الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العراقية الجديدة بين الديمقراطية والالغام

عباس الشطري

2007 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


واجهت الدولة العراقية الحديثة التي تشكلت في اعقاب الثورة العراقية الكبرى عام 1920 مشاكل عديدة وقفت عقبة كأداء امام تقدمها الى الامام ومن جملة القضايا التي واجهتها قضية” ولاية الموصل “وهي قضية مهمة وجوهرية اخذت وقتا وجهدا كبيرين من اجل حلحلتها بل استوجبت من الحاكمين الجدد التضحية بمسألة ستراتيجية وهي التنازل

عن قسم من المياه العميقة في شط العرب لصالح ايران من اجل ضمان حيادها وعدم انحيازها الى صالح تركيا الحديثة حين مناقشة قضية الموصل في اروقة عصبة الامم حين ذاك، ادرك السياسيون والبناة الجدد ماخلف كواليس السياسة، وان موضوع شط العرب ماهو الالغم وضعته بريطانيا العظمى امام الدولة العراقية الحديثة وان التضحية بهذا الجزء اليسير من شط العرب وان كان ستراتيجيا سيكون، اقل اهمية امام الاحتفاظ بولاية الموصل وهو هدف ستراتيجي كبير وهكذا عبرت الدولة العراقية اول الالغام واهمها وهي الاخطار الخارجية المتاتية من المشاكل مع دول الجوار.
في العام 1958 قام الضباط الاحرار بثورة 14 تموز العظيمة التي اسقطت النظام الملكي وحافظت على مؤسسات الدولة مع احداث جملة من المكتسبات الوطنية وادرك الزعيم الجديد ان مهمته صعبة ولاتقل عن مهمة المؤسس الاول للدولة العراقية الحديثة فالتغيير اضر بالمصالح الحيوية للدول الكبرى وخاصة بريطانيا التي اخذت تتحين الفرص من اجل الانقضاض على النظام الجديد وحين اعيتها الحيل في اسقاطه من الخارج لجات الى تاجيج الصراعات الداخلية واخرجت من حقيبتها احد الالغام المهمة وهي القضية القومية للكرد وهم القومية الثانية في العراق والتي اندمجت بعد الحاق ولاية الموصل بالعراق رسميا عام 1929 الا ان الزعيم الجديد لم يستطع التعامل مع اللغم الجديد بصورة مناسبة ما ساهم بالتالي في اسقاط نظام حكمه ووأد ثورته الوطنية ومكتسباتها والاتيان ببديل من الانظمة العسكرية المتعاقبة واخرها نظام حكم يمين البعث الذي تسببت سياساته في اسقاط الدولة العراقية الحديثة في 2006/4/9.
واذا كان نظام الحكم الملكي واجه صعوبات غاية في التعقيد فان نظام الحكم الحالي يواجه اقسى تلك الصعوبات، فبناء نظام الحكم الديمقراطي واعادة بناء البلد هما اهم اركان العملية السياسية اليوم وهي مسألة تواجه عقبات داخلية وخارجية كبيرة ومعقدة اضافة الى صعوبة تسيير الدولة وفق المشروع الوطني وبعيدا عن اجندة القوة المحتلة صاحبة السلطة الحقيقية في البلد، اذ ان خوض صراع مرير مع قوى الاحتلال من اجل استعادة السيادة الوطنية لايتم وفق طريق معبدة بالورود، وانما هناك الكثير من الالغام التي بدأت بالظهور بصورة متسلسلة ومنهجية بدءا من قانون اجتثاث البعث الذي وجد فيه بعض العراقيين انهم مستهدفون ما ساهم في التمرد على النظام الجديد واصبحوا حواضن للارهاب الدولي وانتهاء بالميليشيات التي حولت المناطق السكانية الى امارات وكانتونات طائفية تطل تداعياتها في أية لحظة تقدم على صعيد العملية السياسية مسببة الكثير من الاذى، ان التحدي الرئيس الذي يواجه تشكيل الدولة الجديدة هو الالغام الموقوتة تلك التي ستأخذ وقتاً كبيرا وجهدا مضاعقا سيضعف الدولة والحكومة ويؤخر انتاج النظام السياسي الديمقراطي الجديد في وقت لاتتوافر فيه مساحة واسعة للمناورة السياسية لرئيس الوزراء الذي يجد نفسه محاصراً بين قوى متعددة ولاتتوافر لديه خيارات عديدة نتيجة تداخل المصالح الضيقة لبعض القوى السياسية المساهمة في الحكومة مع مصالح دول الجوار واجندة ومشاريع المحتل غير المكشوفة.
ان احزاب البرجوازية الوطنية التي تقود حكم البلاد حاليا تتقاطع مصالحها مع بعضها البعض في نقطتين مهمتين هما السلطة والثروة وان احد اسباب الاحتقان السياسي يعود الى هذين السببين علما ان هاتين النقطتين لاتمثلان مشكلة لعامة ابناء الشعب الذين يدفعون ثمن الصراعات على الارض واعتقد ان من المهم بالدرجة الاولى هو استعادة السلطة من قوى الاحتلال اولا وتاجيل الصراعات الى ما بعد ذلك وتحويلها الى صراعات سياسية تحت قبة البرلمان لتجنيب البلاد مزيدا من التمزق وان على هذه القوى ان تدرك ان السفينة اذا غرقت ستغرق الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل