الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأنهم تربوا على أن البشرة السوداء لا تكون جميلة

ابراهيم سليمان

2007 / 6 / 1
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


كتبت في احد المنتديات السعودية الذي يتميز بكثرة الجمهور التقليدي المتحمس للجهاد دفاعا عن الإسلام أو ما يسمى الدهماء أي الإسفنجة التي يسكب عليها بطاركة المجتمع تصوراتهم عن الحياة والكون وهي تصورات منغلقة وعنصرية وطبقيه وتكفيرية , فأطريت في ذلك المقال جمال البشرة السوداء وعبرت خلالها عن إعجابي بأغنية قديمة وصاحبتها ( أغنية بشروني ) للفنانة عتاب بعد ان شاهدتها في تلفزيون الكويت ..ووصفت عتاب بالجمال والرشاقة و الدلع . لكن جمهور ذلك المنتدى استغربوا واستنكروا ان تكون إنسانة سوداء جميله .. ضحكوا وسخروا .. واعتبروني بلا ذوق ولا حس جمالي .. بينما عتاب فعلا كانت جميله ..وأجمل بكثير من وثنهم الإعلامي البشع هيفاء وهبي .. لكن لأنهم تربوا على ( الأصول القبلية ) ووعوا الدرس جيدا فلا يتجاوزون المعايير التي حفظوها وصموها مع محفوظات الدروس .. فهم يضحكون من كلامي من وصفي لها بالجمال و الضحك كما هو معروف هو اندهاشه العقل من التناقض والتضاد والتنافر .. فهم يجدون الجمال يتضاد ويتناقض مع كونها سوداء البشرة ..!
وما أحزنني أن معظم الردود تتميز بقدر كبير من العنصرية والانغلاق وكأن الجمال فعلا يتناقض مع البشرة السوداء .. وكأن رسولنا محمد لم يفضل بلال الحبشي على زعماء قريش وكبرائها وكأن القرآن الكريم لم يقل لا فرق بين اسود ولا ابيض .. كل هذا يحدث ونحن خاضعين لأله إعلاميه ضخمه يسيرها رجال دين متعصبين يصرون أننا مجتمع فاضل .! أما عن ذكري لرشاقة عتاب فالأغنية قديمه ويومها كانت في العشرينات من عمرها . أما انجذابهم اللاإرادي لنماذج تلفزيونيه مصنوعة لتتحول إلى آلة تصنع المال مثل هيفاء وهبي .. فهي جميله فقط عند الرعاع الذين يلاحقون السائد ويتبعون القطيع ..
المحزن أيضا في الموضوع أن نظرة سريعة على القنوات الفضائية العربية تجدها تكاد تخلو أو هي خالية بالفعل من أصحاب البشرة السوداء الجميلة .. فإضافة إلى غيابهم عن المشهد السياسي والمالي فهم غائبين إعلاميا .. وكأن نشرة الأخبار لو قرأها اسود ستقلل من أهمية القناة .. ولا توجد اليوم سوى فتاة واحده تذيع أخبار في محطة لبنانيه ( وكعادتهم اللبنانيين رواد دائما ) .. أما بقية القنوات فكأنه من شروط المذيعة أن تكون بيضاء فاقع لونها .. أما طبيعيا أو صناعيا .. والمجال الوحيد الذي برز فيه اللون الأسود لدينا هو المجال الرياضي وكرة القدم تحديدا .. لأنها مجال المهمشين والذين يلتقطون من الشوارع ومن أندية الحواري في مكة وجده والرياض ..
عيب علينا ونحن نتشدق بأقوال القران والرسول .. أن نرى الغرب الذي نتهمه بالعنصرية وقد امتلأت محطاته وأفلامه ومسلسلاته بنجوم سود .. بما يفوق نسبة وجودهم في المجتمعات الغربية .. بينما بلادنا / المملكة / و / الدول العربية جميعا ربما يصل أصحاب البشرة السوداء إلى ثلث السكان . من المسئول عن هذا ؟ هل هم السود أنفسهم أم أن واقعهم المزري قد قيدهم وسجنهم في أوضاع اقتصادية قاهرة , مهما بحثت لا استطيع أن اعد أكثر من أصابع يد واحده من السود في كل تاريخ المملكة خلال القرن العشرين .. أين هم رغم تواجدهم الكثيف .. ولكن إذا عرفنا أن الرق لم يلغى رسميا إلا قبل عقود قليله وبضغوط خارجية وان بعض الأصوليين ينادون بعودته لان تراث الفقهاء مليء بأحكامه التي تبين انه حلال إلى يوم القيامة عندها يصبح مفهوما هذا الوضع وتلك التهكمات العنصرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع