الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف السياسي وعراك الكراس

حيدر المنصوري

2007 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


صُدعت الحناجر، وجف المداد، وكما يقولون كأننا (ننفخ في جربة مثقوبة) ربما هنالك أمور تحتمل التجارب، ولانعتقد بأن جراحة القلب تخضع لأحتمال التجربة وإنما تخضع لخبرة ومهارة وكفاءة وعلمية الجراح المختص. ولاندري لماذا يرقد القلب العراقي في حقل تجارب سياسة بعض الذين لايمتلكون أبسط أسس الجراحة السياسية. أُعدمت تقريباً (سنة ونيف) من عمر الحكومة المنتخبة بتشريعها وتنفيذها بين (التجاذبات السياسية، وصراع المحاصصات، والمطالبات الشخصية). الشعب يعتصر من ألم العوز والحرمان ،تقتله سهام الوداع لقوافل الأحبة الذين سقطوا ويسقطون في رحى الإرهاب لتطحن بقاياهم. تحرقهم حسرة العيش بأمان وسلام، أطفأ بصرهم ظلام الليل الحالك، وأرهق أجسادهم حر الصيف القاتل، كما جرّد عظامهم برد الشتاء القارس وهم بين فقدان الكهرباء وأزمة الوقود. فهم لايسألون عن بقية الخدمات مطلقاً كونهم فقدوا الأمل بذلك. ويأملون العيش فقط. الشعب الذي خوت عظامه من جوع الأمس، وعوز وحرمان السنين العجاف لتطحنها اليوم قهر التجربة السياسية، فأنه عبارة عن(بقايا المشانق والمقابر الجماعية) يصارع من أجل البقاء، هكذا هو التعريف الحقيقي لهذا الشعب الصابر الذي أثبت أصالته وقدرته للحفاظ على خصوصيته وهويته. أما الحكومة فهي تعمل بمعزل عنه وإذ لم تعلم فهي تتجاهل آلامه وتستهتر بتضحياته، ونحن لا نحّمل كل أعضاء الحكومة مغبة مايحصل ولكن الأغلبية الحكومية( تشريعية وتنفيذية) هي كذلك تعمل بما يحلو ويطيب لها فتراها( لايعجبها العجب ولا الصوم في رجب) كما يقولون، ولا تملك أيضاً أستراتيجية واضحة وإنما تنتهج نظام التجارب القاتلة. وحتى رئاسة الوزراء أصبحت في حيرة من أمرها ولاتعلم كيف تختار وزراءها لتدير العجلة الحكومية بما يخدم المصلحة العليا لهذا البلد المنكوب والشعب المظلوم، فإذا أختير وزير ينتمي إلى كتلة معينة تعترض عليه الكتل الأخرى فضلاً عن أنه سيعمل بما تمليه عليه كتلته وسيغرد خارج سرب الحكومة!!وإذا أختير الوزير من خارج الكتل السياسية تتهم الرئاسة بالدكتاتورية والطائفية والأستئثار بأستخدام السلطة. حيث إن الكفاءة والنزاهة أُعدمت في بلد شطب مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب ولم يبقَ خيار أمام الرئاسة سوى أستيراد الوزراء من المريخ!! إلى متى ستستمر هذه المهزلة المشينة في تاريخ العراق؟! ومتى سيشعر بعض الساسة بأنهم أبناء هذا الوطن ويجب أن يكون عملهم له ودوافعهم من أجله؟! لقد(طفح الكيل) وبدأت درجة غليان الشارع الشعبي تتصاعد فالقاعدة الشعبية تقع على نارين نارأستهتار بعض الساسة بحقوقها ومقدراتها، ونار الممارسات اللاأخلاقية والأعتقالات العشوائية لقوات الأحتلال التي أعادت مقابر وسجون البعث وذلة أرصفة الدول المجاورة لتاريكي الوطن قسراً. لذا على أغلب الكتل السياسية التي تصدت لإدارة شؤون البلاد ومراعاة مصالح العباد أن تلتزم بما وعدت به الشعب وأن تصلح في أمرها بما ينسجم مع التطلعات الوطنية لأنقاذ أنفسهم والبلد من المأزق الذي يعيشه، وكذلك الإصلاح السياسي يعني إيقاف حمامات الدم والتهجير القسري الذي لايختلف أثنان بأنه نتاج الخلافات والعنف السياسي وعراك الكراسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة