الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الجديد في المحادثات الأمريكيه / الإيرانيه في بغداد. ؟

أحمد الجُبير

2007 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


المعايير الدوليه للتعامل الخارجي ُتبنى على أساس مصالح الدول. ورغم أن العداء الأمريكي الإيراني أخذ حيزاً واسعاً منذ بداية الثوره الإيرانيه، إلا أن هامش التواصل ظل موجوداً سواء بالطرق المباشره أو غيرالمباشره. ولما أصبحت الحاجه ضروريه لأن يلتقي الطرفان اليوم. توسطت أطراف أخرى لتحقيق ذلك الهدف. فهل الحاجه تتعلق بالعراق فقط؟ أم أن هناك ملفات أخرى تنتظر البحث؟.
لابد من التنويه بأن الأداره الأداره الأمريكيه الحاليه لاترغب بالحوار المباشر مع الإيرانيين لأسباب مخلتفه، إلا أن الضغط الداخلي الأمريكي أولاً، ولرغبة الرئيس بوش بتحقيق مايطمح اليه من نجاح في سياسته الحربيه في العراق، ولرغبة القياده العراقيه التي تساندها الولايات المتحده الأمريكيه، في حل مشاكل الطرفين، لينعكس ذلك إيجابيا على الوضع الداخلي العراقي، أدت هذ الأمور جميعها لدفع الإداره الأمريكيه الى اللقاء مع الإيرانيين في بغداد.
نعتقد والكثير معنا، بأن اللقاء الأمريكي الإيراني في العراق سوف يتعدى حدود العراق. ذلك أن هناك ملفات أخرى ضروريه يجب فتح الحوار بها ومناقشتها مع الجانب الإيراني والتي منها:
الملف النووي المخيف للغرب ولإسرائيل،
والوضع في الساحتين اللبنانيه والفلسطينيه،
والعلاقه مع المجاميع التي تتهمها واشنطن بالإرهابيه،
والدور الإيراني المؤثر في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي تستعد فيه واشنطن للقاء الإيرانيين في بغداد، تستعرض قواها في من منطقة الخليج العربي للتأثير النفسي على الإيرانيين، ولأخطارهم بأن أمريكا قادره على الفعل متى ما أرادت ذلك. وفي ذات الوقت صًعدت واشنطن باب المواجهه، وذلك بالدعوه الى تشديد العقوبات على إيران بسبب رفضها لما يطلبه الغرب بشأن برنامجها النووي. ناهيك عن أن الرئيس الأمريكي أجاز يوم أمس وكالة المخابرات الأمريكيه(حسب المصادر الإعلاميه) للقيام بأي عمل ممكن لخلخلة الوضع الداخلي الإيراني لتعريض النظام السياسي الإيراني للسقوط.
وبالمقابل فإن إيران لاتريد التحدث بأكثر من أن المحادثات تنحصر بالعراق فقط، وليس هناك من أمل يمكن أ يعقد على هذه المحادثات. وإنها غير مستعده لمناقشة أيً من قضاياها مع الأمريكان، سواءاً فيما يتعلق بالبرنامج النووي أو بالإيرانيين المعتقلين لدى القوات الأمريكيه في العراق. ولإعلان قدرة الإيرانيين على الضبط الداخلي، أعلنت قوات الأمن الإيرانيه عن ضبط شبكة تجسس إدعت بأنها من تجنيد أمريكا.
فما فحوى كل ذلك، وما المتوقع من المحادثات المذكوره؟.
بما أن المحادثات على مستوى السفراء، فأن ذلك يعني بأن المحادثات لاتأخذ بعداً بأكثر من كونها محادثات إستطلاعيه، لتبيان حاجات كل جانب من الجانب الآخر، والتلميح بما يمكن أن يحقق كل طرف فيما لو إتخذ الموقف الذي يتناسب وسياسة الطرف الآخر. بمعنى أن المحادثات ستتناول مجمل قضايا الإختلافات مع تصورات لحلها. وسينقل السفراء محتوى ما يعرض من حديث، كل الى حكومته، مع اللمسات الشخصيه للمحاورين(السفراء). فإذا كانت نتائج التحليل لهذا اللقاء تتسم بالطابع الإيجابي، فسيعمل على لقاءات أخرى وبمستوى رفيع من المسؤولين(وزراء الخارجيه) مع خبراء في مجالات محدده. فما الذي يمكن أن يحصل لو أن هناك إنفراجاً قد يحصل جراء هذه المحادثات؟
علينا أولاً أن لا نبتعد كثيرا وُنفرط بالتفاؤل، إذ أن الثقه بين الجانبين شبه معدومه، لطول فترة العداء بين الجانبين. ولكن حاجة الأمريكان والإيرانين على السواء، للمساعده ولحد أدنى من التفاهم، قد يدفع ال اللقاء والى التنازل جزئيا عن بعض المواقف، أو غض النظر عن مواقف أخرى من أجل الحصول على نتائج إيجابيه لكل منها، (تخدم في نجاح مهمه معينه في مكان محدد). أيً أن الجانبين سيقدمان تنازلات محدده من أجل الوصول الى نتائج مقبوله لقضايا يرمي كل طرف تحقيقها بمساعدة الجانب الآخر.
فالأمريكان بحاجه ملحه للمساعده في تهدأة الوضع الأمني المتردي في العراق، والمنعكس سلبا على سياسة الرئيس بوش في حرب العراق، كما والمساعده على إحتواء الوضع الملتهب في لبنان وفلسطين، وإبعاد الدور الأيراني من هناك، للإنفراد بالساحه، والذي بدوره سيشكل ثقلاً على كاهل السياسه السوريه فيما لو تم إحتواء لبنان بالكامل، (والعمل جار اليوم على تسليح الأطراف المتنافسه في ذلك البلد إستعداداً لإحتمالات المسقبل)، والحسم في مسالة المحكمه( بخصوص رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري). فما هو المقابل للجانب الإيراني في حال الموافقه على مساعدة الأمريكان لتحسين أوضاعهم هنا وهناك؟
المؤشرات تشير الى أن الولايات المتحده الأمريكيه لايمكن بأي حال من الأحوال أن تتساهل في الموقف من النشاط النووي الأيراني، لأسباب أمنيه عالميه وأمن إسرائيل على الخصوص، ولأسباب داخليه تتعلق بالتمحور مع السياسه الأمريكيه ضد الإرهاب، وبالتالي فإن غض النظر حيال هكذا موضوع سيولد ردود فعل داخليه وخارجيه(أوربيه وإسرائيليه) قويه ضد هكذا سياسه. ولكن يمكن للأمريكان إطلاق سراح المعتقلين الإيرانيين من قبل القوات الأمريكيه في العراق، واللعب على ورقة الدور الإيراني في العراق في المسقبل. والمتوقع أن توافق الولايات المتحده الأمريكيه على تعزيز دور القيادات العراقيه المواليه لإيران وعدم التفريط فيها في حال مشاركة الأطراف الأخرى(والمعاديه للأمريكان حالياً) في السلطه المستقبليه للعراق مما يعزز توسيع المشاركه السياسيه، والتي سينعكس دورها على الأمن الداخلي في العراق. والوعود لإيران بالمساعده في حال تخليها عن برنامجها النووي ببدائل ترضيها. وبغير ذلك لايمكننا توقع الكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة