الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تزال الديوك فوق مزابلها

تقي الوزان

2007 / 5 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الدجاجة العراقية تقيق وتستغيث لتجد مكانا تضع فيه بيضتها , وصراخها ليس لكبر حجم البيضة فقط – كما هو معروف عنها - , بل لأنتظارها الطويل الذي زاد على الأربع سنوات , وهي لم تجد المكان الآمن لتحتضن البيض بحرارة جسم هذا الشعب المنكوب , على أمل الحصول على جيل جديد , معافى يستطيع الأعتماد على نفسه , ويتخلص من " رعاية " الجيران , والدول " المحررة " وشفقتهم المهلكة . والحيرة التي وقعت فيها هو ادراكها بأن كل الذين يطاردونها فقدوا الادراك والاحساس بضرورة تواصل الحياة , فقد أعمى الطمع والجشع كل بصيرتهم , ولا يتركون لها بيضة واحدة تستطيع حضنها , وتكون جسراً لأستمرار وجودها .

فحكومة المالكي تراقب حركات وسكنات الدجاجة , وتحاول ان تحوطها وتمنع الآخرين من مد اليد اليها . وأغلبية أعضاء الحكومة أستعانوا بالمليشيات , والأدعية التي علقوها في رقبتها , ولطخوها بالحنة من تحت اجنحتها , وبخروا اركان البيت , وألبسوها محبساً في رجلها اليسرى , وفيه فص " حجر" ياقوت , باركه وقرء عليه السيد الخامنئي , ويقال انه يبعد عنها اغواء الشيطان الأكبر .
والأكثر مهزلة , أصحاب المشاريع البديلة . فالدكتور اياد علاوي وبعض اطراف القائمة "العراقية" والدكتور صالح المطلك رئيس قائمة "الحوار" , والدكاترة "أيضاً" مشعان وعليان , يطلبون من الأمريكان أن " يلزموا " لهم الدجاجة , وهم يحفرون على طريقة حفر الباذنجان للدولمة , لأخراج البيضة . وأعتقدوا ان الامريكان في ورطة , وهم الذين سينقذونهم , ويتركونهم يهنئون بالبيضة . ولا يعرفوا ان الامريكان لن يكرروا رعاية تجربة " القاعدة" في افغانستان , ويدركون جيداً ان قذارة المشروع البعثي لاتختلف عن قذارة ودموية المشروع الديني السلفي , والذي يتعارض مع مشروعهم في قيادة العولمة . والأمريكان بحاجة الى اناس يؤمنون بمشاريعهم , وليس الى مرتزقة ينفذون مشاريعهم فقط , ولا يؤتمنون بعدها .
والعجيب ان الأحزاب الشيعية والكردية والحزب الاسلامي السني يبحثون عن مشروع ايضاً . وهم الذين يتناوبون على ظهرها , والمسؤولين عن تلقيحها و" سلامة " بيضها .

لاأحد يعرف الى اين تتجه الأمور . فالعراق اصبح الطريق الرئيسي لنشر ستراتيجية القطب الاعظم بالنسبة للأمريكان , والفشل فيه ليس مثل الفشل في فيتنام , وتأثيراته السلبية لاتتعلق بالكرامة الوطنية , والهزيمة في احد مناطق الصراع بين المعسكريين الرأسمالي والأشتراكي . الهزيمة في العراق تعني هزيمة المشروع الأمريكي بالكامل , وسوف لن يوفر اي سلاح يمكن استخدامه لضمان النجاح .
والنظام الايراني المستهدف ليس بسبب المشروع النووي فقط , بل لتطلعاته القومية التي تهدف الاستحواذ على المنطقة , والدخول كلاعب منافس في تقرير السياسة الدولية , وهذا ما لايسمح به الامريكان . والنظام الايراني لن يتردد بأستخدام كل الوسائل لأجهاض المشروع الامريكي , وهو بحاجة اليوم اكثر من اي وقت آخرللصدام , ليتمكن من ترميم تماسك الشعور الوطني للشعوب الايرانية و الذي بات يتآكل نتيجة الأزمة الأقتصادية , والتأثيرات السلبية للعقوبات الدولية . والنظام الايراني هو الأقوى حتى من حكومة المالكي في العراق , هذا ما أكده السيد الخامنئي في زيارته للسيد عبد العزيز الحكيم في المستشفى الذي يتعالج فيه في طهران .
التعايش بين المشروعين أصبح مستحيلا , والتراقب القلق بين الطرفين يكاد ان يستنفذ مداه , ومثلما كان متوقعاً , جاء اللقاء بين السفيرين الامريكي والايراني لأستكشاف النوايا , وليس لتحجيم الصراع بينهما , ومساعدة الحكومة العراقية للنهوض بواجباتها الأمنية كما أعلن سابقاً , وتصفية الحساب آتية لاريب فيها.
وما دام ديوك السياسة العراقية ينفشون ريشهم فوق المزابل الطائفية يبحثون عن قذارات تحاصصهم , ومستعينيين بثعالب الايرانيين والامريكان على ابناء جلدتهم . سوف لن تسلم حتى هذه المزابل على نفسها , ولا الديوك ذاتها من الافواه الشرهة لهذه الثعالب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساع للتوصل إلى توافق في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا للضغط على


.. قائد قوات الدعم السريع: بذلنا كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل س




.. الناخب الأميركي على موعد مع مناظرتين جديدتين بين بايدن وترام


.. خلافات في إسرائيل إثر إعلان الجيش -هدنة تكتيكية- في بعض مناط




.. إذاعة الجيش الإسرائيلي: غالانت لم يعرف مسبقا بالهدنة التكتيك