الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يعمر الحب قلبه

ميساء عيسى محمد

2007 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الحرية .. الديمقراطية .. اطلاق قوانين تهم الشعب و لمصلحة الشعب .. امورٌ لا يتجادل عليها اثنان .. لكن ترى أيتم اطلاق هذه القوانين والاحكام لصالح الشعب و حباً بالشعب فعلاً؟؟؟

(هم) عاشوا فترات طويلة من حياتهم هناك– في الغرب – لم يعانوا ما عانينا .. ربما عانوا من الغربة في البداية لكنهم في النهاية اعتادوها .. تعايشوا معها و بها و اصبحوا (غربيي) العادات و الطباع ولا يمتون الى العراق بصلة الا انهم (ولــــدوا) فيه ...

جاءوا الان بغية نفض ما تراكم من اغبرة النظام البائد و يرومون تحرير العراقيين من العبودية التي اعتادوها لـخمسةٍ و ثلاثين عاماً و يودون لو يعيش العراقيون اجمع – في العراق – نفس الحرية التي عاشوها هم وقت أنْ كانوا في (غربتهم) ...

تراهم يبغون فعل هذا كله بدافع (حبهم) للعراق و العراقيين ؟؟ مما رأيناه – نحن الباقون في العراق حتى يومنا هذا – انهم جاءوا (طمعاً) بخيرات العراق .. بثروات العراق الطبيعية .. بكنز العراق الدفين ... هم لم يأتوا حباً بنا .. لا يريدون تحريرنا كي لا نحاسبهم و كأنهم يعتبروننا مسؤولين – لسبب او لآخر – عمّا حدث لهم فيما مضى !!!

هم يريدون – كما يزعمون – تثقيفنا ... فنحن برأيهم جهلة لا نعرف شيئا عن العالم المتطور !!! لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل بأمكانهم تثقيفنا بالقوة ؟؟؟ لا ثقافة بغير حب ... كل شئ يمكن ان يسوى بالتفاهم لكن لا تفاهم هنا .. لا نظام .. لا دولة .. يقال: لا ثقافة بغير حب .. ان الذي يحبني يخلقني ...

الذين يعيشون الان في (بروج مشيدة) و يخرجون الى الشارع (بسياراتهم المظللة) هذا اذا لم يتنقلوا (بالهليكوبترات المظللة) !!! كيف لهم ان يعرفونا و يحبونا ؟!! أنى لهم ان يعلموا ماهية احتياجاتنا ان لم يعيشوا معاناتنا ؟!! يقول تولستوي: قد يعيش الانسان بلا ام و لا اب و لا يمكن طبعاً ان يعيش بلا رب و لا يعيش الناس بالتفكير في سبل رفاهيتهم بل بالحب الذي يعمر قلب الانسان ... و الله صدق و حق ما قال .. لنا فعلاً ربٌ يحمينا و ان كنا بلا ام و لا اب .. لكن من منا يستطيع العيش بلا قلب ؟؟؟

كل ما فعلته (حكومتنا الفذة) من يوم جاءت انها زادت الطين بلةً علينا .. يحاولون افســاد النفــوس و اعترف انهم نجحوا نوعا ما في هذا الامر .. سياسة (فرّقْ تسدْ) التي يتخذونها درعاً يحميهم من كل عراقي ابن عراقي اصيل بدأت تأخذ مجراها الطبيعي في حياتنا .. الحقد و الغل الذي يزرعونه و ينمونه في قلوب الناس بدأ اشجارهما الخبيثة تثمر .. تفجيرات مستمرة .. عداءات شخصية ظهرت الان (و الان فقط) .. طائفية و تفرقة .. كلها امور نثروا بذورها الشيطانية بيد المحتــل و شرعوا يروونها بكلامهم المعسول و خطبهم الرنـّـانة و شعاراتهم النفـّــاذة.. و نمت فعلاً و ها نحن الان نعيشها واقعاً مريراًً و نراها بـــأمهات اعيننا ...

كل ما نرجوه هو ان يكون القول المأثور (لو خليتْ .. قلبتْ) صحيحاً.. فنحن لا زلنا نحلم بأن يكون غدنا افضل بما تبقى في العراق من عراقيين اشراف اصحاب نفوس شفافة رقيقة الذين لو اجتمعت كل شياطين الارض عليهم لما استطاعت ان تمسّ شغاف قلوبهم و لا عقولهم .. الحب ايها الناس .. الله محب و يحبنا كلنا .. الحب هو من يعمر قلوبنا و هو الذي يقودنا لمستقبــل افضل .. الحب هو الذي يؤلف بيننا لا المصالح .. لولا الحب لكنا مجرد حيوانات تعيش في غـــابــة و نحن لسنا كذلك رغم انوف الكثيرين و ان كانوا (هــم ) يريدوننا كذلك .. ان من يعمــرّ الحب قلبه يعمــرّ الله قلبه ... على حد قول تولستوي !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال