الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص في ظل الحرب

رحاب حسين الصائغ

2007 / 5 / 28
الادب والفن



عصر يوم ربيعي، حيث بيتنا في تل قليعات، المطل على نهر دجلة وهدير مياهه الذي غرق هو الآخر بما أصاب مدينتا أم الربيعين وأيامها من جنون الاحتلال وانحرافاته القلقة، ارتسم فوق ساعات حضر التجوال حفنة من الذكريات بللت تفكيري وارتفع منسوبها، ادخلتني عدة حتميات، قادت مساراتها الشعور بالغربة والوهم والبحث عن فهم لمنعى لغز وجودنا، العقل يدفعنا للتفكير في الاسباب، حفر الألم لا تردمها تجارب الانسان، لكنها تدفعه نحو الخلاص من ركيزة الضعف الذي هو نوع من انواع العبودية التي تبلط جوانب ذلك الضعف، بالعمل على الانفلات من تلك العبودية بحثاً عن بصيص أمل في الحياة وما تسكبه الطبيعة من جمالها على النفس البشرية، لذا لا بد من تأسيس مركزية صلبة عند امتلاك الوعي الناتج عن عقل مدرك حثته التجارب العميقة وقومته بل وقربته من فهم بعض ظواهر هذ اللغز، وماهية هذ العالم من حولنا، حينها نهدف إلى ممارسة التأصيل بغربلة الفكر في تأثيث ثقافتنا.
هنا أدون شبه سيرة ذاتية لثقافة الحرب والحصار عن طريق طرح عدد من المجموعات القصصية لأربع كتاب، تحمل جنس أدبي يكنى بالقص والسرد القصصي، هو تناج مرحلة من مراحل حياة قاصصون لشباب عراقيون عركوا تلك الظروف وعاصروها، دونوا كتاباتهم تحت ظل ساحات النار وجبهات القتال، وما كان من صراع.
القاصة منال الشيخ / مجموعتها ( انحراف التوابيت) الصادرة عن اتحاد ادباء الموصل- عام 1996- ضمن سلسلة نون- وتطبع على نفقة المؤلف.
القاص لطفي جميل العبيدي / ومجموعته ( علنا نؤسس) صادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد- ضمن سلسلة ضد الحصار- عام 2001 .
القاص سلام نوري / مجموعته (حدث ذات مرة) صادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد- ضمن سلسلة ضد الحصار- عام 2001 .
القاص نزار عبد الغفار السامرائي/ مجموعته ( بقايا ذاكرة مهترئة) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد- ضمن سلسلة ضد الحصار عام 2002 .
عادة أدون ملاحظاتي بعد عودتي من بغداد عند اتنهاء العرس الثقافي لمهرجان بغداد الشعري ( المربد ) بعد قراءت ما حصلت عليه من كنوز، عبارة عن كمية من الكتب، شعر قصة مسرح نقد، عدت لها اليوم بعد ان انتابني ذلك الاحساس من الحزن، لأ كتب عن من وثقوا لأيام هي ارث من تاريخ.
منال الشيخ: حين اطلعت على مجموعتها القصصية ( انحراف التوابيت) وجدت قصتها ( قصاصة وقاصة على طبق الانسحاب) هي جدت في فعل الفعل ونسخت الواقع باخراج الصمت من قوالب الزمن، هذه بعض المقتطفات من القصة: (( لم تعد تتخيل جريان صيرورتها في الاتجاه المعاكس لواقع الحياة)) مقطع أخر تقول : (( طافحة بكل ما يمكن أن في تعقيد حياتها)) مقطع آخر تقول: ((هي لم تكن من العبيد ولا أمها التي تحررت بذكاء من اغلال العبودية)) ثم تقول: (( وتمر الطائرات فوق رأسها الناشط، بينما هي تمضي في تأمل أنفاس الطيارين، وتصغي إلى زععيق الصافرة المتقطع)) مقطع آخر تقول: (( يوم تاريخي آخر يمر عليها في الحافلة المنطلقة في أفق القرى المجاورة محملة بمهاجري الحرب)).
القاص لطفي جميل العبيدي، معاني دلالاته لا تخلو من مكابدات الواقع، في قصته ( التحقيق يعاد مرة أخرى) اذ يقول(( كيف تسمح سيدي، بأن تصنع مني بطلاً بلا تاريخ.. بلا عنوان أو شكل..؟ بطلاً من سنين لا يعترف بغير الظلمحتوى مكان له، والفضاء محتوى فكري له..!إنني لا أصلح لبيدق خشب، مثلما لا أصلح لنفسي.. حتى النساء كن مشطوبات من جميع انفعالاتي، فلا أصلح لهن.. ربما لأنني بلا أعضاءسيدي..!)) .
القاص سلام نوري، لنتابع جزء من قصته ( بكاء العصافير) التي تجد فيها الشفافية وعمق المواجع عند العراقي، لدرجة أن العصافير تبكي، يقول: (( في تلك الظهيرة وعند أول منعطف للالم حملت انتظاري، كتمت الصوت وحشرجتي )) و(( اقف وبي شوق للصراخ للتمرغ بذرات السكون ابحث عن طفولتي طفولتنا معا ًإذ رأيته ذات يوم يرسم العصافير واقفة على اغصانها وقد ابتل ريشها دون أن يدرك .. هل تبكي العصافير؟)).
القاص نزارعبد الغفار السامرائي، قصته ( بداية متجددة) تعبر بصدق عن مكنون ما يعانيه الشباب في ظل مسميات قاتلة تلبسه من أخمص قدميه إلى أعلى قمة في نفسه اذ يقول: (( ألوذ بالليل/
تجتمع كل الرغبات ../ كل الوجوه التي مضت بعيداً../ كل ساعات اللقاء المرتقبة.
يمتد الليل طوال الزمن القادم كله/ فأعيش حلم مستمر.
أرفض الرضوخ../ لكني لا اصمد
أعود من جديد/
أعود من جديد/
أبحث عن لحظة شجاعة واحدة / ألملم كل أجزاء نفسي من زوايا الكون المتناثرة واحاول اطلاق الصرخة.. غير انها تختنق داخلي / تدوي في رأسي أنا.. فأصمت.)) .
نجدهم قد أسسوا بإمعان الواقع في مجريات الاحداث من تلك الاعوام المكفنة بضياعات سكنتهم في زمن الحرب، يواكبون مساحات الالم، بعين شاهدة وقلب منفطر، كتاباتهم عنوان للبقاء والصمود رغم كل المستلبات المنثنية في شوارع الصمت، المنبعثة من ثقافة الحرب وخصائصه، لم يتوقف قلمهم عند يمام الخوف، فكان لقصصهم قوالب حية تحمل الجرأة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح