الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحمى العمال

صلاح الأنصارى

2007 / 6 / 4
الحركة العمالية والنقابية


تكررت فى الاونة الاخيرةأضرابات العمال فى عدد من المصانع فى مصر وخاصة مصانع الغزل والنسيج ,وكان الانطباع الغالب والخاطىء-أن هذه الاضرابات مجرد حوادث متفرقة لا رابط بينها سواء من حيث توقيتها او طبيهة النشاط الصناعى -كما انها بدت متفرقة فى بواعثها وفى المطالب التى تحركت من أجل تحقيقها

ولكن تكررت هذه الاضرابت على مدى عشرين سنة مضت وتفاقمهافى هذه الايام لم يثبت أن كشف عن نمط واحد يجمعها وكان لابد أن يلفت نظر النقابين الرسميين ويثير فضولهم بأنهم لا يواجهون أحداث متفرقة لا رابط بينها وأنما يواجهون ظاهرة تستحق وقفة علمية وامينة لدراستها والتصرف بشأنها كما تقضى الاعراف النقابية .

بعيداًعن المسكنات (منحة هنا وهناك)أو زيادة الاجور المتغيرة واِعادة النظر فى الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات وهى -من ناحية تانية-لم تنشأ نتيجة لمنزعات حول مطالب جديدة أو أضافية للعمال,وانما قامت فى الغالبية العظمى من الحالات من أجل حقوق متراكمة ومعترف بها ,ولكن طال أنتظار العمال لتنفيذها,كما طال التقصير الادارى والنقابى فى تسويتها .

ومن ناحية ثالثة -لوحظ أن أغلب حالات الاضراب كانت أما نتيجة لتحرك تلقائى من جانب القواعد العريضة للعمال ,أو بفعل قيادات عمالية طبيعية غير الرسمية خارج أطار القيادات النقابية الرسمية ,هذه القيادات الطبيعية وهم من درجت الجهات المسئولة وبعض الصحف وحتى التنظيم النقابى على تسمايتهم (بالراسبين فى الانتخابات)وكانو من قبل يسمونهم بالشيوعيين او القلة المارقة و أخر وصف للمساندين الحركة العمالية فى أحقايتهم لمطالبهم ,المحرضون وغير الشرعيين الى أخر تللك المسمايات والاتهامات التى تحاول صرف الانظار عن الازمة الحقيقية فى العلاقة بين التنظيم النقابى والعمال وكذا العمال والادارة وفقدان الثقة المعلن من العمال .

ومن ناحية رابعة- كان تحرك النقابات العامة والاتحاد العام لنقابات العمال اِزاءهذة الاضرابات تحركاً ذيلياًومتأخراً لحل الازمة والشىء الغريب حقاً, كانت المنازعات موضوع الاضرابات فى معظم الحالات يتم التعهد عليها من قبل وزارة القوى العاملة والاتحاد العام بالوصول الى قرارات وحلول جزئية يتم أبلغها للعمال وكأن التنظيم النقابى يلعب دور الوسيط فى مفاوضات الادارة والوزارة المعنية من جانب ومفاوضة العمال من جانب أخر ..

ولان الحلول جزئية فأن الاضرابات لا تنتهى بل تصل الى الاضراب عن الطعام وهو أمر جديد فى المنازعات العمالية, لان العمال طال انتظارهم لتحقيق مطالبهم شهوراً بل سنوات طويلة وأن جوهر النزاع لم يكن مستحيلاً أو مستعصيأعلى الحل ..

واِذا أضرب العمال وهو حقهم المشروع, فأن التفسير الجاهز:

العمال بيعطلوا الانتاج وبيخسروا الشركات..وتضر بالاقتصاد الوطنى ولكن فى الحقيقة لابد أن نعترف بأن أدارة الوحدة الانتاجية فقدت الكثير من سلطاتها وصلاحيتها المتصلة بأصدار القرارات فى شئون العاملين وأصبح أسلوب اِحالة سلطة أصدار القرار الى المستوى الاعلى ممثلاً فى الشركات القابضة أو فى الاغلب الاعم موافقة الوزير المختص ومن ناحية أخرى غلبت الشكلية الجوفاء على تمثيل العمال فى مجالس الادارات وبدا هذا النظام وكانه قد أفرغا من مضمونه الحقيقى ,كذا فقدت القواعد العمالية فى المصانع ,قناة من أهم قنوات التأثير فى صنع القرار الادارى , لان الادارة بدورها فقدت سلطة أصدار القرار وتفاقمت عزلة القيادات النقابية فى مستوى اللجان النقابية وتقوقعها فى المجال الخدمى والترفيهى لفقدها الشخصية الاعتبارية وأصبحت مجرد صندوق لجمع الاشتراكات واِحالة حصص النقابة العامة وأتحاد العمال منها والصرف على الانشطة من خلال موارد هزيلة وأمتيازات مهينةواِزاء هذه الاوضاع فى وضع أطراف علاقات العمل لم يعد هناك مفر من تراكم الحقوق وتفاقم المشاكل وغياب مفاوضة جماعية حقيقة لتعديل اللوائح والنظم التى أصابها الجمود والتى لم تعد تتلائم مع الارتفاع المستمر فى الاسعار فكانت الاضرابات الاخيرة بعضاً من أفرازاتها .

وفى مواجهة هذه الاوضاع نشأت قيادات عمالية بديلة غير رسمية-يصنفها البعض على أنها غير شرعية -هذه القيادات التى يسمونها غير شرعية .أثبتت قدرتاه على جمع الاف التوقيعات لسحب الثقة من اللجنة النقابية بشركة غزل المحلة على سبيل المثال والتى اثبتت قدرتها على التفاوض المباشر مع التنظيم النقابى الرسمى واثبتت قدرتها على تنظيم أضرابات تتجاوزالاسبوع والاسبوعين فى صمود رائع وفى ظل معايشة للعمال وأحساس صادق بهمومهم والتعبير عن مصالحهم.

أن عمال النسيج فى مصر فى حاجة ماسة الى مفاوضة جماعية وعقود عمل جماعية بين طرفي الانتاج وليس بلوائح سابقة التجهيز تفرض عليهم ..ان التغير الكيفى فى تحركات العمال من شأنه أن يرتقى باوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية عبر مفاوضة جماعية تحقق لهم ما يصبون اليه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب


.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي




.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا