الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية حزبنا الشيوعي للتطور والصراع

الحزب الشيوعي الاسرائيلي

2003 / 9 / 10
القضية الفلسطينية



محاضرة النائب عصام مخّول في عمّان
في مساء يوم الثلاثاء 26/8/2003 استضاف الحزب الشيوعي الاردني الرفيق عصام مخّول، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي حيث تحدّث عن مجموعة واسعة من القضايا التي تتعلق بالاوضاع في داخل اسرائيل ورؤية الحزب للصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي وحول القضايا الملتهبة في المنطقة. ونقتبس من هذا الحديث الطويل بعض القضايا ذات الاهمية الخاصة.
* الفكر الماركسي
من خلال رؤيتنا، فإن المرحلة التي كان فيها الفكر الماركسي والرؤية الطبقية في مرحلة تراجع او دفاع عن النفس يجب ان تتوقف، لأن هذا الفكر وحده هو القادر على تفسير ما يجري امامنا في هذه المرحلة وان كل البدائل التي طرحت من الادراج المختلفة في مختلف البلدان، لتكون بديلاً لفكر الشيوعيين وتحليلهم، هي التي تعاني الآن من المأزق، وان احزابنا مطالبة الآن ان تفسر الظواهر وتعطي الاجوبة المنتظرة. ان قراءتنا هي القادرة على التجاوب مع طموحات الشعوب العربية ومع الطموح في تحقيق السلام الحقيقي والعادل في المنطقة.

وبالرغم من معرفتنا من ان الشيوعيين يمرون حاليًا في ظروف قاسية وحالات من الجزر احيانًا وفي بعض الاماكن، ولكن عندما تكون هناك هجمة امبريالية من اجل اعادة صياغة العالم، فمن يستطيع ان يطرح تفسيرًا كاملا ورؤية بديلة شاملة غير الذين يستندون الى الفكر الماركسي. نحن نرى ان العدوان الامريكي لا يستهدف صدام حسين او العراق فقط، ولكنه يستهدف العالم بأسره، وهو يتكئ على الذرائع التي وفرها النظام الديكتاتوري في العراق.
* الولايات المتحدة عدوة شعوبنا الرئيسية
الولايات المتحدة لا تفوّت اي فرصة دون ان تستغلها من اجل تحويل العالم الى عالم يخضع بكليته للامبريالية الامريكية. وهذا التوجه يشكل الخطر الاكبر المحدق بشعوب المنطقة. ولذلك فإن الحرب على الارهاب ليست حرب الدمقراطية على الارهاب كما تدعي واشنطن بل هي حرب ارهابية على الدمقراطية في كل العالم. حيث تحاول الولايات المتحدة جعل مصالحها العامل الحاسم في التعامل مع العالم. وتلجأ لاستخدام كل شيء لبلوغ هذه الاهداف بما في ذلك تسخير حقوق الانسان، اي انها تحاول ان تعيد صياغة العالم على مقاس مصالحها الاستراتيجية. وفي هذا السياق يحدث ما يحدث لنا حاليا. ولكن علينا رؤية مختلف التناقضات المحلية التناقضات حول الدمقراطية في المنطقة وتناقضنا جميعًا الاول والاهم التناقض مع الامبريالية الامريكية والمنطلقة من عقالها.

وفي هذا السياق جاءت محاولة واشنطن لفرض تسوية باسم خارطة الطريق. وانا اقول انهم يملكون الخارطة ويجب ان نملك نحن الطريق. واشنطن فرضت برنامج خارطة الطريق ليس كحاجة فلسطينية اسرائيلية كما يعتقد البعض، بل فرضتها بسبب حاجتها لذلك وخاصة بعد حربها على العراق، انها بحاجة الى تهدئة تسمح لها بتمرير مخططاتها حيث تكون الحرب على العراق بداية لبناء شرق اوسط تكون خيراته تحت تصرفها في ظل الهيمنة الامريكية. والحديث عن منطقة تجارة حرة مفتوحة، وستكون هذه المنطقة لمصلحة الاحتكارات الامريكية لمصلحة القادرين ولن تكون لمصلحة الشعب العربي او الشعب الاسرائيلي. ولذلك واشنطن بحاجة الى تهدئة بعد ان انكشف تورطها في العراق. يجب ان نتعامل مع خارطة الطريق ومع العملية السياسية المرتبطة بها على انها مطلب امريكي. ولكن هل علينا ان نحارب ذلك؟ طبعًا لا. علينا ان نستغل الموقف ونضغط باتجاه الاقتراب من حقوقنا ولكن دون اوهام!! ان قبول السلطة الفلسطينية لخارطة الطريق حسب فهمنا هو للدفاع عن الحق الفلسطيني ولكن دون التفريط او التراجع عن محددات معينة. نحن معنيون بوقف العدوان اليومي والمتواصل ضد الشعب الفلسطيني ونحن معنيون بانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلية من الاراضي المحتلة. في حين ان العدوان الاسرائيلي الهمجي المستمر يريد ان يحفر في ذهن كل طفل فلسطيني انه لا يمكن ان يحقق اي شيء عبر المقاومة. لذلك نحن معنيون بكسر عدم التوقف عن العدوان الذي يغرقنا في بحر من الدماء، نحن معنيون بإزالة الحواجز بين المدن في الضفة والقطاع وانهاء الحصار والاجتياح والعودة الى العملية السياسية.
* اسرائيل ليست معنية بأية تسوية
اسرائيل ليست معنية بأية تسوية سياسيًا، لأن من شأن التسوية السياسية تحطيم ايديولوجيتها. ولذلك فإن الهدف التاريخي للحكومة الاسرائيلية هو منع الوصول الى حل سياسي والعودة دائمًا الى الخانة الامنية، لانها بذلك تخرج القضية من سياق الحقوق المشروعة وفق متطلبات القرارات الدولية، والمعركة تدور حاليًا بين قوتين، قوة تريد ايجاد تسوية سياسية وقوة تريد حلا عسكريًا. واسرائيل تتمسك بالحل العسكري والذي يعني القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني، او كما تصور الوضع القضاء على اسرائيل. ولكن التطورات خلال العقد الماضي ومطلع القرن الحالي اثبتت سقوط الخيار العسكري، او الحل العسكري كما تريده قوى الرفض الاسرائيلية المتعصبة، القوى المتربعة على الحكم في اسرائيل، القوى المعادية للتسوية السياسية، تريد في مواجهتها قوى فلسطينية تدعو الى الحرب، لأن مثل هذا الوضع يجعل غلاة التوسع الليكوديين ومن على يمينهم والمستوطنين مفهومين اكثر على الصعيد العالمي. مما يبيح لهم استخدام القوة العسكرية وهي مظهر تفوقهم. وحكام تل ابيب يضعون شروطًا لموقفهم "الكاذب من التسوية" ولكن شروطهم هذه تستهدف على اقل تقدير قيام احتراب فلسطيني فلسطيني او ان تتحول السلطة الفلسطينية الى مقاول امني ضد الشعب الفلسطيني ولكن السلطة الفلسطينية عندما قبلت خارطة الطريق فإنها تحاول نقل الكرة الى الملعب الاسرائيلي، وهي تناور بكل قواها لكي لا تقع في مطب الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني. ولذلك يجب ان تفهم بعض القوى الفلسطينية عندما تقوم بأية عملية تعيد القضية الى الخانة الامنية، انها بذلك تخدم رغبات الصهاينة المتشددين، لان شارون وعصابته يعملون بمختلف الوسائل لاستدراج الفلسطينيين دائمًا الى الخانة الامنية بما يخرج اسرائيل من الزاوية التي تحشر فيها امام العالم بالنسبة لدفع مستحقات خارطة الطريق.

علينا ان نبذل جهودًا لتغيير موقف غالبية الشعب الاسرائيلي. ان 60% منهم يفتشون عن مخرج من المأزق الذي يعيشون فيه، وان 60% يوافقون على قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة.

لقد كلف العدوان على الشعب الفلسطيني منذ عام 2000 اسرائيل ما يتراوح بين 15 - 16 مليار دولار وان الذين يجوّعون 3,5 مليون فلسطيني قد ساهموا في تجويع 1,5 مليون اسرائيلي تطحنهم الازمة الاقتصادية وان لاضطهاد الشعب الفلسطيني ثمنًا قاسيًا يدفعه الشعب الاسرائيلي كذلك.

نحن في نضالنا ضد العدوان والاحتلال نربط ما بين الاجتماعي والسياسي، ونحاول التأثير على الرأي العام الاسرائيلي.


نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة