الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران والطموحات النووية

عباس الشطري

2007 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تعد منطقة الشرق الاوسط من اكثر مناطق العالم تاثرا بالتنافس الدولي لعوامل واسباب عدة سياسية واقتصادية وتاريخية وواجهت دول المنطقة عقبات كبيرة امام محاولتها اللحاق بالدول المتقدمة عبر بناء قدراتها الذاتية وتطورها الا قتصادي بسبب هذا التاثر ، وبدا من المسلمات انه على الرغم من شدة التنافس والصراعات بين الدول الكبرى والذي تسبب بحربين عالميتين مدمرتين الاان هناك شبه اتفاق عام بين هذه الدول على عدم السماح للدول الصغيرة والواقعة تحت ما يسمى الاقتصاد المتبوع بتخطي حدود معينة مرسومة سلفا ، فحين حاول محمد علي باشا والي مصر بناء دولته على اسس حديثة في بداية القرن التاسع عشر مستعينا بفرنسا لبناء جيشه واسطوله البحري ومستقدما منها ومن الدول الاوربية العشرات من الخبراء ادت نزعته نحو الاستقلال والتي اكدتها انتصاراته المتعددة ضد الاخوان الوهابيين في الجزيرة العربية وبسط نفوذه على الشام والسودان الى اثارة حفيظة الدول الاوربية الكبرى التي رات في هذه النشاطات خروجا على الخطوط الحمرفي فالزمت الباشا بمعاهدة لندن في عام 1940 التي قيدت حكمه داخل مصر,وعلى اثرها سحب جيشه من السودان و بلاد الشام ،بل حتى فرنسا التي ساعدته كثيرا وقفت في بوجهه في نهاية المطاف ووقعت على المعاهدة بعد ان وجدت في توسع نشاطاته خطرا يهدد مصالحها ، استسلم محمد علي لهذا الواقع الجديد الامر الذي مكنه ومكن اسرته من الاحتفاظ بالاستقلال النسبي للدولة المصرية لاربعة عقود تالية . في العام 1941 حاول شاه ايران رضا بهلوي الخروج على قواعد اللعبة الدولية نتيجة قراءاته الخاطئة لما يحدث في وسط اوربا وشرقها خاصة بعد الغزو النازي لروسيا الامر الذي اغراه ببناء علاقات متوازنة بين المعسكرين ناسيا ان البريطانيين جلبوه الى السلطة في ايران عن طريق انقلاب حوت الشهير والذي لعب فيه مندوبهم السامي الجنرال ايرونسايد الدور الاهم ، وكانت نتيجة طموحاته تلك ان اطبقت الجيوش الروسية والبريطانية على ايران بفكي كماشة من الشمال والجنوب معلنة نهاية حكمه ،نفي على اثرهذا الغزو الى جنوب افريقيا لكنه تمكن من ابقاء الحكم في اسرته لاربعة عقود تالية ايضا وهناك من هذه العبر والدروس العديد ، على الضفة الاخرى من شط العرب بدات ايران برنامجا طموحا لبناء قدراتها النووية ومهما كانت مشروعية هذا البرنامج ومدى توافقه مع المعايير الدولية واجندة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الا انه يبقى مؤشرا خطيرا على تجاوز ايران للخطوط الحمر التي وضعتها الدول الكبرىو التي تجد في المشروع الايراني خروجا على هيمنتها ،خاصة في منطقة هشة مليئة بالبترول الحيوي لاوربا واليابان، حتى روسيا التي ساهمت ببناء وتطوير المشروع الايراني وجدت نفسها لاتستطيع امام الظغوط الغربية الصمود كثيرا فقدمت بدائل لتخصيب اليورانيوم في اراضيها بدلا من ايران لتحاشي تصعيد الموقف بل حتى الشركاء التجاريين الرئيسين لايران واقصد هنا دول الاتحاد الاوربي لايجدون مساحة كافية للمناورة بعد الاصرار الايراني المتعنت الذي يسوق الحجة امام الاميركان وبالتالي فهذه الدول مظطرة لقبولها قرارات مجلس الامن الخاصة بالعقوبات الدولية على ايران ان اي ضربة عسكرية لايران قد تكون قاصمة وربما تعيدها الى عصر ماقبل الصناعة بل تعيد معها النفوذ والهيمنة المباشرة لاميركا تلك الهيمنة التي تخلص منها الشعب الايراني في ثورته عام 1979ودفع لها ثمنا باهضا فهل يتعظ الايرانيون ...وللتاريخ عبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا