الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن حقا نهتم بالسياحة كرافد من روافد الدخل القومى؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يبلغ عدد الدول الصناعية الكبرى ثمانى دول هى أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان. وقد يعتقد البعض أن هذه الدول الغنية تعتمد فقط على الصناعة كمصدر رئيسى للدخل القومى. ولكن ما يدعو إلى الدهشة هو أن معظم هذه الدول تعول على السياحة كأحد الروافد الأساسية للدخل القومى. بالنظر إلى الإحصائية التى جاءت فى موقع خرائط العالم فإن معظم هذه الدول تأتى فى قائمة الدول العشر الأعلى دخلا فى مجال السياحة حيث تأتى أمريكا فى المرتبة الأولى (72 مليار و300 مليون دولار) ثم فرنسا (29 مليار و600 مليون دولار) وإيطاليا (25 مليار و900 مليون دولار) وألمانيا (17 مليار و200 مليون دولار) وبريطانيا (15 مليار و900 مليون دولار) وكندا (10 مليار و700 مليون دولار). وبالطبع هناك دول خارج مجموعة الثمانية تحقق دخلا كبيرا فى مجال السياحة: منها أسبانيا (32 مليار و900 مليون دولار) والصين (17 مليار و800 مليون دولار) واستراليا (12 مليار دولار) واليونان (9 مليار و200 مليون دولار) ومن الواضح أنه لا توجد ثمة علاقة بين الدول التى تحقق دخلا أكبر وبين عدد السياح الذين يأتون لزيارتها: فبالرغم من أن فرنسا من اكبر الدول جذبا للسياحة حيث زارها 76 مليون سائح فى عام 2005 تليها أسبانيا 55 مليون وأمريكا 50 مليون والصين 47 مليون وإيطاليا 37 مليون إلا أن أمريكا تحقق دخلا أكبر من فرنسا التى تحتل المرتبة الثالثة بين الدول التى تحقق أرباحا فى مجال السياحة. ولا اعتقد أن الصدفة تلعب دورا فى تفوق هذه الدول فى مجال السياحة ولا أتصور أن كثرة المعالم التاريخية تساهم فى تدفق السياح إلى هذه البلاد. فأمريكا التى تحصل على أكبر دخل فى مجال السياحة تعد من أحدث دول العالم حيث لم تظهر على حيز الوجود إلا فى الرابع من يونيو عام 1776م. والسؤال: لماذا تفوقت هذه الدول وحققت مكاسب ضخمة فى مجال السياحة؟

من المعروف أن معظم هذه الدول لها معالم سياحية متميزة تساهم فى جذب السياح. لقد قامت مؤسسة فوربس العالمية بإجراء حصر لأهم المعالم السياحية فى العالم وعددها 50 وقد اعتمدت المؤسسة على الإحصائيات الرسمية لعدد الزائرين والمعتمدة من الجهات السياحية وقد تم استبعاد الزيارات الدينية كالحج إلى مكة فى المملكة العربية السعودية أو معبد سينسوجى فى اليابان والتى يزورها حوالى 30 مليون زائر. أشار التقرير إلى أن ثلاثة معالم سياحية أمريكية باتت تحتل المراكز الثلاثة الأولى من مجموع المعالم السياحية حيث يتقدمها ميدان التايمز بمدينة نيويورك (35 مليون زائر) ويأتى ميدان الطرف الأغر فى لندن فى المرتبة الرابعة (15 مليون زائر). والغريب أن تأتى معالم تاريخية كتاج محل فى المرتبة الأخيرة (رقم 50) حيث يزورها 2.4 مليون فقط وأهرامات الجيزة التى تحتل مركز رقم 47 فى القائمة العالمية ولا يزورها سوى ثلاثة مليون سائح فقط. وما يدعو للحزن والأسى هو أن الأهرامات التى شيدت منذ 4500 عام يتفوق عليها أحد المعاقل السياحية الحديثة هى "عين لندن" التى شيدت عام 1995م والتى يزورها 3.5 مليون سائح سنويا. وهناك ثمة علاقة بين عدد المعالم السياحية المتميزة فى بلد ما وبين عدد السياح الذين يفدون إليها. فأمريكا التى يزورها 50 مليون سائح تتربع عرش القائمة حيث لديها 19 من المعالم السياحية التى جاءت فى القائمة. والغريب أن بريطانيا وفرنسا الغريمتان التاريخيتان تتساويان فى عدد المعالم السياحية حيث لدى كل منهما سبعة معالم سياحية وتليهما الصين (4 معالم سياحية) ثم إيطاليا (3 معالم سياحية) أما روسيا ومصر فلدى كل منهما معلم سياحى واحد فقط.

ومن الواضح أن الدول المتقدمة التى لديها تكنولوجيا حديثة لا تعتمد فقط على المعالم الأثرية التاريخية كعنصر جذب سياحى. فكما أوضحنا من قبل فإن المنشأة السياحية المعروفة بعين لندن يتعدى زوارها عدد زوار تاج محل وأهرامات الجيزة. لا شك أن هناك عوامل أخرى تساعد على الجذب السياحى، فهذه الدول المتقدمة لا تتوانى فى إنفاق الكثير من الأموال المتوفرة لديها فى دعم معالمها السياحية وجعلها أكثر جاذبية وتعمل على توفير الأمن والأمان وكافة سبل الراحة لزوارها من خلال الاهتمام بشبكة المواصلات والقضاء على استغلال سائقى سيارات الأجرة فى المدن ومضايقات أفواج الصبية المتسولين وكل ما يسئ لصورة بلادهم ومن المعروف أن السياح الذين يغادرون بلادنا ربما ينسون المعالم التى زاروها ويتذكرون جيدا أية معاملة سيئة تعرضوا لها أو مشاهد غير طيبة وقعت عليها أعينهم. وكلنا يتذكر السياح الذين سجلوا بكاميراتهم صور الكلاب الضالة الميتة والملقاة بالقرب من أهرامات الجيزة، فهذه الأهرامات لم تستطع صرف نظر السياح عن هذه المشاهد المسيئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سنوات من القطيعة.. اجتماع سوري تركي مرتقب في بغداد| #غرف


.. إيران تهدد بتدمير إسرائيل.. وتل أبيب تتوعد طهران بسلاح -يوم




.. وفاة طفل متأثرا بسوء التغذية ووصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى


.. مدرسة متنقلة في غزة.. مبادرة لمقاومة الاحتلال عبر التعلم




.. شهداء وجرحى بينهم أطفال في استهداف الاحتلال مجموعة من المواط