الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن أطفال العراق الى انظار اليونيسيف

ناهده محمد علي

2007 / 6 / 2
حقوق الاطفال والشبيبة


لقد عاش الكثير من الأطفال العراقيين بمستوى هو دون خط الفقر , والكثير منــــهم قد عاش الفقر الغذائي والمادي , فلم يتذوق الكثـــــير من اطفال العـراق منذ زمن بعيد الغذاء
الجيد والأطعمة التي تزخر بها الدول المرفهة , ورغم أننا إذا قسنا مستوى الرفاهية
بمستوى الثروات سـيكون العراق من أوائل الدول المرفهة , ولكن وللأسف العكـــــس صحيح .
إن الطفل العراقي قد عاش الحرمان الثقافي مع الغذائي ولزمن طويل , وحرم هذا الطفل
من التعـليم الإبتدائي كما عاش ايضاً في مستوى صحي متدني بسبب كثرة الأمـراض
, والحــــــد الأدنى للغـذاء وقلّــــة ( الفاكسين ) , مع كثرة المكروبات وتلوث الهواء والمــــاء
وتتعاقـب الحكومات لكـن الكثير من الأطفال بقوا محرومين من أبسط مقومات الطفولة
السعيدة , وها نحن نرى ونسمع عن فئة من الأطفال في العراق بعد أن تدنى المســتوى
الغذائي والصحي والتعـليمي تسمى بـ ( أطفال المزابل ) , تعيش وتقتات على المزابـــــل
وربما تلبـس وتحتذي أيضاً بما تجده فيها , وكنا نرى نحن الفئات المحظوظة نسبياً
والمرفهة نوعياً في القنوات الفضائية اطفال العالم الفقير مثل الفيليبين , تايلاند , وبعض
أجزاء من أمريكا اللاتينية واطفال الهند وحتى مصر كيف أنهم يعيشون ويموتون فوق
المزابل وبسببها , ونشعر بحزن شديد لأنه جاء اليوم الذي نرى فيه ونسمع عن اطفال
المزابل في العراق , اقول هذا وأتذكر لعبتي المفضلة في طفولتي والتي هي اللعب
بطين الأرض وخاصة على نهر دجلة حيث الطين لزج وبارد لأصنع منه دُمى يجرفها
النهر بعد حين , ومن منا لم يجذبه طين الأرض وخاصة في الأيام الموحلة , ولم يكن
هناك فرق بين لابس لقميص قديم أو جديد , وكلنا فوق العراق اطفاله المدللون , والذي
نفذت ذخيرة بيته من الطعام كان سيجد دائماً في التمر والخبز الحار الشهي طعامه
والكل كان يركض تحت شمس العراق الحارقة ويرتوي من ماء دجلة العذب النقي , أما
الأن فلا النخل عاد يشبع بطون الجوعى , ولا ماء دجلة بقيّ عذباً زلالا , وكيف لا وهو
مُمتلئ بالجثث والقاذورات , واصبحت مياه المجاري تُضَخ فيه ويشم الناس رائحـــة
القذارة تنبعث من صنبور الماء , فلا نخل العراق اصبح يُشبع الجوعى حيث لا نخل
ولا ماء دجلة يروي العطشى , لكم الله ياأطفال العراق , تعالوا واُنظروا الى مايتمتع
به اطفال العالم من إهتمام ورعاية صحية , ولكن رغم كل الشعارات والرايات التي
رُفعت لم يتمتع الطفل العراقي يوماً بألحد الأدنى من الكفاية , وظلت عيناه دامعتان
تنظران الى ما ينتجه العالم من اطعمة الأطفال الشهية , ويبقى جيب الطفل العراقي
خالياً حتى من عيديّة العيد , ورغم كل هذا يبقى الطين العراقي هو ما يحمله أي
طفل عراقي في جيبه الى حين مماته , وهو ما حملناه معنا نحن المغتربون من
أقصى الأرض الى أدناها رغم إختلاف مستويات حياتنا , إلا أن أظافرنا إمتلأت
بالطيـــــــــــــــــــن العراقـــــــــــــــي إلى اليوم الأخير لحياتنا .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م