الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البائسون!!

نوري المرادي

2003 / 9 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


فهذا هو الانتصار الكِبير، فما هو الانتصار الصغير إذاً؟!

 

تناقلت الفضائيات النبأ الخطير، أو ما عكسته وكأنه النبأ الأخطر على الساحة السياسية الدولية، والذي أفاد بأن مؤتمر وزراء الخارجية العرب وافق على أن يجلس هوش يار في كرسي العراق الفارغ مؤقتا.

وقبل سفر هوش إلى القاهرة، سربت الصحافة المواليه لهوش وبول وبوش، ما معناه أن لا أهمية ترجى من المجلس، وأن كل الزعماء العرب معادون للقضية العراقية،، وما إلى ذلك مما يصب في خانة التكبر استباقا للرفض المحتمل من الجامعة العربية لتمثيل هوش لدولة العراق فيها. لكن، وما أن صدر القرار حتى تتابعت التعليقات والتي أهمها من مراسل فضائية الجزيرة قال فيه: (( إن قرار الجامعة العربية يعد ضربة قاصمة للمقاومة العراقية )) وحاول أن يستشهد محللين سياسيين على ما يقول فرفضا. ويبدو أن مجلس الإمعات هو الآخر قنع بأن هذا القرار هو نصر كبير له.

ولو عدنا إلى نص القرار لوجدناه: (( أن مجلس الجامعة قرر الموافقة على طلب مجلس الحكم الانتقالي في العراق على أن يشغل ممثلو الحكومة الانتقالية مقعد العراق بصفة انتقالية ومؤقتة في جامعة الدول العربية وذلك على أساس التحرك نحو صياغة دستور وإجراء انتخابات حرة ليتم تشكيل حكومة عراقية ذات سيادة معترف بها دوليا ))

وحتى لو تركنا المشروطية الواضحة في هذا القرار، وتركنا جانبا كونه قبولا مؤقتا وحسب، وأن قرارات الجامعة العربية (زي قلتها) بدليل قراراتها عن انتفاضة الأقصى ومبادرة ولي العهد ومشروع فهد ومشروع إسراطين وما إلى ذلك،، لو تركنا كل هذه الحيثيات الفائقة الأهمية جانبا وتسائلنا: ما أهمية هكذا قرار وما تأثيره على الوضع السياسي في العراق؟!

هل سيعيد الأمان إلى العراقيين؟

هل سيعيد الأرواح التي ذهبت تحت قنابل الغزاة؟

هل سيعيد المخطوفات المباعات في سوق النخاسة الأمريكية؟

هل سيعمر ما دمرته يد المحتلين؟

هل سيخفف من عزلة مجلس الإمعات داخليا؟

هل يستطيع تسويق الوجوه العملية التي ناصرت المحتلين على بلدها؟

الجواب محال!

محال لأن علة القضية العراقية ليس في تسويق الوجوه ولا بالطلاء ولا بتحيات صداقة ومواساة من هذا وذاك. قضية العراق بالاحتلال أولا، وبالدمار الهائل الذي وقع على الشعب العراقي ثانيا وبالنهب المحتوم لموارد العراق لو تسنى من قبل المحل الذي لن يترك العراق إلا وهو أرض جرداء يعود أهلها الى الحالة البهيمة. ومن لا يصدق النهب فليعلم أن تكاليف الاحتلال بلغت حتى اليوم: 120 مليارد دولار بدأت بها الحرب + 81 مليارد دولار إضافية في شهر مايو الماضي + 87 مليارد دلار طلبها بوش من الكونجرس يوم أمس الأول = 288 مليارد دولار. والرقم مرشح لأن يصل الى 500 مليارد دولار حتى نهاية العام القادم فقط. وهذا الرقم وفوائده غير قابل للسداد ما لم ينهب المحتل كل النفط وكل المدخرات وكل ذهب العتبات المقدسة.

هذا من جانب، ومن جانب آخر فلعب من قبيل تلميع الوجوه والتطبيل لتمثيل ما، هذه اللعب ما كانت يوما عاملا في السياسة مطلقا. فقد حدثت انقلابات عسكرية دونما نظر لكون المنقلب عليه جميل الطلعة أو قبيحها، ودونما اعتبار لكراسيه العديدة في مجلس الأمن والأوبك والجامعة والمؤتمر الإسلامي ،،، الخ.

من هنا، فالانتصار المفخم لمقعد في الجامعة، هو حقا انتصار كِبير الدومنو!* والتطبيل له والتهويل لا يدل إلى على حالة البؤس العميقة التي يعيشها مجلس الإمعات بحيث يتعلق بسفاهات كتمثيل مؤقت في مجلس ثانوي في جامعة لا تحل ولا تربط.

طبعا، لم نتناول تأثير قرار الجامعة أعلاه على سير العمليات القتالية وروح المقاومة المسلحة العراقية. لم نتناوله لأنه غير موجود.

أو هو تأثير ترفيهي وحسب، حيث سيضحك المقاومون الأبطال من أعماق قلوبهم عليه!

 

* الكِبير في العامية العراقية هو صول الهبّيك في أحجار الدومينو

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا