الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاجئة فلسطينية... وما العيب !!

محمد أبوعبيد

2007 / 6 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


هل التاريخ هو الذي لا ينصف؟! أم هم المؤثرون فيه, المحركون لعجلته شطر الوجهة التي يريدون؟! هل اللغة بمصطلحاتها وألفاظها هي التي تجور؟! أم هم الذين يُفصِّلون من اللفظة أو المصطلح ملابس على قياس ملابسات الحدث وسياقه, وإن جافى ذلك المشاعر الإنسانية, مضافة ً إليها الحقوق والحقائق الوطنية؟!


"لاجئ", هي اللفظة التي لا تشاء أن تسلك سبيلا نحو الأفئدة ولا ترغب في أن يكون لها متسع في القلوب ولا الوجدان، لكن قُيِّضَ لهذه اللفظة المكروهة من "اسم فاعلها" أن تلتصق بهؤلاء الذين شِيءَ لهم أن يكونوها بفعل سياق الحدث المحتكم لعنصر القوة والتخطيط السياسي والاستراتيجي. الآن وقد أُسقطت لفظة "لاجئ" على ملايين البشر, فهل ستظل الإبرة التي تَخِزُهم؟! ( بفتح التاء وكسر الخاء وضم الزاي ).
أحاديث شخصية, وملامسة عن قرب يتضح من خلالها أن بعض الفلسطينيين يحاولون إخفاء هذه الصفة عنهم. والمُلامس أكثر يرى أن بعض الإناث من الفلسطينيات هن الأشد تحفظاً على "اللفظة" والأكثر شعوراً بلسعتها. لا ريب في أن مفعول "لاجئ" يزداد إيلاما وفقا للطريقة التي توَظّف بها والسياق الذي تأتي فيه. ليس من المبالغة القول إن أفراداً عرباً قليلين يجدون في اللفظة شتيمة يستأسدون بها, علما أننا كعرب مبدعون في خلق مفردات الشتيمة, وما أكثرها, فلماذا صنفت "لاجئ" ضمن هذه المفردات!! الأصل, طبعاً, أن يكون قاموسنا المستخدَم خاليا من أية مفردة لها دلالات الشتيمة حتى وإن لم تكن لها في الأساس تلك الدلالة إنما حُمِّلتْ إياها وفقا لمشيئة البعض.
في دول الخليج, ثمة فتيات فلسطينيات هن أكثر من ميسورات الحال، تُعرَف أوضاعهن المادية من السيارات التي يمتلكن, ومن الملبس الذي يرتدين, وربما الجامعات التي فيها تخرجن، وفي نظرهن أن اللفظة الكريهة "لاجئ" معيبة بحقهن, وأن وثيقة السفر التي يحملنها والصادرة من هذه الدولة أو تلك أمر يجب إخفاؤه. قد يتفق المرء معهن حول هذا الشعور إذا ما أُخذ في الاعتبار السياق الذي تأتي فيه "لاجئ ووثيقة سفر", وهو السياق الذي تغبرُّ بفعله المشاعر الشخصية ويتعكر صفو الحياة.
رُبَّ كثير لا يعلم مدى الإجحاف الذي يلحق بمن قُدِر لهم أن يكونوا لاجئين وحاملي وثائق سفر من الفلسطينيين! في كثير من الأحيان لا يمنحون تأشيرات دخول لدول بغرض السياحة, ومنها دول عربية، والأدهى والأمرّ هو العراقيل التي يواجهونها من الدولة نفسها التي أصدرت وثيقة السفر إذا ما أرادوا العودة إليها.
قد يتضامن المرء مع تلك الفتاة وهي تدخل قنصلية دولة من الدول التي تصدر وثائق السفر للفلسطينيين وتجد نفسها في مربع صغير كتب عليه "قسم اللاجئين الفلسطينيين". لا أحد يود أن يكون بطل هذا المشهد، لكنه هو القدر .
أيتها الفلسطينية... فخرك في علمك, وطريقة عيشك, وقضيتك.. لا يعيبنّك "لاجئة ولا وثيقة سفر", حتى لو لم تتخطي حدود الدولة التي تستضيفك. النداء للذكور أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو