الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منجزات اليسار العلماني في الولايات المتحده

فواز فرحان

2007 / 5 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يعيش عالمنا المعاصر اليوم تحت سطوة القوة الاحد عالميا كما يسمونها الولايات المتحده الامريكيه ومن يستمع الى اي خبر قادم منها يتبادر الى ذهنه على الفور المنجزات العلميه التي تحققت في هذه الدوله من صناعة ثقيله الى ابحاث الفضاء والاكتشافات العلميه الاخرى,لكن احدا لا يصدق ان احد اكثر الدول تأثرا بالأساطير الدينيه وحكايات الدين هي نفسها الولايات المتحده التي استخدمت حكوماتها المتعاقبه الدين كوسيله من وسائل المحافظه على السلطه وهيكلها من اي تحدي يواجهها خاصة من القوى اليساريه العلمانيه التي تصاعد تاثيرها تدريجيا داخل الولايات المتحده في العقدين الاخيرين..
ان صعود اليمين المتطرف المتدين كقوة سياسيه منفرده في الحكم لم يأتي اعتباطا في ظل دوله تعمل معظم اجهزتها الحكوميه على ترسيخ فكره الحكومه المباركه من الرب ,اما فكرة فصل الدين عن الدوله والدستور العلماني لا يشكل الا بهرجه يتبجح بها القاده الامريكيون امام نظرائهم الاوربيين اثناء الاجتماعات الدوريه بينهم ففي الحمله الانتخابيه الاخيره عام 2006 نص البرنامج السياسي للحزب الجمهوري في ولاية تكساس بكل صراحه على محاربه وتبديدفصل الدين عن الدوله في القوانين الامريكيه,والمعلوم اذا ما قارنا الوضع مع الحالة الاوربيه التي تجاوزت هذه المرحله منذ القرن الثامن عشر عندما كانت الخطوات الاولى لابعاد الدين عن الدوله في معظم القوانين الاوربيه ودولها نجد ان الولايات المتحده لا تزال تعيش نفس المرحله من التكوين الاجتماعي الفكري الذي يخص العقيده في كل من ايران وباكستان والسعوديه وفي هذا الجانب بالتحديد لا يمكن القول ان العقل الامريكي قد سبق هذه الدول في تجاوز محتوى الافكار والاساطير السائده في المجتمع..
في السابق كان الدور الذي يلعبه الحزب الشيوعي الامريكي ورئيسه راس غول خجولا في مجتمع تعتبر الشيوعيه العدو الاول له لهذا كانت اطروحات الحزب تواجه بالاف المقالات المدفوعه الثمن من قبل السلطه والمؤسسات الدينيه الاخرى المنتشره في طول امريكا وعرضها,اما اليوم فقد زالت هذه الاكاذيب التي كانت تروج لها تلك المؤسسات الدينيه المسيحيه واليهوديه على السواء لمحاربه اليسار والعلمانيه بعد ان كشف انسحاب الاتحاد السوفيتي من الساحه الدوليه الوجه الحقيقي لطبيعة النظام الذي يتحكم فراح اليسار يشرح ابعاد المخاطر التي تتهدد المجتمع الامريكي من النظام الحاكم فيها قبل الدول التي تعادي بلادهم ووجه حملته الى الطبقات المثقفه في المجتمع لاحداث تغيير ما من فوق يلعب دورا في اخذ الجماهير الفقيره التي راحت تلتف حول طروحاته طواعيه فتمكنت من التاثير اولا في قرار محاكم الاستئناف التي اتخذت قرارا عام 2002بأن عبارة باسم الرب او باسم الله او تحت ظل الرب والتي تستخدم في المعاملات الرسميه والمناسبات الفدراليه هي عبارات غير دستوريه يتوجب التخلص منها...والى حد عام 1947 كانت المحاكم الاتحاديه تفرض على الحكومه صرف مبالغ لتعلم الاطفال الدين في المدارس الخاصه وتكاليف مواصلاتهم الا ان النضال ضد هذه القوانين استغرق حتى عام 1962 عندما اتخذت المحاكم اول قرار بمنع الصلاة في المدارس والمؤسسات الحكوميه الاخرى واعتبرت المحكمه ان الدين يمثل رأيا شخصيا لا يجوز الاستناد اليه في السباق لوضع القوانين البشريه..
ان الفاصل يبدو كبيرا للغايه بين المنجزات التي حققتها اوربا في هذا المجال عن ذلك الذي يناضل اليساريون في الولايات المتحده لتحقيقه,فبعد حدوث الثوره الصناعيه في اوربا سعى الناس للبحث عن اساس عقلاني غير دينيه للقوانين التي تحكمهم وتوصلوا بعدذلك الى جمله من النظريات الاجتماعيه والاقتصاديه التي قادت مجتمعاتهم ليعيش حاله تضاد ادت في نهايه الامر الى احداث التطور..اما الولايات المتحده فلم يتمكن اليسار الا في العشر سنوات الاخيره من ازاحة الوصايا العشر لموسى من المباني الحكوميه والمؤسسات الرسميه الاخرى وكذلك دفعوا المحكمه الاتحاديه العلياالتي تعتبر احد اضلاع السلطه في الولايات المتحده الى الابتعاد عن الاعتراف بالدور المركزي للدينفي حياة الامريكيين وكذلك طالبت بعض المجاميع اليساريه بحذف عبارةبأمر الرب من ميثاق الدوله لانها تعطي طابعا الهيا للحكومه ورجالها في الوقت الذي يمارسون ابشع الاعمال الشيطانيه في المجتمعات البشريه التي اعتدوا عليها عندما القوا قنبلتين ذريتين في هيروشيما وناغازاكي وقتل ثلاثة ملايين فيتنامي واكثر من ربيع مليون في نيكاراغوا واكثر من مئة وخمسين الف في غواتيمالا والقائمه تطول بانتظار انتهاء حرب العراق واحصاء الضحايا فيه ..
النظام الحاكم في الولايات المتحده جاء الى الحكم بامر الرب ورجاله من المباركين الذين لا يقلوا بركه عن ابراهيم الخليل او يعقوب او موسى وحمى قراءة العهد القديم جعلت الكثير من رجالات الحكم في امريكا يعتقدون انهم جنود المسيح على الارض وان اعمالهم ما هي الا تمهيد للمعركه الالهيه العظيمه في هرمجدون..لو استمعنا هراء كهذا قادم من ليبيا لقلنا ان الامر هين ربما لان طروحات العقيد تثير سخريه الكثيرين وانه يحق له الادعاء بانه مبارك من الله !! اما ان تصدق ان رجلا كرامسفيلد ونكروبونتي هما ابناء المسيح وجنوده فذلك ما لا يمكن لعاقل تصديقه..في الفتره الاخيره نشر نوت غينغريتش الرئيس السابق لمجلس النواب الامريكي كتابا بعنوان (اليسار العلماني و الخطر الحقيقي)الفه عام 2006 وهو كما نعلم مرشح لانتخابات الرئاسة الامريكيه المقبله ناقشته فيها صفحة تقرير واشنطن التي نشرت مقتطفات منه يشن فيه الرجل هجوما كاسحا على اليسار الذي يعتبره الخطر الاول الذي يهدد الهيكليه التي تقوم عليها الاداره الامريكيه التي تأخذ مصداقيتها من الاله ومن الكتب المقدسه وهذا الرجل لم يجد وسيله لكسب اصحاب النفوذ من الصهيونيه المسيحيه التي تتخصص بترشيح شخصيات المستقبل للاداره الامريكيه سوى الهجوم على اليسار والذي حقق فعلا انجازات يكون من الصعب تحقيقها في مجتمع تسخر فيه الحكومه سنويا المليارات لتوزيع صحف يوميه تتحدث عن دور الدين في الحياة الامريكيه حتى اصبح الاقتراب من موضوع الدين يشكل طعنه في شرف الامة الامريكيه لا يمكن السكوت عليها مع ذلك وجدت طروحات اليسار التي تعتمد على ميزانيه تكاد لا ترى الا بالمجهر اذا ما قورنت بتلك التي تصرفها الحكومه تقبلا واسعا حتى تحولت الى منجزات تساهم تدريجيا في فضح الحكومه التي يشكل تجار المخدرات والاسلحه الغالبيه فيها...لقد ادرك الامريكيون مؤخرا ان العالم سبقهم كثيرا في مضمار القوانين البشريه حتى انهم اصبحوا يخجلوا من ذكركلمه الحريه والديمقراطيه امام نظرائهم في الدول الاخرى..
ان العلمانيه اصبحت واحده من اخطرالمفاهيم السائده في المجتمع الامريكي كما يعتقد غينغريتش وغيره لا سيما وانهم ادركوا جيدا حجم تراجعهم في التأثير في الرأي العام الامريكي..فالامريكان لم يعودوا يصدقوا ان الرب يامر بتدمير العراق وقتل اطفاله وشعبه وتشريدهم وكذلك لم يأمر بتحويل امريكا الى مصدر الارهاب على المجتمع البشري الامن وتجويع شعوبه,لم يأمر بان يكون في امريكا اكبر سجن في العالم وينادي قادته بالحريه للشعوب الاخرى من لا يستطيع اعطاء شعبه الحريه الحقيقيه وتشكيل الاحزاب كيف يستطيع اعطاءها للعراقيين؟؟ان شعوب العالم وصلت الى مرحله من الوعي بحيث لم يعد من السهوله تمرير اكاذيب عليها بهذا الحجم..حتى الدول الاوربيه ملت من هذه الازدواجيه في الشخصيه الامريكيه حتى انها بدأت تشق لنفسها طريقا مستقلا في ابسط الامور فلم يعد هناك تشجيع لتقليد الحياة الامريكيه كما كان يحدث في السابق..لم تعد الموسيقى الامريكيه مرغوبه كما كان عليه الحال في السابق حتى طريقه العيش التي كان الشباب يتاثر بها تم تناولها في المجتمعات الاوربيه والتحذير منها كتناول المخدرات وممارسه الجنس قبل الزواج وفي الاستطلاع الاخير الذي اجرته احدي الصحف الالمانيه اكدت النتيجه ارتفاع اعداد الشباب الرافضين لممارسة الجنس قبل الزواج وهي طريقه للتعبير عن رفض تقليد نمط العيش الامريكي الذي قاد المجتمعات الاوربيه الى الكثير من الازمات الاجتماعيه الخطيره لاسيما قله اعداد المواليد الجدد...ربما تكون صحوه اليسار الامريكي مقدمه لحصر الاداره الامريكيه في عزله دوليه لا تخرج منها الا بتجاوز هذه المفاهيم المتخلفه وستساهم هزيمة الجيش الامريكي في اعطاء مصداقيه اضافيه لكل الطروحات التي يقدمها اليسار في الدوله الراسماليه الاولى في العالم....









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر مع وجه نضر
حسين العراقي ( 2012 / 5 / 27 - 23:31 )
ابداء الموضوع بالشكر لك على الموضوع الجميل ولكن ليس كل عيوب المجتمع الامريكي سببه الاحزاب الحاكمه فوصلت امريكا من التطور ما لم تصله اي دوله اوربيه ولعبه الدين فب السياسه هي لعبه لكسب الناس وتعاطفهم حتى يحقق السياسي مبتغاه

اخر الافلام

.. مجددًا.. خيول عسكرية تعدو طليقة بشوارع لندن بعد فزع أحدها وف


.. إعادة قضية حصانة ترامب لمحكمة أدنى من -العليا- | #أميركا_الي




.. حرب غزة.. انقسامات الداخل الإسرائيلي | #غرفة_الأخبار


.. قفز من رافعة لدعوة الناخبين للتصويت لحزبه | #سوشال_سكاي




.. عائلة بايدن تدعمه للاستمرار في سباق الرئاسة | #أميركا_اليوم