الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام المجلسين

إبراهيم راشد عبد الحميد

2007 / 6 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا أدري لماذا يميل عدد كبير من المشرعين الدستوريين في بلادنا إلى اتباع نظام المجلس الواحد برلمانيا؟!
ميل ربما يفسّره حب تركيز السلطة أو حصرها بجهة واحدة وهو ما ثبت أنه لا يناسب الوضع العراقي ,
إن توزيع السلطات وتدرجها له منافعه في كبح جماح النزعة الفردية والدكتاتورية
والأصل هو أن السدة الرئاسيّة تقابل البرلمان في جدلية السلطة ،وأن هذه الجدلية مردها إلى درجة الوعي الإجتماعي وقدرة الجمهور على تولي مسؤولياته في مقابل الأصل المتركز في الرمز السيادي سواء في النظام الملكي أم الجمهوري الرئاسي
ولذلك نشا في النظام الملكي باعتباره أقدم من الناحية التاريخية تشكيل مجلس للشيوخ أو الأعيان أو ما يسمى باللوردات لكي يقابل مجلس الشعب الذي يعرف بمجلس النواب
وهذه الجدلية تتغير كلما ثبت أن الوعي الإجتماعي والسياسي للبلاد والجمهور في تقدم حيث تتوسع صلاحيات مجلس النواب وتتقلص بالمقابل صلاحيات مجلس الأعيان بحسب انتقالة دستورية محسوبة تقوم على أساس حركة دستورية محددة وهكذا أما أن ينشا منذ البداية برلمان ذو مجلس واحد أي أن يعتمد على النواب حسب وتكون الجدلية الأساسية للحكم قد اختفت أو توقفت
إن مجلس الأعيان أو الشيوخ لا يمثل أتباع السدة الملكية أو الرئاسيّة إنما يمثلون النخبة العالية من أرباب الفكر والحكمة والذين يتمتعون يدراية وخبرة ومنزلة اجتماعية ليقابلوا الذين يمثلون شرائح الشعب الأخرى
وهذا من شأنه أن يتيح توازنا في إدارة البلاد بين أهل الخبرة والحكمة وبين ممثلي عموم فئات الشعب الأخرى
وكلماتقدم البلد وترسخت القيم الديمقراطيّة شيئا فشيئا توسّعت الدعوة إلى تخفف مجلس الأعيان أو الشيوخ من بعض الصلاحيات وإلى توسيع صلاحيات مجلس النواب
ولكن يتضح من مجمل الأحداث التي مرّت علينا أن اتباع نظام المجلس الواحد قد أتاح ظهور مجلس نواب تندر فيه الخبرة أو الحكمة وبعضهم للأسف كان أداؤه بائسا وهذا مايفسّر الحاجة إلى مجلس للشيوخ من أجل قيام جدلية تفرمل الأداء السيء حتى تنضج التجربة الديمقراطيّة ،وقد كان أن ظهرت منذ تأسيس مجلس النواب دعوات تشكو من بروز مجلس يحتوي في عدد كبير منه على عناصر أفقر ما تكون إلى الحكمة والخبرة السياسية وأبرز دعوة ظهرت كانت دعوة السيد رئيس إقليم كردستان الرئيس مسعود البارزاني حيث اقترح تأسيس مجلس لأهل الحل والعقد وأنا أعتبر هذه أول دعوة صريحة لتأسيس مجلس آخر وأول إشارة إلى الحاجة إلى مجلس للشيوخ أو الأعيان
إن إغفال هذا الأمر كان له شأن كبير في أن تتكبد البلاد الكثير من التكاليف بالأرواح والأموال وأن يطول أمد النزاعات والخلافات السياسية والبرلمانيّة وأن يطول أمد الفوضى
وحيث ما زالت الأمور الدستوريّة تحت الدراسة وقابلية إجراء بعض التعديلات ممكنة فإنني أضع هذا الأمر تحت أيدي وأنظار من يقومون باقتراح التعديلات للنظر في هذا الإقتراح لأهميته الواقعيّة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز