الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحزني عليك

رشيد كرمه

2007 / 6 / 1
الادب والفن



ما أن ننتهي من وداع أبدي لأحد مبدعينا حتى نفاجئ برحيل أبدي آخر لرمز من رموز ثقافتنا ومعلم من معالم نهضتنا التنويرية وكأن الموت يترصدنا في داخل العراق وخارجه في المستقرالذي أضحى منفى وفي المنفى الذي يكاد ان يكون مستقراً.. وشبح ورعب الموت ينقضُ علينا بشكل او بآخر, حيث غيب الموت في العام الماضي واحدا من اعمدة المسرح العراقي والعربي والعالمي على حد سواء لذافقد إستحق لقب ( وسيط الثقافات ) فإليك ياعون المسرح العراقي , وكرم العراق أنحني إجلالا لجهادك ومواصلتك من اجل التجديد والتجريب وخدمة المسرح العراقي والكلمة الطيبة , فلقد تعلمنا منك الكثير ولعل أهمها الصبر والتريث والتفكير عميقا فيما نكتب ونعمل,, ومن أجل هذا نقف في الطابور حيارى عن ماذا نكتب ؟ وما عسانا ان نقول ؟ بل وكيف نبتدء ؟ ومن أي من المحطات سسننطلق ؟ وجوم ُُ ُومرارة ُ ٌ وألم وذهول نتصفح تأريخ الذكرى رافضين تصديق نبأ المغادرة المفاجئة التي لم يحن وقتها بعد , فوا أسفي أيها القديس الذي حملت صليبك منذ ان جسدت دور ( المسيح يصلب من جديد ) وحتى الرمق الأخير حيث رفضت ان يتوقف العرض المسرحي بعد ان نال منك في ثاني عرض له في برلين عندما سقطت على خشبة المسرح وعندما أمرت ( رؤى *) بالخروج من غرفة العناية لئلا تصاب بألأذى من شدة الصراع مع الموت ........

وإذ يتأكد ( الرحيل ) ينحبس الدمع ولو الى حين وتخرج الآهات مثل بركان لم يعد يتحمل المزيد من التفاعلات فينطلق مزبدا مرعدا ثائرا ً قاذفا حممه الى عنان السماء محتجا ورافضا .
وهكذا هو البشر في طباعه وسلوكه .
لقد شل رحيلك المفاجئ قدرتي على الكتابة حتى على مستوى كتابة نعي وظللت ارتب مع الفنان المخرج المسرحي البصري ( لطيف صالح ) إمكانية السفر الى المانيا وإلقاء نظرة الوداع عليك ايها العزيز الغالي .
فلقد علمتني الكثير, انت وزملائك المسرحيين ممن تعملون بقلب نقي , ولابد من الإشارة الى ان العمل الذي ربطني وإياك وهموم الوطن والناس هو العمل الفني القيم ( مبادرات ) والتي كان الفضل في تعريفها الى الجمهور العراقي والعربي جريدة ( طريق الشعب **) بداية السبعينات .
وللقارئ وعرفانا مني للراحل عوني كرومي في ذكرى رحيله السنوي الأول أنقل نص إجابته على سؤال( مجلة الثقافة الجديدة ***)
إن دور المسرح هو إستفزاز المتفرج كما يقول ـ بيتر بروك ـ ما هو رأي الدكتور عـوني كرومي بهذا الدور للمسرح الذي يحمل معان ٍ ودلالات كثيرة ؟
الجواب :
أنا أعتقد أن المسرح هو مكان لتبادل المعرفة والخبرة وجوهر ما يحمله المسرح من المعنى هو أنه يحاول أن يقدم ويجسد الظاهرة الإجتماعية , وتكون الظاهرة الإجتماعية على الأكثر تلك التي لا تجمع الواقع والتي تحاول أن تدين أو تعري العلاقات الأجتماعية وتخلق حواراًمع المشاهد في أن يرى ويتحسس ويدرك هذه الظاهرة ...
المـسرح هو إعادة خبرة المشاهدبشكل فني جمالي وأدوات فنية يعجز المشاهد عن القيام بها , فيتمتع بها بواسطة المؤدي القادر على إنجازها , لأن المشاهد يعيش الموت والخوف والألم بدون أن يخاطر بحياته الذاتية وان يقدمها قربانا ً لفكره .
فالممثل هو من يقدم القرابين بواسطة فنه وليس بواسطة فعله الطقسي الحياتي .
والمسرح يجب ان أن يُمتَع ولكن هذه المتعة يجب ان لا تلغي متعة التهذيب والتعليم وإذا كان المسرح أخلاقا ً في كينونته , فلأنه يرتبط بالإنسان وحياته منذ الطفولة حتى الشيخوخة .
في بعض الفترات تحدث هوة بين الفن المسرحي التهذيبي التعليمي التبشيري وبين الترفيه والمتعة والإسقاط والتنفيس والتطهير , وان ردم الهوة يرتبط بإدراك وفهم وإستيعاب المسرحيين لوظيفة المسرح الجوهرية , وافهم ان هناك حدودا ًتكمن بين فكرة الإستسهال وفكرة التبسيط التي تقود دائما الى تدنِ في المعنى وتبعد عن المسرح فكرة الرقي ,
وإذا أدركنا أن المسرح وفن الشعر والشاعرية ندرك كم أن هذه الخصوصية في المسرح تخدم الإنسان ولغة التفاهم والتحاور , |
لأن العلم والشعر هما الوسيلتان لألغاء الفروقات الحضارية بين البشر .
عوني كرومي في سطور :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عوني كرومي (1945 - 2006) مسرحي اكاديمي من العراق ، مواليد الموصل .خريج معهد الفنون الجميلة قسم تمثيل وإخراج - بغداد عام 1965. تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة – بغداد عام1969. ماجستير علوم مسرح من معهد العلوم المسرحية جامعة همبولدت – برلين- ألمانيا عام1972. دكتوراه علوم مسرحية من معهد العلوم المسرحية جامعة همبولدت –برلين - ألمانيا عام1976 . درّس في عدد من الجامعات العراقية والعربية والألمانية بين الأعوام 1997-1977. شارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات والحلقات الدراسية العربية والعالمية بين الأعوام 1972 و2002.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال