الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وردٌ أحمر ساذج... كثير الإستعمال !

ابراهيم جابر ابراهيم

2007 / 6 / 5
الادب والفن


لم يُحافظ على أرستقراطية اللون، تلك الكانت سائدةً أواخر الستينات !
صار يجلس الآن كأي واحدٍ من الأقرباء بسيط الهندام في "غرفة الضيوف " عند سيدات " الطبقة الوسطى" !
أو مَرميّاً بإهمال، ناشفاً، ذابلَ اللون والقسمات على الكرسي الخلفي في سيارةِ عاشقٍ متورطٍ بأكثر من علاقة!

* * *

يحمله " التُجّار" الذين لم يستمعوا يوماً لأي أغنيةٍ عاطفية، يتبادلونه عند الفوز بـ "المناقصة" أو انتهاء "المزاد" ، ثم يتركونه في الممرّ لتسرقه " السكرتيرة " وتعلن للصديقات أنه من عاشقٍ مجهول لم يبعث بإسمه!
تنحني قامته وتذبل ... تسارع الممرضة إلى غمره بالماء، تتحسّن صحته قليلاً و... تذبل . إنه هنا؛ في جناحٍ خاص ، في مستشفى خاص ، يجلس كالخادمة الآسيوية عند رأس السيدة المنهكة من عملية " شفط الدهون"، جاء به الزوج ثم فرّ متخففاً من الإحساس الثقيل بالواجب !
* * *
تضعه الرفيقة " امينة السرّ " على الطاولة قبل اجتماع الرفاق " اعضاء المكتب السياسي" فيزيحه الرفيق "الأمين العام" لتصل يده إلى صحن الكعك، فتتلقفه يد " الرفيقة العانس " ويلُمّه عن الطاولة آخر النهار الرفيق "عامل التنظيفات " !
* * *

يجرُّه عاشقٌ قليل التجربة الى لقاءٍ لم يُرتَّب له جيداً، سيتركانه حتماً على الطاولة إن هما ذهبا إلى السرير ، وسيتركانه أيضاً إن إنصرفا غاضبين يُخطّطان (كل واحدٍ منهما) لـ "علاقةٍ أنضج " !

* * *

يهرع هذا الصباح إلى جنازة "الكولونيل المتقاعد"، يتقدم الصفوف على أكفّ جنود الفرقة الحزينة, .. للورد صار الآن رتبةٌ وعليه إحترام "الضباط الكبار"!
يجلس عند أقدام المشيعين ، ليخطفه بعد انفراط الجنازة طفلٌ يتحيّن اللحظة منذ الصباح، يبيعه على "الإشارة الضوئية"، ويحتفظ في جيبه مزهواً بالبطاقة الموقعة باسم "قائد الجيش " !
* * *
يتبادله الشُبّان في "عيد الحب الأجنبي"، وتُجفّفه "طالبة المدرسة الثانوية" في "كتاب العلوم" .. تكتشفه يد "الأم" التي تتجسس على ابنتها فتقتنع أنه صار ضرورياً أن لا تخرج البنت وحدها ليلاً... أو وحدها نهاراً، أو وحدها في جميع الأحوال!
* * *
يتوسطُ الطاولة أمام شاعر مبتدىء، يُحدّق فيه باستلهامٍ مُفتعل ويكتب: ( نخبئه في ثنايا القمصان، ونعلقه على زوايا الشبابيك ، له الأسماء
الحسنى: فلٌ .. حبقٌ.. قرنفلٌ.. ياسمين، وإنْ تعدّوا أنفاس الوالهين لا تحصوها.
وإنك لا تهدي الورد من تشاء؛ إن للورد وَقْعَ خُطاه, يغذُّها حيث يأنس المهتدين والأتقياء!
فعليه السلام: يوم يورق، ويوم يُقطف ، ويوم يُبعث عِطرا) !
* * *
زوجة الشهيد تُرتّب ملابسه المموّهة كل يوم، تستعيد ضحكته الأخيرة، وقُبلته الأخيرة، وتضحك من حماقته الأخيرة حين لم ينجم موته سوى عن باقة وردٍ أحمر جاءت لـ "بيت العزاء" ممهورة بتوقيع "رئيس اللجنة التنفيذية"!
صارت الأرملتان (زوجة الشهيد وباقة الورد) صديقتان تترحّمان على سنوات "الموت الثمين "!
* * *
بأصابع مدرّبةٍ، وبلا أي إهتمام، كان "البُستانيُّ " يُشذّب أطراف الأشجار، ويُرتّب شأن الورد، ... لكن ابنته المراهقة كانت تستمتع بغسيل "أفرهول الشُغل" ، تلعب بالماء المتعطر مصادفةً... وتُلقّط عن "وجه الغَسّالة " أزرار النُوّار!
* * *
في غرفة الأوتيل المطلّ على الصخر أطفأ الزوجان الأنوار وناما، لم يلحظ كلاهما خلال أسبوع من "النشاط العاطفي" تلا حفل زواجٍ صاخب أن في الغرفة ورداً إلاّ حين اضطّرا للبحث عن آنيةٍ لوضع "معجون الحلاقة وفراشي الأسنان" فقذفا بالورد في سلّةٍ معدنية تحت المغسلة.

* * *
قالت العاشقة الخائبة: هذه المرّة أيضاً لم يحمل لي معه ورداً ،...ولو من ذلك النوع المجفّف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول


.. إخلاء سبيل الفنان المصري عباس أبو الحسن بكفالة مالية بعد دهس




.. إعلان آيس كريم يورط نانسي عجرم مع الفنان فريد الأطرش


.. ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الفنان السعودي سعد خضر لـ صباح العربية: الصور المنتشرة في ال