الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو حدث هذا في بلد عربي..!!

عبدالله تاغي

2007 / 5 / 27
كتابات ساخرة


لما غادر الإيطالي روبرطو دالبوسكو مدينة مانطوفا الصغيرة ،الهادئة ،بشمال إيطاليا متجها نحو روما رفقة أصدقائه لقضاء ليلة رأس السنة ، لم يكن يتوقع أبدا أنه في طريقه نحو صناعة الحدث، إذ في يومه الثاني وبينما يتجول في ساحة نافونا تأخر عن أصدقائه منشغلا بإعداد ألة التصوير فوق الأرجل الثلاث لتصويرنافورة الماء وفيما يشبه الحلم وجد نفسه وجها لوجه مع برلوسكوني، رئيس الوزراء آنذاك،دون تفكير طوح بأرجل المصورة اتجاه الرئيس وبسرعة البرق ارتمى عليه الحراس ، شلوا حركته وأسلموه إلى الشرطة حيث قضى ليلة رأس السنة في مخفرها رفقة المحققين...
بقدر ما انهالت على برلوسكوني الذي أصيب بجرح في عنقه ،تحت أذنه اليمنى ،وهو في المستشفى لإجراء الفحوصات، رسائل ومهاتفات التضامن رغم كون بعضها لم تخل من تشفي وخاصة تلك التي كانت من معارضيه ،بقدر ما كان دالبوسكو يتلقى رسائل التشجيع والمؤازرة أبرزها مثلا : نحن كلنا دالبوسكو.
أحد الإيطاليين حلف اليمين أن يشتري مصورة بثلاث أرجل تزن سبعة وأربعين كيلو،يغرز فيها المسامير وينتظرأن يحظى بشرف ملاقاة سيادة الرئيس كي يرديه قتيلا...

في صباح اليوم الموالي ما إن أطل دالبوسكو برأسه من باب السجن وقد رأى الحشد الهائل من الإعلاميين ووسائل ومعدات الإعلام بانتظاره حتى تمتم :
أماه، أماه ، ياللكارثة ماذا فعلت..!؟
أجابه أحدهم مازحا:
لقد ضربت السيد الرئيس
أعرف، أعرف ، وأين أصبته..؟
في عنقه
ياللمصيبة ، أتركوني الآن لابد أن والداي قلقان بشأني، أنا ابنهما الوحيد.
قل لنا ماذا جرى..؟ سأله آخر.
لاشيء...لم أكن أتوقع أن أجد نفسي ، يوما وجها لوجه مع رئيس الوزراء ...
كيف حصل ذالك ولماذا أنا بالضبط..!؟ تخيلت كما لو أنني أشاهد التلفزيون ولم أتمالك نفسي فوقع ما وقع.

عاد دالبوسكو إلى بلدته وقبل محاكمته وأسوة بالبابا والتركي على أجكا فقد عفا عنه برلوسكوني،رغم أنه عفو لا يخلو من بروباكاندا والإنتخابات كانت على الأبواب...
لكن لنتخيل أن هذا حدث في بلاد عربية هل كان الأمر سينتهي بهذا الشكل..؟ أليست البروباكاندا عندنا أن يموت دالبوسكو شر ميتة ليكون عبرة للآخرين
وإلا تخلص المواطنون من أشيائهم مع مرور أول موكب رسمي قرب بيتهم...والحراس الذين يمتلكون كل الصلاحيات إلا ادخار أرواح البشر هل كانوا تصرفوا بهذه الطريقة..؟
أما كانت نشرة الأخبار ستطل علينا بهذا النحو : "قتل اليوم شخص حاول الإعتداء على فخامة الرئيس وقد أصيب بعض المارة بجراح أحدهم في حالة حرجة"
وليت الأمريتوقف عند هذا الحد ، بل سيطال البطش كل أقرباء ومعارف وأصدقاء الجاني والقاطنين قرب بيته والناظرين في وجهه والجالسين بجواره أوحتى المارين بجنبه ومن يحمل وإياه صدفة نفس اللقب...
وسيحل الغضب والسخط والتهميش، أرجاء المنطقة التي يقطنها والتي ينحدرمنها ،فيشرد شبانها فقرا وعطالة وتغتصب فتياتها وتدنس فروج نسائها أما رجالها فيتم خصيهم كما تخصى البغال في الأسواق ، حتى لاتسول لهم أغضاؤهم اللعينة،الإتيان بمثله...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح