الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل من ذهب

رحاب الهندي

2007 / 5 / 28
العلاقات الجنسية والاسرية


هذيان امرأة نصف عاقلة
رحاب الهندي
يقول سارتر كاتب الوجودية المعروف ((الجحيم هم الآخرون)) والجحيم هنا ذات دلالات كثيرة ومتعددة ومتشعبة خاصة بمجتمعنا الذي يراقب به الناس بعضهم لأدق التفاصيل في التصرفات ويعلقون عليها بل ويزيدون حكايات




وأقاويل بحيث تصبح الكلمة مقالة والحكاية قصصا احد الزملاء اطلقت عليه لقب رجل من ذهب يعيش هذا الجحيم بناءً على تدخل كل من حوله بشأنه الخاص ويزيدون عذابه عذابا اضافياً ليجد نفسه محاصراً بآراء ومقترحات يطالبونه بتنفيذها ظناً منهم انهم حريصون على مصلحته.
قال لي: حكايتي قد تبدو مختلفة تماما عن كل ما كتبت فأنا رجل عشت قصة حب رائعة تكللت بالزواج الذي استمر لاكثر من ثماني سنوات قبل المشكلة انجبت خلالها اربعة اطفال كانوا مهجة حياتي وفرصة عمري يظلل بيتنا حب لم تنطفىء جذوته حتى هذه اللحظة رغم مرور خمسة عشر عاما على زواجي. انا ياسيدتي احب زوجتي حبا لااعرف كيف اصفه، لكن الناس لايتركونني بحالي.
وحين سألته مادخل الناس في عواطفك تجاه زوجتك وبيتك تابع قائلاً هذه حكايتي: بعد ثماني سنوات من الزواج اصيبت زوجتي الحبيبة بصدمة نفسية نتيجة موت والدها امامها ولم نخرج من دائرة صدمتها حتى يومنا هذا، لم اترك طبيبا الا وطرقت بابه، بعت اثاث بيتي، وكل ماعندي من اجل معالجتها. لكن للاسف، استمرت على حالتها المرضية منذ ذلك اليوم. وانا لم ايئس ومصمم على رعايتها والاهتمام بها واشعر بحبها يتزايد في قلبي رغم انها اصبحت مختلفة تماما بسبب المرض وهذا مايزيد حزني عليها.
احاول انا والاولاد مداراتها والعناية بها بكل جهد ومحبة. فكيف انسى حبيبتي وزوجتي. وهل يعقل ان اتخلى عنها في محنتها. لقد احببتها ومازلت لكن المشكلة ان كل من حولي يطالبني بالزواج، يقولون لي انت رجل كيف تتحمل هذه الحياة المتعبة انهم يحاصرونني ياسيدتي ، اهلها واهلي واصدقائي والجيران انا اتمزق ألما حين يطلبون مني مثل هذا الطلب الذي لااجد نفسي مقتنعا به. فلن اجد حبيبة وزوجة مثلها رغم كل شيء، هل تصدقين انني سعيد بخدمتي لها واتمنى ان يتركني الناس بحالي ولاينظرون الي نظرات الاشفاق فهذا واجبي وانا مقتنع به تماما واحيانا اسأل من يطلب مني الزواج. لو كنت انا المريض هل ستطلبون من زوجتي تركي لنتزوج. لكنهم يدخلون معي بحوار عقيم، ويعتبرون ان هذا حق من حقوقي. وانا ارى ان من واجبي وحقي ان ابقى بجانب زوجتي الحبيبة واعيش معها كما عاهدتها قبل الزواج على الحلوة والمرة. ولن استمع الى نصائحهم!.
وهنا اتساءل انا، هل يبدو هذا الرجل عاقلا وسط نصف دزينة من النصف مجانين وهم يشفقون على حاله لانه رجل ولايشفقون على حالها لانها امرأة هذه هي الحقيقة، فالرجل في مجتمعنا الذكوري يحق له كل شيء، ويستنكر الجميع منه مثل هذا الموقف النبيل بل ويضعون زواجه الجديد في خانة الحق والحلال بلا ادراك ان زواجه قد يدمر زوجته المريضة ويدمر اولاده تماما. ماذا لو كان الرجل مريضا وبقيت الزوجة لخدمته ورعايته سيهلل لها الجميع ويقف وراءها مساندا دون عتب ودون مطالبتها بتركه للزواج من آخر، رغم ان الشرع قد منحها هذا الحق انه عالم نصفه عاقل ونصفه مجنون فلنترك اصحاب نصف العقول سعيدين بهذا النصف حتى لو لم يعجبنا نحن الجحيم!.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتابع النساء في ألمانيا كأس أمم أوروبا؟


.. يغيب عنهم الفرح ويحاصرهم الحزن أطفال غزة في العيد




.. هروب طبيب بعد وفاة امرأة أجرى لها عملية شفط للدهون في العراق


.. ولاء عودة عملت بشغف وعزيمة لإقامة زاويتها التي تضم المشغولات




.. حنرجعها معرضاً متنوعاً يدعم الفلسطينيات في غزة