الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والحركة النسوية والقرارات والنسب

عواطف عبداللطيف

2007 / 5 / 30
الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي


المرأة هي الام والاخت والزوجة والحبيبة والصديقة والخالة والعمة والجدة وابنة العم والخال هي من يعطي الحنان ويفرش الحب هي ام الجميع هي ليست نصف المجتمع هي المجتمع بكل اركانه الكل يعود اليها لماذا ننكر عليها كيانها لماذا ننكر عليها انسانيتها وحقوقها لماذا نحاول ان نسحقها ونمحي شخصيتها ونجعلها تابعا ضعيفا لماذا لا نعطيها حقوقها لتعيش من المسؤول عن جهلها من المسؤول عن نظرة المجتمع اليها ولماذا نحاول ان نحدد ونقيد حركتها
من غبنها
ان دور المرأة العراقية معروف لما قدمته ولا زالت من اجل العراق فقد حلت محل الرجل في مختلف المجالات واثبتت القدرة والقابلية والكفاءة وتحمل المسؤولية كاملة في غياب الزوج والاب والمعيل في الحروب من اجل المحافظة على اسرتها وتحملت النسوة الكثير من الاعباء في المشوار الطويل ولا زال هناك الكثير منهن داخل العراق او في دول الجوار يكافحن من اجل لقمة العيش بستر ولا يلتفت اليهن احد لا الدولة ولا منظمات المجتمع المدني ولا الحركات النسوية فهن في واد وهم في واد اخر


ان تشكيل منظمات نسوية متعددة تنتمي كل منها الى حزب او فئة معينة من اجل المرأة لا تعمل شيئا للمرأة ما هو الا ضياع للوقت وتبذير للأموال ورفع بعض الاسماءالى الواجهة من اجل الكسب هو نهاية لدور هذه المنظمات من منظمات المجتمع المدني فعدم وجودها افضل من توجيهها حكما بالاعدام على المرأة وحقوقها وكتسباتها لانها لا تحقق لها شئ لا الان ولا على المستوى البعيد
فقد تشكلت وسارعت من سارعت للأنظمام اليها سواءمن جاءت من خارج العراق او من داخله هناك من عملن باخلاص وكفاءة من اجل المرأة وهناك من سارعت لتعاد للخدمة او تحصل على درجة وظيفية عالية او تتبوأ منصبا كبيرا وتناطحت الرؤوس من اجل ذلك ومن اجل المصالح الشخصية وتشعبت الاهداف وتشتت الافكار وضاعت المرأة وحقوقها في الطريق

فقد أفتقرت الحركة النسائية الى الوحدة والهدف والغاية التي تريد تحقيقها فبالرغم من تعددها وكثرتها الا ان قسم كبير منها ساعد في في ايجاد فجوة كبيرة وادى الى خسارة المرأة الى الكثير من حقوقها التي كانت تتمتع بها اصلا او فرض قرارت جديدة تحد من حركتها وحريتها نتيجة سيطرة الاحزاب والطوائف على بعض المنظمات النسوية التي ضهرت مؤخرا والتي وقفت ضد نسبة تمثيل النساءالبالغة 25% وضد تبوء المرأة لبعض المراكز التي كانت تحتهلها قبل عشرات السنين كقاضية ووزيرة فقد خرجت بعض النسوة من اجل عدم اشغال قاضية لمنصبها الجديد والغاء ذلك لتتظاهر
فان لم تسعى الحركة النسوية في الدفاع عن المرأة وحقوقها سوف يتم تمرير القرارات كما تم في ليلة وضحاها من تمرير القرار رقم 137 وقد وقع عليه بعض النساء ممن كن في مستوى صتع القرار وعيون النسوة عليهن في ذلك الوقت لولا وقوف بعض المنظمات النسوية وما قامت به من مؤتمرات وتظاهرات وجمع تواقيع اوقفت مفعوله ولكنه قد عاد باشكال وصيغ اخرى نتيجة عدم فهم القوانين وتشريعاتها
فقد شكل فعلا نشاط بعض المنظمات النسائية العراقية عقبة حقيقية امام الجهات والاحزاب التي لا يروق لها ان تنال المرأة الحقوق في تمرير القرارات الخاصة بالدستور لكونها لا تؤمن باشراك المرأة في العملية السياسية وان حاولت تلبية الطلب واشراكها ستكون دور تلك المرأة هو للتصفيق فقط وقول كلمة نعم واكمالا لعدد مطلوب مثبت مسبقا بعكس ما هو مطلوب من زرع الايمان بضرورة ممارسة المرأة حقها واشراكها في كافة العمليات الاساسية التي يتطلبها بناء المجتمع وذلك ابتداء من عملية صنع القرار السياسي وكافة الحلقات التي تأتي خلف ذلك الى ان نصل الى اصغر وادق الامور في كافة المرافق
المطلوب هو ليس زيادة العدد ولكن المطلوب بشكل رئيسي هونوعية هذا العدد ومؤهلاته وقابلياته للدفاع عن حقوق المرأة وليس لأعادتها الى الخلف عشرات السنين قد تكون هناك أمرأة واحدة تعادل عشرين أمرأة يحركون رؤسهن فقط بالموافقة
وهذا ما حصل فعلا في الاسماء التي تمثل المرأة حاليا ودورها في صدور القرارات وبنود بعض مواد الدستور الجديد فيما يتعلق بالمرأة سواء اكانت بشكل مباشر او بشكل اخر غير مباشر ولكنه يتظمن المعاني المطلوبة من حد حرية المرأة.
واصبحت نتيجة ما آلت اليه ضروف البلد المرأة العراقية مستهدفة في كل مكان في البيت في الشارع في العمل وهي تقود السيارة وهي تتسوق وهي تؤدي واجبها كمعلمة او صحفية او مذيعة بأمانة واخلاص او عدم ارتدائها للحجاب او من تعمل من اجل المرأة وسقطت الكثير من النسوة واختطف العدد الاخر واغتصبت الاخريات وشرد العديد
مما اضطر الكثير من النسوة الى البقاء في المنازل بعيدا عن المدارس والشوارع والجامعات او يخرجن الى الشارع عند الضرورة وقد وضعن حجابا للرأس بدون قناعة طلبا للسلامة والامن فذهب صوت الحركة النسوية ادراج الرياح بفعل النسوة انفسهن وبفعل الرجل وبفعل من يحكم ويوجهه ويخطط لمسيرة البلد بمختلف المسيمات وتحت مختلف الشعارات
لم يفكر احد من هذه المنظمات التي جنت المكاسب لنفسها يوما بالعدد الكبير من الارامل الذي يزداد يوما بعد يوم وابنائهم في عدم وجود المعيل وغياب الدولة والمنظمات وابتعادها عنهم مما يجعل هؤلاءالنسوة ضحايا للتهديد اليومي من اجل ايجاد مصدرا للرزق وما يتعرضن له من ذل ومهانة بين القسر والتهديد والترويع والجوع والجريمة او الانحراف الى متاهات شائكة
ولم تفكر الحركات النسوية بالنسوة المتوجدات خلف القضبان لفترات طويلة بدون توجييه تهم لهن للوقوف معهن واعلاءالصوت من اجل اخراجهن الى النور
لم تفكر الحركة بالفتيات الذي يتم اختطافهم وبيعهم وكذلك بتجارة الجسد والعصابات التي تقف وراء كل ذلك
وابيح تعدد الزوجات وزواج المتعة والمسيار وعدم السفر بدون محرم والفصل بالدراسة في الجامعات والمدارس الابتدائية ليقيد من حرية المرأة ويحرمهما من حقها للعيش كأنسانة قادرة لا أمرأة تابعة فقط للجنس والمتعة

فعلى من يقوم بكتابة الدستور ان يضع المعايير الدقيقة والتوصيف الوظيفي الدقيق للعناوين القيادية ومن ضمنها النسوية تستند على الكفاءة والقدرة وحب الوطن كعراق بعيدا عن المحاصصات الحزبية والطائفية كي لا ننحى بمجتمعنا نحو توجهات مطلوبة من فئة معينة لتحقيق اغراض معينة لان على من يكون في هذا المكان القيادي قادرا عن اعطائه حقه وحق من يقف خلفه سواءاكان رجل او مرأة والا سيكون الدمار والحكم بالفشل مقدما على كل ما يتم تخطيطه وتحديده كهدف يبغون الوصول اليه
لقد بقيت المرأة العراقية ولازالت تصارع مجموعة كبيرة من المعوقات والمفاهيم المتشددة والمصطنعة التي وضعت في طريق نيل حقوقها،وباتت المرأة العراقية أسيرة ضمن نظم وأطر سياسية واجتماعية واقتصادية جعلتها بعيدة جدا عن الموقع الاجتماعي المناسب لقدراتها الجسدية وكفاءتها الفكرية والمهنية فعليها أن تعي دورها ومكانتها وتفهم حقوقها وواجباتها جيدا وتعمل على ايجاد الموازنة بينهما والحفاظ على مبادئها وقيمها واخلاقها وان تتسلح بالعلم والمعرفة وتتفهم القرارات التي تقف بوجهها وتحد من حريتها للعيش كأنسانة كما اراد لها الله واديانه وتطرق جميع الابواب وتسلك الطرق المشروعة وترفع صوتها عاليا بدون خوف ولا تمشي خلف من يريد التحكم بمصيرها ومستقبلها لا ان تبقى واقفة تنتظر من يحسن اليها ويجعلها سلما للصعود
وعلى كل أمرأة في مستوى صنع القرار ان تعمل من اجل اعطاءالمرأة حقها وتترك التصفيق جانبا ومصلحتها الشخصية ومصلحة الحزب الذي تنتمي اليه
وعلى الحركات النسوية ومنظمات المجتمع المدني التي تهتم بشؤون المرأة العمل من اجل الغاءكافة التشريعات المجحفة وتعديل كافة قوانين الاحوال الشخصية التي تقف امامها وادانة كافة اسباب العنف وتوفير الحماية للمرأة تمكنها من اداء دورها الفاعل في المجتمع وفي تربية جيل صالح والتأكيد على انسانيتها واستغلال كافة الفرص المتاحة للتوجهه الة الجماهير النسوية من اجل الدفاع عن مصالحها المشتركة واثبات حسن نيتها وتقديم الخدمات لها والاهتمام بمطاليبها ورفع الضلم عنها وفضح كافة الممارسات التي تكتم افواه النساء وتفرض عليهن الخضوع والتبعية ودراسة كافة القوانين بما يتلائم مع الاعراف والمعاهدات الدولية ومنع استغلال المرأة بأي شكل من الاشكال موماجهة كافة اشكال العنف وابعادها عن النظرة الدونية التي ينظر بها اليها وذلك عن طريق
1-اعتماد برامج لتوعية المرأة بحقوقها وتوعية الرجل بحق المرأة
2-خلق اعلام نسائي متطور وتوفير الدعم والحماية اللازمين
3-ان ينزل الاعلام الى المرأة في البيت والعمل والمدينة والريف
4-مناقشة قضايا المرأة بشكل مفتوح امام الاعلام
5-اضهار صورة المرأة القادرة المتمكنة اعلاميا وليس المسلوبة الارادة
6-الاسترشاد برجال الفكر والدين من اجل نيل المرأة حقوقها ويرتفع اسمها كما كانت في الاسلام والاشارة الى بعض الشخصيات النسوية أمثال السيدة خديجة بنت خويلد ومالها اذا كانا أهم أسباب نجاح رسالة سيدنا محمد (ص) وزينب بنت على (عليهما السلام) تعتبر أول رائدة إعلام في العالم بعد أن رسمت بخطابها أهداف ثورة الحسين الإنسانية ونشرتها من خلال قدرتها الخطابية في عقر دار يزيد
كذلك من خلال الاهتمام بمشاريع الامومة والطفولة والرعاية الصحية والبيئية ومشاريع تشغيل المرأة وطرق تمويلها وكيفية منح القروض وتسهيل شروطها وحماية المرأة من العجز والشيخوخة والعمل على توفير الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي والتقاعد المناسب من اجل ان تحافظ على كرامتها من العوز والعمل على ايجاد قنوات اتصال بالمرأة العاملة في البيت والتأكيد على حقها في اختيار العمل اخذين بمبدأ التمييز الايجابي خصوصا في المجالات التي هي حكرا على الرجال
والعمل على رفع المستوى الثقافي للمرأة وتسهيل كافة الوسائل المتعلقة بذلك كشرط العمر والمعدل واطلاعها على الثورة التكنولوجية وامور المعرفة الحديثة وتوفير الامن اللازم لتمكينها من ممارسة حياتها الطبيعية واحترام حرية الفكر والتعبير

اخيرا
لقد آن الاوان لتأخذ المرأة العراقية المبادرة من خلال تبؤها المراكز التي تساعدها في التشريع حتى تؤهلها لان تساهم مساهمة فاعلة في صنع القرار والاشتراك مع الرجل لتثبيت حقوقها الدستورية والقانونية كافة وهذه فرصتها لكي تثبت وجودها ككيان كان مغيب ومغلوب على امره وهو ذو قدرات وطاقات هائلة لا يمكن الاستغناء لبناء عراق بعيدا عن كل اشكال والعنف والاضطهاد والفروضات والتزلف والتزوير وغبن الحقوق بشكل يجعلها متساوية مع الرجل كأمرأة في كافة المجالات وان يعمل الجميع من اجل ذلك










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد