحسسون رقابهم و يشعرون بمرارة في حلوقهم .
قال عنه قرار محكمة جرائم حرب رواندا التي تتواصل في مدينة اروشا التنزانية :-
أقتباس أترجمه عن الإنجليزية :
((الفقرة 1101. كان حسن انجيزي مالكا و محررا لصحيفة معروفة في رواندا، و كان في وضع يمكنه من توفير المعلومات للجمهور و صياغة آراءهم –وتوجهاتهم - نحو تحقيق الديمقراطية و السلام لكل الروانديين .لكنه بدلآ من إستخدام الإعلام لترقية حقوق الإنسان فإنه إستخدمها للهجوم علي وتدمير تلك الحقوق))
وتتواصل الفقرة :
(( كانت قدرته علي الحماية أكبر مقارنة مع قدرته علي القتل.(لكنه) سمم عقول قرائه ، و بكلماته و أفعاله تسبب في موت الآلاف من المدنيين الأبرياء.
و تلقي انجيزي عقوبة السجن المؤبد.
مايثير الإستغراب ليس إسم صحيفته المتقاطع مع الصحيفة التي ننظر فيها بل الزي العربي الكامل بالغترة والعقال الذي كان يحضر به بعض جلسات المحاكمة فهل كان يريد ان يقول لنا أنه اتخذ من المواقف ما اتخذ دفاعى عن العروبة و بالطبع الإسلام ؟
الأمر يهمنا جدآ ف ( حسن انجيزي ) يقضي و هو مذنب عقوبة هي أكثر رحمة من عقوباته التي كان ينزلها علي الأبرياء ، و لم يكن انجيزي يكتفي بصحيفته ( الأنتباهة الرواندية) و لم يكن يكتف بإطلالاته المتطاولة علي المستمعين عبر محطة راديو RTLM)) المعروفة إختصارآ بإسم إذاعة الكراهية و لكنه كان يحمل في سيارته مكبرآ للصوت يستخدمه و هو يقضي مشاويره في عاصمة بلاده كيجالي لتبليغ رسالته العدوانية للسابلة . لم يكن الرجل يرضي بخسارة دقيقة واحدة لذلك كان المردود الذي عمل لأجله هائلآ ( أكرر أكثر من خمسة قتلي كل دقيقة لمدة مائة يوم).
مثل انجيزي كان إسحق و ما زال يكتب في كل الصحف الإنقاذ الوطني/مجلة الملتقي / صحيفة الأنباء / الحياة / الإنتباهة / التلفزيون القومي و بالطبع الإنتباهة . هل تري ما زال يؤم المصلين ؟
و إذ لا يخفي الرجل نصائحه و يوجه الرأي العام علنآ بامتشاق الحسام دفاعآ عن الإسلام ( في صيغته المختطفة ) و دفاعآ عن العروبة المتوهمة ننظر نحن في ملل من سخف تكرار حكايات التاريخ الأكثر معاصرة و الأكثر فظاعة في بلادنا و علي ترابنا. لا نرغب في تكرار حكايات (Giorgio Omar Ruggio)الذي لم يسعد بأصله الإيطالي و جنسيته البلجيكية و لغته الفرنسية فجاء الي رواندا حاملآ رسالة الموت للتوتسي ، عمل في محطة راديو الكراهية الآنف الذكر و ساهم بلا كلل في حض الهوتو علي قتل ضحاياهم و أذاع ذات مرة لا فض فوه : (( ماذا تنتظرون ؟ المقابر مازالت خالية ، إحملوا سواطيركم و قطعوا أعداءكم إربا إربا) . حين وقع في قبضة العدالة كان الغشاء الذي يعمي بصيرته قد سقط فإعترف للمحكمة بخطاياه و لكن بعد فوات الأوان . قال للمحكمة إنه يعترف ب : ((التحريض علي القتل و انه تسبب في إعتداءات خطيرة علي التوتسي أثرت عليهم جسديآ و نفسيآ و إنه كان يهدف من وراء ذلك الي تدمير تلك الجماعة العرقية بشكل كامل أو جزئي ) دعوني هنا أستعير عبارة ماركيز التي تجري علي لسان الجنرال في رواية خريف البطريرك : (( هذا الرجل متوحش))!.
أضاف روجيو للمحكمة قائلآ : تلك كانت أحداث تشعرني بالندم ، لكنها كانت واقعآ و قد قررت الأعتراف بها ، لقد كان ماجري مذبحة و قد شاركت فيها بكل اسف ) و نحن نتساءل دونما حاجة الي إجابة هل يشعر روجيو الآن بالراحة بعد هذا الإعتراف الهائل ؟.
و إسحق لا يكف عن حمل رسالة كراهيته الثقيلة و يقف بها الآن أمام بوابة القصر الجمهوري علي ساقين من كذب و (وموالسة) بتعبير الكاتب المصري الساخر بلال فضل .
نشر إسحق مقالة تحت عنوان يوم الإعرابي –الإنتباهة 18/3/2007- يتملق فيها الرئيس قائلآ :
(( و الرئيس البشير نجلس اليه ذات صباح –نجلس للإفطار في بيته – و الرئيس يعجن الفول بالملعقة فهو هناك سيد البيت لا اكثر و الفريق بكري يطلق النكات..{ ونطلب من البشير أن يحدثنا عما حدث } { و البشير يشير للياور ان ينصرف و يغلق الباب }{ و البشير –و لخمسين دقيقة يحدثنا عن كل شيء..كل شيء } و نخرج من عنده ..و في الحلق شيء نعجز عن إبتلاعه حتي اليوم ..و هو شيء سوف يراه الملكان فقط ..ولن يراه غيرهما في الوجود )) – علامات الترقيم المبتذلة والتي لا تعني شيئآ ليست من عندي و إنما هي من لدن إسحق .
• و إسحق يدغدغ وتر السلطة في جسد الرئيس
و قد دان له امر البلاد والعباد
• والأحزاب المعارضة اثبتت أنها ( أتفه) من أن تقوم إعوجاجا فأشاح الناس بأبصارهم عنها
• والحركة الشعبية يئن ظهرها من حمولة السلطة
• والجناح المهمش في قائمة السلطة من الإسلاميين ( جناح شيخ علي عثمان ) ينظر من ركن بائس ينتظر المقادير دون أن يعترف بالهزيمة أو يقر بوجود المعركة بعد أن نقلت المدينة عن الرئيس قوله ان الكلام للعساكر منذ اليوم .
و إسحق يعلم مثل الجميع و مثل د. صلاح بندر أن الخطر علي السلطة الآن يكمن في خباء علي عثمان إذا قدر له ان يتحالف مع أحد . لذا فإن أسحقآ المتعجل يريد عبور الجسر قبل الوصول اليه يحرض الرئيس علي أن يضرب ضربته القاضية ، ضد شيخ علي و ضد إنتلجنسيا نيفاشا و ضد نيفاشا نفسها و ضد عجلات قطار التاريخ.
يكتب اسحق في نفس العمود (و منتصف التسعينات كان سبعة عشر مثقفآ هم وحدهم شهود حلقة يوم الإثنين في مكتب شيخ حسن الترابي و هو يقدم التفسير التوحيدي { كانت الحلقة نوعآ من الحراثة الفكرية الهائلة التي تثور القرآن }.. و المثقفون السبعة عشر يستمعون بعيون ضيقة و حواجب مزمومة و في إنتباه من يمشي عل سلك مشدود فوق الهاوية ..و قمة مدهشة للخوف و الإعجاب و المتعة كانوا يجلسون عليها ، و المحبوب يراقب تسجيل كل كلمة و حرف و سيد و امين و حاج نور و الإمام وفلان و فلان قليلآ ما يغمغمون حين ينفجر رأي غريب فقد كان شيخ حسن المفكر شيئآ فوق الجدال ...))
و العبارة دالة و واضحة
العبارة دالة و واضحة جدآ : هؤلاء - سيدي الرئيس – منافقون ، كانوا ينافقون الترابي و ينتوون به الشر حتي فتكوا به و الآن يضمرون لك نفس المصير فتغدي بهم الآن ..أقذف بهم الي الجحيم ، ستكون بحاجة إلي تكنوقراط و إنتلجنسيا و نحن تحت امرك و رهن إشارتك قطبي و أنا ( إسحق ) و الطيب و محمد علي عبدالله و خالد حسن كسلا !
يزكي إسحق نفسه بالتلميح إلي أنه كان يقول الحق في حضرة الترابي و أنه كان يخالف الشيخ المعزول في الرأي حتي إمتعض منه الآخرون فهو أعرابي لا يجيد مجالسة السلاطين ( و يا شوق اسحق لصفة الإعرابي ) .أما في مجالس الرئيس البشير فهو يجيد المشاركة فيها ، يمدح الرئيس ويصفه بالتواضع و يكتفي بالسؤال فالرئيس هو الذي يعرف الأجوبة ، و هو كتوم للأسرار يعرف ما لا يعرفه الياور لكنه لن ينقل ما يعرف الا إلي الملكين –حتي و لو دارت الأيام و صار قطبي او الطيب رئيسآ للجمهورية – و إسحق في كل هذا لا يقول لنا لماذا هو يحفظ أسرار زعيمه الجديد بينما يلقي بأسرار مجالس زعيمه المخلوع للسابلة.
من يقنع الرئيس أنك لن تسخر منه كما سخرت من شيخك السابق و شيخه .
كتب باحث سريلانكي شاب إسمه (Sanjana Hattotuwa ) بحثآ رائعآ بعنوان ( دور الأعلام في عمليات السلام) URL]http://www.cpalanka.org/research_papers/Role_of_Media_i...e_Processes.pdf[/URL

و أول ما شدني الي البحث الإقتباس المعبر المنسوب الي الكاتب الأمريكي مارك توين ( بالنسبة لشخص يحمل شاكوشآ فإن العالم عبارة عن مسمار) و في مقدمة البحث يقدم لنا الباحث مايلي :
(( يجب أن نقر بأن الإعلام يلعب دورآ مركزيا في تدعيم السلام . فبوسع الإعلام ان يهتم بالمكاسب التي يمكن أن تتحقق بالسلام . كما إن بوسع الإعلام أن يعزز من مشروعية القادة و المجموعات التي تعمل علي تحقيق ذلك السلام )).
و كي يكون إسحق إسحقآ فإنه لا بد أن يفعل عكس ما يراه الباحث الشاب. لذلك نجده يلعب دورآ اساسيا و مركزيآ في تدمير ذلك السلام و هو غافل عن أن السلام أصبح حقيقة ماثلة رغم الصعوبات التي تكتنف تنفيذ إستحقاقاته و إن تدميره يحتاج الي جهد هائل يدير به إسحق و مشايعوه الأرض عكس إتجاه العالم .
يركز إسحق سهامه علي المجموعة التي شاركت في التفاوض و توصلت الي إتفاقية نيفاشا و لا يوفر من عدوانه أحد من الطرفين .
نعرف أن لحم الأستاذ / باقان أموم ينهش كل يوم علي صفحات الإنتباهة و في ( آخر الليل ) و الرجل علي رأس قافلته يسير.
نعلم أن الراحل القائد د. جون قرنق يشتم و تهان ذكراه كل يوم و الهدف مقصود فبإدعاء تمثيل العرب أو المسلمين أو الشماليين يتعمق في ذهن الجميع إن الشماليين يحملون نفس الرأي في رجل ما زالت أفكاره تمشي بيننا الآن حية و مفعمة بالحياة . الهدف خلق شرخ ثم العمل علي تعميقه بين الهوتو و التوتسي في بلاد المليون ميل مربع.
نعلم أن الحركة الشعبية تشتم كل يوم في صفحات ( كانجورا ) السودانية و الإساءة ليست موجهة للحركة / الحزب ، و لكن لغالب مؤيديها من الجنوبيين في كل اقاليم البلاد.

لكن ما يؤلم حقآ هو إثارة الفتنة ضد بعض سكان البيت الواحد (الحركة الإسلامية ) ممن رضوا بالسكني في الهامش بعد هزيمة معسكرهم : د. سيد الخطيب ، اللواء يحيي الحسين ، إدريس محمد عبدالقادر و أمين حسن عمر.
لم يصدق السودانيون إن مثل هؤلاء يمكن أن يخرجوا من صلب حركة تضع الموت في أجندتها قبل الحياة و تقدم الآخرة علي الدنيا في برنامجها السياسي الذي يستهدف غير منسوبيها.إنتمي هؤلاء لأسباب إستراتيجية أو براغماتية لفكرة السلام فكرههم إسحق .
في ( الإنتباهة 13/3/2007 ) كتب إسحق في عموده وتحت عنوان (وجوه تشتهي قطبي) مايلي :
(( لكن الوجوه التي هي أعظم إثارة و التي نبحث عنها للرسم هي الوجوه التي تدير رأس السودان كله منذ عامين لغيه او لرشده ، الوجوه التي صنعت نيفاشا ثم جعلت السودان فوق المركب الخشبي ثم اطلقته في بحر السندباد ، إبحثوا عن يحيي حسين و سيد الخطيب و إدريس وأمين .. و ..الشعور بالذنب العظم أو الفضل الأعظم هو ما يجعل المجموعة التي كانت مرشحة بقوة لدخول الحكومة بعد نيفاشا هي ذاتها من يختفي بقوة بعد قليل من تطبيق نيفاشا ..وجوه كلها تستحق الرسم بالكلمات و لا قطبي لها اليوم).
و الكاتب الشجاع الذي يزعم أنه كان يجهر بالقول في مجلس شيخ حسن لا تسعفه شجاعته ليذكر إسم شيخ علي فيمن ذكر.

و إسحق هو نفسه.
و كي يبقي كذلك فإنه لا يفتأ أن يسير عكس ما تمني الباحث السيريلانكي علي ممتهني العمل الإعلامي لذا فلا غرابة أن نجد كلتا يدي اسحق تعملان أظافرهما في رقاب صانعي نيفاشا من الطرفين ..تبت يدا إسحق وتب .
لا غرابة أن نجده يعاقب الطرفين علي التوصل الي وثيقة حقنا بها دماء الآلاف من أبناء هذا الوطن و لو لم يفعل أحدهم من خير في دنياه سوي هذا لكفاه مجدآ.
لم يسأل إسحق نفسه السؤال الأكثر بساطة : علي اية حال كان السودان أفضل ما قبل نيفاشا أم ما بعدها ؟
نمضي مع سانجانا في ورقته فنقرأ له : (( إن البحث عن –دراما – ضمن عملية السلام يمكن أن يكون مؤذيآ ، فالعناوين بالخطوط العريضة التي دأبنا علي مشاهدتها طوال الأسابيع القليلة الماضية و التي ركزت علي التهديدات ، الإتهامات و المواجهات المثيرة تخلق حالة من الغضب عند الطرفين و حالة من دعوة لا مناص منها للإنتقام )).
و لنقرا إسحق كما كتب في الإنتباهة 26/3/2007 تحت عنوان ( المعركة الجنوبية تحت الأرض ) لنستجلي أي دراما أفظع من هذه تخلق حالة الغضب و الإنتقام الذي قد يصبح أمرآ لا مناص منه .
يقول إسحق : (( أيام مؤتمر ياي نحدث هنا أن باقان يستخدم السيد سلفاكير لضرب أكول وزير الخارجية و كوين وزير المالية و ان السيد باقان يعطي السيد سلفاكير درجات منخفضة في شهادة الذكاء ....مشار يعرف الآن أن سوقه حار هذه الأيام و السيد مشار يصبح هو الثقل الذي إما أن يذهب به الأستوائيون ضد سلفا من هنا أو يذهب الي كفة سلفا ضد الآخرين أو يذهب الي كفة بونا ملوال المرشح الأخير لكرسي السيد سلف .... و عرمان الذي يطير من يوغندا الي امريكا بدعوة عزيزة من هناك لقضاء عامين يندفع عقار الي كرسيه بسهولة ، لكن كراسي السيد كوين وزير المالية المقال والسيد باقان سكرتير الحركة الموقوف و آخرين كبار كلها كراسي يزدحم العراك الآن حولها )).
و في الحديث عن الجنوب و ساسة الجنوب و أهل الجنوب لا يوفر إسحق أحدآ فهو هناك لا يتحامل علي أحد بل يكره الجميع دون إستثناء وفق العبارة الشهيرة المنسوبة الي المثقف و الوزير الفرنسي أندريه مالرو.لذلك فإنه يوجه سهامه بطمأنينة غريبة فأينما وقعت سهامه تلك فثمة عدو يئن ، لذلك نقرأ عمن يسميه السيد (ف) –ونحن هنا لانعرف من يكون- و واياي دينق ، و ايزاك مأمور ، و فاولينوماتيب ، و كلمنت واني و قبائل الدينكا و الشلك و الزاندي و النوير و المنداري، و كل هذا في مقال واحد فماذا تكتب غدآ يا إسحق ؟
و ليس لإسحق صديق في مخيم الأعداء الجنوبي حتي بونا ملوال الذي إنتظر الحركة الشعبية في الخرطوم كاتبآ في صحيفة الرأي العام المقربة من جميع الدوائر . الرأي العام التي ضاقت بكاتب إسلامي مثل عثمان ميرغني تفتح صفحاتها لبونا ملوال و مع ذلك ليس ل (بونا) من عاصم أمام سهام إسحق .
حتي لام أكول الذي يقتسم وزارة الخارجية مع ثلاثة آخرين و يجلس علي الكرسي مثبتآ بأحزمة عليها أختام المؤتمر الوطني لا يقع موقعآ طيبآ في نفس إسحق.
لنقرأ ماكتب الرجل في الإنتباهة 13/6/2006 :
(( و موظف البريد في وزارة الخارجية يدخل المكاتب هناك و بكل الهمس الرسمي يضع القرار الذي يصدر مساء الخميس الماضي أمام كل واحد من المسئولين هناك ثم يغلق الباب بهدوء ..
و الباب يكتم أنفاسه حتي لا يصدر صوتآ فهو يعلم أنه باب في وزارة الخارجية ، و السفير (م) يقرأ القرار الذي يرقد أمامه ثم يبتلع ريقه و يهمس لنفسه بأن الحرب السرية تخرجالآن الي العلن، وأن حرب المكافآت حيث السفير ينال في الخارج ما يساوي مائة مرة مرتبه داخل السودان هي حرب يكسبها الآن الجانب الآخر ..الجانب المعادي للأسلاميين في وزارة الخارجية )) .
و تنال السهام من جسد لام أكول المتفرق علي قبائل الأحزاب و لا يشفع له أن يعين محمد ابراهيم الشوش ملحقآ إعلاميآ لكل السودان في دولة قطر بالرغم من أن الرجل يقسم البلاد الي فسطاطين تحت كل العناوين .
و يصمت أكول فهو يعلم ان المسار الذي اتخذ يقود فقط الي الأمام .
و قبل سبعين عامآ كان جوزف غوبلز يحذر محرري الصحف في المانيا النازية بتجاهل أدني قدر من (المواقف البرجوازية العاطفية ) تجاه اليهود بل يجب عليهم كما نصح التأكيد علي أن أي تدمير يحدث لليهود لن يعتبر بأي حال من الأحوال خسارة للنوع البشري . لكن إسحق ليس بحاجة لنصيحة من غوبلز فلو خرج هذا من قبره لأجلسه إسحق في مقعد واطيء في حضانة للتعليم ما قبل المدرسي تدرس العنصرية ! لا عجب أنظروا :
من مقال بعنوان ( الآن نشتغل سياسة ) نشرته الإنتباهة :
(( ناس يرقصون مثلما يفعل الأفارقة مع ضيوفهم .. الطبع الأفريقي ينتقل الي السياسة .. لا تجد قط شعبآ أوروبيآ يستقبل زعيمه أو ضيفه بالرقص.. و قديما جدآ –أشعب –التابعي يقص عنه صاحب الأغاني أنه استأجر زنوجآ للعمل عنده ثم قال: و تذكرت أن الزنوج يحبون الرقص و الغناء فطفقت أغني و جعلوا يعملون بنشاط .. المؤرخ الضخم بن خلدون يقول إن الزنوج يحبون الرقص و فيهم طيش و حمق ، هكذا قال .كل هذا تكنسه السياسة السودانية أخيرآ و تشتغل سياسة بعيدا عن أجواء الرقص و رمي الحدق )).

و تمتد الكراهية من قبائل الجنوب الي الزنوج الحمقي في بقاع الأرض كلها أحياء و أموات فهم لا يحسنون العمل دون أن نغني لهم لكن ساسة السودان تركوا كل هذا و لو عرفوا لجعلوا أمام باب النائب الأول و كلا من وزرائه طبلآ و مغنية حتي يحسن العمل .لا أدري هل أتبع مخدمو إسحق هذه الفكرة معه حتي يجوّد عمله أم أنه ليس من الزنوج ؟
و لا يكف إسحق عن إثارة العداء لكنه في بعض الأحيان يتبع التكتيك فالحرب خدعة ، نجده تارة يسعي للبحث عن ذريعة لمحاربة الجنوبيين و إن تعذر في الجنوب فلا بأس بجنوبيي الخرطوم ، يسعي لايكف عن توفير أي مبررات تمنح أي متطرف سببآ واحدآ لمبادرة الجنوبيين بالعدوان . و لعلم إسحق فإن الجنوبيين هنا في وطنهم حتي إشعار آخر.
يقول إسحق في عموده بالإنتباهة 20/10/ 2006 : (( الذبح يتم الآن بذكاء وببراءة تثير الشكوك و الجنوبيون يقومون بعدوان ضد المواطنين في العاصمة و مستشارون ينصحون الدولة بعدم الرد.. و المستشارون يقدمون مبررات صحيحة جدآ و عاقلة جدآ و الدولة تقدم العقل هذا للمواطنين .. العقل الذي يحرم المواطن حتي من راحة السباب و الشكوي و الوعد بالإنتقام ، و المواطن يكتم بخاره بأمر من العقل ، ثم حادثة أخري ثم تبرير عاقل جدآ تقدمه الدولة والمواطن يكتم .. ويكتم ))
كيف يكون التحريض ؟
الرجل يطالب بتوفير حق السباب و الوعد بالإنتقام للمواطنين بعد أن تحصلوا علي كافة حقوقهم ، و لست أدري كيف يمكن لشخص توجد بقعة و احدة يقظة و حية من ضميره أن يحض علي السباب ناهيك عن كيف لمسلم يفترض أن يعمر قلبه بالإيمان أن يطالب بتمكين الناس من سب بعضهم بعضآ و الرسول المصطفي صلي الله عليه وسلم يمنحنا شرطآ ذهبيآ لتعريف المؤمن ليس المؤمن بطعان و لا لعان و لا فاحش و لا بذيء) المؤمن هكذا و لن نسأل كيف يمكن للمؤمن و تحت هذا الشرط النبوي البين أن يكون قاتلآ أو محرضآ علي القتل .و مرة اخري نحن نثير السؤال و لا نبحث عن إجابة .
لا عجب ف (أسحق أحمد فضل الله ) أمن لنفسه راحة السباب و الرغبة فيه بل و الحق في ذلك السباب .
و هو يسعي الآن لتأمين هذا الحق للجميع حتي نتحول الي أمة من السبابين و ربما أفتي لنا شيخ إسحق بإباحة جهاد السب ( إستغفر الله العلي العظيم ) .
أنظروا مقاله ( آه يا بطني – الإنتباهة 19/6/2006) لتتعرفوا علي إن السباب المطلوب هو سباب من غير شروط و لا حدود ، يتيح البذاءة و يسمح بكل شيء :
((و حليف نيفاشا ينظر صامتآ الي حليف أبوجا الذي سوف يستمتع بفترة من التدليل تسمح له بالتبول فوق رأس الإنقاذ .. و الإنقاذ تبتسم منتظرة إنتهاء فترة الثورية – مثلما استمتع هو- حليف نيفاشا – بمثلها بعد نيفاشا .
و نتخبط و نحن نحاول أن نعرف - ليس مانسمع – بل ما نقول ..
و لغة مصطفي محمود لا تصلح ولغة بن لادن تصلح .
و مصطفي محمود الذي يخضع لعملية بواسير – قديما – حين يفيق من البنج يلسعه الألم ويشرع في الصراخ ..و صرخاته تجلجل في ممرات المستشفي : آه يا بطني !
و الدكتور يأتي جريا و هو يقول لمصطفي محمود : بطنك! نحن لم نمس بطنك علي الإطلاق يا دكتور .
و مصطفي محمود المهذب يقول في مسكنة : يعني عايزني أقول آه يا شنو يادكتور ؟
و الإنقاذ تصرخ آه يا بطني ))
و يختم إسحق المقالة بصرخة (( آه يا بطني )) شفي الله بطنه من كل سقم !
و في هذا العمود يتفوق إسحق علي نفسه و يحرز جائزة القلم الذهبي في صحافة ال (Gutter Journalism ) .

يا إلهي كيف يكتب الرجل مثل هذا في صحافة رسالية و مجاهدة ثم يأوي الي فراشه .
و شتائم الرجل و مفارقته للحقيقة تضايق البعض خارج الحدود فيكتب مثقف عربي ( عربي حقيقة ) مثل كاظم حبيب – أحد كبار كتاب موقع الحوار المتمدن - ما يلي :

((نشر المدعو إسحاق أحمد فضل الله مقالاً تحت عنوان "المؤسسه الفاعله للخير...ومولانا مرتضى الغالى" في صحيفة "الإنتباهة"بتاريخ 23/12/2006. فما هي مضامين هذا المقال؟
يتلخص مضمون هذا المقال بتوجيه مجموعة من الاتهامات. فقد اتهم بالتسلسل:
1. منظمة فريدريك أيبرت التابعة للحزب الاشتراكي الألماني.
2. منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية/ ألمانيا (أومراس).
3. مؤسسة أبن رشد للفكر الحر/ ألمانيا.
4. السيد الدكتور حامد فضل الله.
5. كل أعضاء ومؤيدي المنظمتين العربيتين العاملتين في ألمانيا.
وجوهر هذا الاتهام, شاء المدعو إسحاق أم أبى, يقول أن هؤلاء جميعاً, وبشكل مبطن وخبيث وبائس, يعملون لصالح ألمانيا وضد السودان.
لو كان المدعو إسحاق في ألمانيا لإقمنا عليه دعوى مشتركة بتهمة القذف العمد والتشهير دون امتلاك الوثائق الضرورية لمثل هذه الاتهامات))
و للراغبين في قراءة كل المقال نورد الرابط أدناه:

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=87156
و الرجل لا يكف عن مجانبة الحقيقة و كيل الإتهامات . كتب عن أندرو ناتسيوس المبعوث الأمريكي لسلام دارفور أنه قاد مذبحة سيربرينتسا في البوسنة ، هكذا و هو يعلم علمآ تامآ كيف يتم تعيين المواطنين الأمريكيين في المناصب العامة . و للأهمية فلست هنا في معرض الدفاع ناتسيوس فالرجل لا يهمني أمره و لكن ذكرت الأمر في سياق توضيح قدرة إسحق علي كيل الأتهامات دون أن تطرف له عين .
و لأسباب فنية ( كما جرت العبارة ) فقدت مقالة بعنوان ( دريج ..دريك ) يسب فيها الكاتب - عملآ ربما بحقه في السباب – السيد أحمد ابراهيم دريج و أهله .
و الرجل كتب( ذمآ بالطبع ) بحق شريف حرير و الحاج وراق و يان برونك و خليل و آخرين ...
و لم يوفر الرجل كاتبآ و ناشطآ مصنفآ إسلاميآ( أبو بكر القاضي) فنزع عنه رداء الدين و الوطن والعروبة قائلآ :

((‮‬والذين كانوا طلاباً‮ ‬بجامعة الخرطوم في‮ ‬الثمانينيات هم ‏وحدهم‎ ‎الذين‮ ‬يفاجأون بالطالب ابوبكر القاضي‮ ‬زميلهم بجامعة‮ ‬الخرطوم‮.. ‬والذي‮ ‬هو‎ ‎من بوركينا فاسو‮.. ‏‏‬وليس سودانيا‮.. ‬والطالب البوركيني‮ ‬يتلقى من علي‮ ‬الحاج‎ ‎نفقة تعليمه‮..‬ ‮ ‬وفي‮ ‬الخليج الحياء ‏السوداني‮ ‬الغبي‮ ‬يمتطيه البوركيني‮‏‎ ‬‎هذا لقيادة الجالية‮ ‬السودانية‮..‬ ‮بينما هو واخرون معه في‮ ‬الخليج‎ ‎والسعودية ومالي‮ ‬وبوركينا فاسو وغيرها‮ ‬يخططون لدولة عاصمتها‮ ‬تلس‏‎ ‬‎وكراهيتهم للاسلام ‏والعربية تجعلهم‮ ‬يقيمون مدارس لاطفالهم ‬خلف الابواب ‬‎لتعليمهم اللغة البوركينية وكراهية الاسلام‮ (( ‏‏‮ .
لم يناقش إسحق كلمة واحدة مما قال به السيد أبوبكر لقناة الجزيرة و لم يدحض له فكرة واحدة رغم أن أبي بكر يكتب في عدة منابر و يصارع في أكثر من ساحة لكن إسحق إختار الطريق الأسهل (الدراما) و نسج السيناريوهات .
هذه المرة كانت الجرعة أكثر حموضة فلم يحتملها رئيس تحرير الإنتباهة ( العلني ) الصادق الرزيقي فرد علي الرجل ردآ قاسيآ :
(( دهشت مثل‮ ‬غيري،‮ ‬من بعض ما جاء في‮ ‬عمود الاستاذ الكبير اسحق احمد فضل الله امس،‮ ‬وهو‮ ‬يعرِّج في‮ ‬حديثه على حلقة برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة الثلاثاء الماضي،‮ ‬وكان احد ضيفيها،‮ ‬أبوبكر القاضي،‮ ‬وجاء الاستاذ إسحق بقولٍ‮ ‬ملتبس وهو ان ابوبكر القاضي‮ ‬وآخرين في‮ ‬الخليج والسعودية ومالي‮ ‬وبوركينا فاسو وغيرها‮ ‬يخططون لدولة عاصمتها‮ (‬تلس‮..!!‬ الذي‮ ‬جعلني‮ ‬أحار،‮ ‬هل‮ ‬يقصد الاستاذ‮ ‬اسحق مدينة‮ (‬تلس‮ ‬المعروفة بجنوب دارفور،‮ ‬وهي‮ ‬موطن تاريخي‮ ‬والحاضرة الأهم عند قبيلة الفلاتة‮.. ‬أم‮ ‬يقصد تلس أخرى لا تضمها جغرافية السودان وذاكرة أهله؟!؟ فإذا كان الاستاذ اسحق‮ ‬يقصد‮ (‬تلس‮ ‬المعروفة هذه فلا بد أنه وقع في‮ ‬خلطٍ‮ ‬غريب ووصم المنطقة وأهلها بشئٍ‮ ‬أبعد من نياط الثريا‮!!‬ ثم ان إشارته الى ان هذه المجموعة التي‮ ‬ربطها بأبناء تلس وأهلها‮ ‬يكرهون الإسلام والعربية إلى درجة أنهم‮ ‬يقيمون مدارس لأطفالهم خلف الأبواب لتعليمهم اللغة البوريكينة وكراهية الاسلام‮.. ‬هذه الإشارة بقسوتها وحدتها وعدم دقتها،‮ ‬خلقت مزيداً‮ ‬من الإلتباس لدى الناس في‮ ‬صحة ودقة معلومات إسحق احمد فضل الله ومدى إلمامه بجغرافيا المكان وتاريخ الزمان وأهل المنطقة‮..‬ فإذا كان‮ ‬يقصد الفلاتة واهل تلس،‮ ‬فهذا تلبيس وتدليس لا‮ ‬يمكن السقوط في‮ ‬وحوله بهذه الكيفيه))
و لم ينس الرزيقي أن يختم إعتذاره لأهل تلس و بوركينا فاسو بالدعاء لإسحق و نحن نرفع أكفنا معه مخلصين الدعاء أن يمهد الله للرجل من لدنه سبيلآ للرشاد و الحقيقة .. آمين.
أما إسحق فلم يعتذر و لم يعترض علي إتهامه بالتلبيس و التدليس و ضعف الإلمام و السقوط في الوحل .
و لن ننظر للتهم هذه بمنظار القانون أو الشرع أو الأخلاق لكنا نرجو أن نتساءل إذا كان هذا رأي الرزيقي في إسحق فما هو رأي جميع الناس خارج مركب الإنتباهة المثقوب !

نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي