الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى تجربة موريتانيا والسودان

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2007 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل هذه الظلمة المعتمة التي تسود العالم العربي وحالة القمع التي تهيمن على العديد من الدول العربية ، وهذه الهجمة التكفيرية الطالبانية من التنظيمات القاعدية يخرج على المواطن العربي بارقة أمل في قيام نظام عربي وفق أسس ديمقراطية سليمة وكان ذلك في موريتانيا ، فبعد انقلاب إعلى ولد محمد فال على الرئيس الدكتاتور معاوية ولد الطايع في 3 أغسطس 2005 ، نفد ولد فال وعوده للشعب الموريتاني وتخلى هو ورفاقه العسكريون عن السلطة وسلمها سلماً إلى الرئيس المنتخب من الشعب سيدى محمد ولد الشيخ عبدالله .
أن ما قام به العسكريون في موريتانيا هو السابقة الثانية بعد تجربة السودان والتي تخلى فيها سوار الذهب عن السلطة لمصلحة حكومة منتخبة بقيادة الصادق المهدى ، إلا أن التجربة السودانية وصلت إلى مرحلة كارثية على الشعب فالانقلاب على الديمقراطية والذي أوصل تحالف البشير – الترابى إلى السلطة قاد السودان إلى كوارث اقتصادية وسياسية وأمنية .
فبعد صراع مرير على السلطة بين البشير والترابى وانتصار الأول ونجاحه في أبعاد الثاني عن السلطة ، لم تتوقف الانقلابات والانقلابات المضادة فأصبح جنوب السودان على وشك الاستقلال واضطرابات وقمع منظم في دارفور وشرق السودان وفقر يعم مختلف محافظات السودان فماذا قدمت حكومة الإنقاذ بقيادة البشير لشعب السودان ؟ والمؤسف هو هذا الكم من الكتاب والمنظرين من الأخوان المسلمين والمتاسلمين الآخرين الذين يطالبون بالديمقراطية في بلدانهم بينما يبررون للنظام السوداني ممارساته ضد شعبه تحت نظرية المؤامرة .
وحتى قادة الانقلاب في السودان مجتهدون جداً في تحويل جميع المشاكل والانشقاقات إلى المؤامرة الأمريكية الصهيونية وما يتبعها من خطاب اعلامى يهلل للزعيم بينما الأفواه فارغة فمتى ياتى الإنقاذ لينقذ الشعب السوداني من ثورة الإنقاذ ! .
لذلك فالشعب العربي من المحيط إلى الخليج يدعو الله ليل نهار أن لا تكون نهاية تجربة موريتانيا كنهاية الديمقراطية في السودان وان يكون الانقلاب الديمقراطي لولد فال هو أخر الانقلابات وان يعمل الرئيس الجديد في موريتانيا على ترسيخ مفاهيم الديمقراطية والحرية وصيانة حقوق الإنسان فهي صمام الأمان للوحدة الداخلية وتقدم الشعب الموريتاني إلى الأمام اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً .
وعليه فإذا كان هناك جائزة عربية فهي يجب أن تعطى إلى ولد محمد فال والذي يجب أن تكرمه جامعة الدول العربية وهو أفضل من قيامها بالدفاع عن بعض الأنظمة المستبدة وكأنها تحولت إلى جامعة لبعض المستبدين ، بينما لا تكترث لهذه التجربة العربية الرائدة في موريتانيا .
أن تجربة موريتانيا يجب أن تعمم أفريقياً وعربياً ، فالأحزاب العربية التي تنشد الديمقراطية يجب أن تستفيد من هذه التجربة وتستضيف ولد محمد فال ليتحدث عن الديمقراطية في موريتانيا وعلى الشعوب العربية أن تشجع الشعب الموريتاني على قيام مؤسساته الديمقراطية واستمرار مبدأ تداول السلطة في هذا البلد .
ولكن كل ما نخشاه على التجربة الموريتاني هو من بعض أنظمة الاستبداد العربي التي قد تعتقد إن هذه التجربة الوليدة سوف تكون الأكسجين الذي ينتشر في العالم العربي وبالتالي تشكل خطراً عليها ، وتسعى إلى إجهاضها كما فعلت في بعض الدول العربية الأخرى ولذلك فعلى القيادة الموريتانية إن تكون واعية للزعامات السلطوية في الوطن العربي وأن لا تسمع إلا لصوت شعبها وأن تعمل على تقدم الشعب الموريتاني بجميع مكوناته وفئاته الاجتماعية والدينية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً