الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي

أحمد الموسوي

2007 / 6 / 2
حقوق الانسان


تخشّبت على يدي .. تلك القطعة من النقاء الذي لم تشبه شائبة ، كانت تتأهب لاستقبال ربيعها السادس .. بعينها الطافحتين بالحب والمرح و بكل ما يملأ قلبها الصغير المتعب من أماني و أحلام .. قبل ساعة واحدة من لفظ آخر نفس لها قالت لي :بابا هل تصورني بالفيديو كما فعلوا لعلاوي ابن جارنا ؟ و تبسمتُ ... لم اكن اعرف بأن شفتيّ قد استعارهما الموت تلك اللحظة و راح يرسم بهما ابتسامة هازئة .. هازئة من طلب تلك العصفورة البريئة ، ذلك المصحف الشريف لمخلوق كرمه الله.. ذلك الطير الذي يحلق الآن في سماوات الخلد و ينعم بالهدوء الذي حرمه منه مقتدى و عصاباته الشريرة ليلعنهم بكل اللعنات و حسبهم أن خصيمهم طفلة لم تأخذ شيئا و لم تعط ِ. كانت طفلتي مصابة بعجز في القلب يا معاشر المسلمين و في مساء معتم أطلق شذاذ الأفق الشيطاني ممن يدعون كونهم جيش المهدي و المهدي منهم براء و لليوم الرابع على التوالي صواريخهم التي يوجهونها دون معرفة و علم و لا حتى هدف و غاية بادعاء أنهم " يجاهدون المحتل " و والله لا محتل غيرهم ولو كانوا ذوي ذمة و حظ من بقية ضمير لما أطلقوا تلك الصواريخ فوق الأحياء السكنية في مدينة الناصرية و التي راحت تتساقط هنا و هناك تارة فوق بيت من البيوت الآمنة و أخرى فوق مدرسة و ثالثة بين الدور السكنية وفي شوارع المدينة .. لو كانوا يمتلكون شيئا من الشجاعة لتقربوا من القاعدة الأمريكية و نالوا منها من حيث يكونون قريبين من أهدافهم .. و لكنها نزعة التلذذ بالأفعال الناقصة و الأعمال الخسيسة .. و دأبهم أن يلوذوا بالأبرياء و يصمون آذانهم وهم يطلقون قذائفهم العمياء ..

لقد مرت تلك الصواريخ فوق بيتي و ما كان من تلك الطفلة المسكينة إلا أن ارتجفت رجفة واحدة ثم خرت إلى الأرض .. الله أكبر .. الله أكبر .. اللــــــه أكبر ... و حسبي الله و نعم الوكيل لم تكن إلا خفقة أو خفقتين و شهقة ثم أخرى أخيرة حتى أسلمت الروح إلى بارئها .. و الآن أتساءل : ما ذنب ابنتي أيها المسلمون .. مولاي يا صاحب العصر و الزمان إليك أشكو ضعف حالي و قلة حيلتي ، إليك يا مولاي أجهر و أجهش بالضراعة سائلا بك وجه الله الكريم أن لا يخمد لمقتدى نارا في قلبه و لا يترك له لحظة هانئة في دنياه ، سيدي و مولاي بعينك ترى و بأذنك تسمع و أنت الشاهد و من ورائك رب العرش على ما تفعله عصائب مرقت عن طاعتك و أغواها الشيطان بحبائل التهلكة و أذلها طمعها و عبادتها لأهوائها ..اللهم لا ترفع لهم شانا و لا تنصر لهم عضدا .. أخزهم بقوتك و جبروتك يا منان يا كريم ..

و أنت يا مقتدى الصدر ما ذا تقول لربك و خصيمك يوم القيامة طفلة لم تبلغ الحلم أوقف دقات قلبها الصغير أتباعك المارقين السفلة الذين شرعت لهم حمل السلاح و أنت وحدك مسؤول عن كل قطرة دم سفكت بغير حق .. لا تغرنك الدنيا و إن أهدلت لك ثمارها و لا يأخذن بك العجب و إن منحك الدهر أعطافه و ألان لك مركبه .. فو الله ما هي إلا كطرفة عين أو كحلم تنبهه تباشير الصباح لتجد نفسك مكبلا بذنوب لا تعد و لا تحصى و غائص ببحر من الدم الزكي الذي حرمه الله ...ثم أتظن بأنك بأقوالك الغامضة كأقوال هيئة المسلمين تبرئ نفسك .. إنك إن كنت تورّي تورية و تتقي في السياسة تقية للناس فلا يفوتنك العلم بأن الله لا يورّي عليه أحد و لا يتقيه أحد ..

ولو كنت صادق النية راغبا في حقن الدماء الطاهرة الزكية لأعلنت عن حل هذه العصابات و سلبتها شرعية حمل السلاح ليفتضح أمرها و يبين و لا تخدعن نفسك بأنك إن قمت بحله تحول إلى عصابات لا تسيطر عليها أنت و لا غيرك لأنها هي الآن محض عصابات للقتل و الإجرام ..

يا مقتدى الصدر إنني موتور و صاحب الدم و لا أعفيك من دم فلذة كبدي " علياء " و لا أبرئك من القصاص فإن عجزت عنه لأنك محاط بعصاباتك و حواشيك فإن لك يوم لا ينفعك فيه جيش و لا حاشية و عندي هناك سلطان عتيد من رب عادل منتقم من كل جبار عنيد ..

كفارتك عن دم علياء في هذه الدنيا دون الآخرة أن تدعو ببيان واضح و جلي عصاباتك في مدينتي الناصرية أن تكف عن إمطار أحياء المدينة التي كانت وادعة هادئة حتى في زمن الاحتلال الذي تدعون زورا و نفاقا بأنكم تحاربونه .. لقد كانت القوات الإيطالية تتحرج من ضرب مليشياتك إذا لاذت هذه الأخيرة بدافع الجبن بين بيوت الناس فلا يطلقون تجاهها سوى المفرقعات الصوتية أما أتباعك الآن فيستخدمون الكاتيوشا و الهاونات و هما سلاحان لو سألت أي عارف بالقضايا العسكرية لأجابك بأنهما سلاحان لا يستخدمهما في المدن سوى من عدم الضمير و الإحساس و يسعى لإلحاق الضرر بأكبر قدر من الناس .. تعلمنا ذلك في حرب إيران و كانت الكاتيوشا و الهاونات هدفها خلق خطوط للنار تعرق سير العدو و توقع به إصابات بين الأفراد أما ضربها للأهداف الثابتة فهو يحدث بمحض الصدفة .. لأن هذين السلاحين ليسا دقيقين على الإطلاق ..

و أخيرا أقول لك أمامك خياران لا ثالث لهما فإما الاستمرار بتشريع حمل السلاح الذي يقع فعله الأكثر على الأبرياء و عندها تكون فد حكمت على نفسك بالخلود في جهنم و بئس المهاد أو تقدم على حل جيشك أو عل الأقل نزع سلاحه لا سيما في المناطق الجنوبية التي كانت آمنة فلم يسلبها أمانها سوى زمرتك من القتلة و الساديين .. و لك ما اخترك و الشأن شأنك و لا حول ولا قوة إلا بالله

رحم الله كل مؤمن و مؤمنة أهدى سورة الفاتحة للمرحومة علياء أحمد .. و جزى الله خيرا كل من يسهم في نشر هذا الخبر في أي مكان مقروء أو مسموع أو مرئي ..

و حسبي الله و نعم الوكيل .. ولا حول و لا قوة الا بالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ


.. نتنياهو: شروط غانتس تعني هزيمة إسرائيل والتخلي عن الأسرى




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: 160 موقعًا أمميًا دمرته


.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في




.. مفوض الأونروا: 800 ألف من سكان رفح يعيشون في الطرقات.. ومناط