الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


............. مبالاة

فاديا سعد

2007 / 6 / 2
الادب والفن



صديقي:

بشقِّ النفس استطعت التركيز على أمر هذه الرسالة، يكاد دماغي ينفجر بسبب الصخب المتواصل للأصوات، واختلاط مصدرها.

في آخر رسالة كتبتها لي سألتني عن أحوالي، وهل ما زلت أمتلك الحماس اللازم لمهنة التعليم؟

لقد تسرب منه الكثير يا صاح، فقط هذه الرياضة، التي كنا نمارسها معاً أيام الشباب، مازلت أزاولها، فأمشي مسافة كيلو مترين، متخذاً قبلة المنطقة هدفاً.

ما عاد لدي الرغبة، أو القوة لتشجيع الجيل الجديد بمبارزات شعرية.

أريد العودة عن الجملة الأخيرة لو سمحت لي، إذ أعتقد أن مسألة التشجيع لا تخضع لمفهوم الرغبة فقط، بل بمصطلح المبالاة.

أتستغرب؟ نعم هو كذلك.. مبالاتي بالاخرين.

شيء وحيد يذكرني بتاريخي.. بولعي الساذج لأمر "المبالاة": حملي المدونة الشعرية، ودفتر الملاحظات التي أخطها عن الطلاب. ذاك ما بقي من حماس صاحبك، وأرجو ألا أستيقظ يوماً لتكون هذه -اللا مبالاة- قد امتدت إلى المدونة لتأكل جزئي الأخير.

هل حدثتك عن المبالاة بالآخرين؟ هذا الإحساس، الذي يغمرك من حيث لا تدري.. حرارة تملأ قلبك، تدفعك لترمي التحية عليهم.. تبش بصغار يلعبون.. تفرح لعاشقين مرا قربك، وتود أن تقدم لهما زنبقة.

إحساس يدفعك لتربّت على كتف أحدهم، يذرف دمعة، وتنهمر بالمساعدة لمكروب أصابه.. شعور يدعوك للوثوب نحوه وقت يحتاجك، أو تشاركه فرحة حصلت عنده.
إنه إحساس رائع بالفعل هذا الذي يدعى: "المبالاة"، وقد افتقدته مؤخراً.

كنت تقول لي:
"المستقبل للكيمياء والفيزياء" وأرد عليك:
"بل للشعر أيها الجاف"
وكنت تقول بثقة: سيكتشفون يوماً أن الحب تركيب كيميائي، وأن مشاعر الغرام مثيرات داخلية للشخص ذاته.. حينذاك سيضحكون من قيس وليلى وروميو وجولييت" بينما أنفخ في وجهك:
"كش.."

أعجب حقاً من تفسيرك للحب. كنت أستهجن سلوكك الخالي من اللطف، مع ذلك، كنت تحصل على الفتاة التي تريدها، وكنت متبجحاً، لا تهتم سوى بنفسك.

أنت ضربت بالمبالاة عرض الحائط:
"بلا بلد.. بلا بطيخ"
"بلا حب.. بلا بطيخ"

وتفلسف الأمر أكثر:
" اللا مبالاة خليط كيميائي آخر بحاجة إلى تفاعلات معينة كي تنتعش"

و المشكلة مع عقلك اللامبالي أنك تفوز.. في نهاية الأمر أنت فزت، وهذا يثير حفيظتي إلى حد:
" الخلل إما بي أو بالناس أو.. أكفر!!"

ذكرتني أن أسألك: ألم تعلمك الغربة درساً ما؟ ألا تحن ولو قليلاً لتمارس فكرة المبالاة؟ أما زلت تؤمن، ولو قليلاً بما كنت تفعله؟
أنتظر ردك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب