الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراهن السياسي بالمغرب ، حوار مع الباحث السوسيولوجي عبد النور إدريس

عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)

2007 / 6 / 4
مقابلات و حوارات


حاوره : الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري

جرت العادة أن نسأل آل السياسة و التقنوقراط ، كلما جد جديد في شؤون الدولة و المجتمع ، قليلا ما نتوجه بالسؤال إلى آل الحرف و السؤال ، من الكتاب و المبدعين ، في شتى صنوف المعرفة و الآداب و الفنون ، للأمر علاقة بالتهميش الذي يلاقيه المثقف في مجتمعات لا تصيخ السمع جيدا للصوت الآخر ، و لا تنتصر أصلا لثقافة النقد و المساءلة .
لكن على درب قلب الطاولة ، و ضدا في منطق التهميش هذا ، نفتح هذه الزاوية قصدا ، لننصت لكل المنهجسين بالحرف و السؤال ، كي نقترب من أرائهم و مواقفهم بشأن تحديات المغرب الراهن .
هذه مساحات حرة و مستقلة لتوقيع كلمات دالة و معبرة ، تفكر في مغرب مفتوح على كل الاحتمالات ، تقاربه و تقرأه بنفس إبداعي عميق، ، بعيدا عن لغة الخشب و العطب .

آل الحرف و السؤال يتحدثون
اليوم مع المبدع والباحث السوسيولوجي عبد النور إدريس
- من تكون ؟
الاسم الكامل عبد النور إدريس أديب ناقد وباحث سوسيولوجي، من مواليد مدينة مكناس بتاريخ 28/03/1960 أهتم بالأدب عامة وخاصة الكتابة في مجال الشعر والقصة ، حصلت على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الآداب من جامعة المولى إسماعيل بكلية الآداب بمكناس بعد أن حصلت على الإجازة في تخصص على الاجتماع من كلية الآداب بفاس، اشتغلت بالصحافة منذ 1983 وكانت بدايتي مع مجلة التربية والتعليم ومجلة أوراق اللندنية وبعد ذلك بدأت النشر في الصحافة الوطنية وكانت البداية مع جريدة بيان اليوم المغربية حيث كتبت القصة والمقالة.
عضو باتحاد كتاب الأنترنت العرب
ومنظمة كتاب بلا حدود.
رئيس بيت الأدب المغربي
أصدرت أربعة كتب في المجال النقدي المهتم بالكتابات النسائية، ثم أصدرت مجلة وطنية ثقافية شاملة تدعى ” دفاتر الاختلاف” صدر منها العدد الأول تحت ملف ” الأدب الرقمي والفجوة الرقمية” ومن منشوراتها لحد الآن كتابين نقديين ومجموعة قصصية.
أصدرت مجموعتي القصصية الأولى ” ورثة الانتظار” سنة 2007 ويتلوها بحول الله صدور ديواني الشعري الأول ” تمزُّقات عشق رقمي”

- ماذا تقرأ آنا ؟

بيدي الآن كتابين:
1- لماري إيجلتون
FEMINISTE LITERARY THEORY عن مؤسسة النشر BLACKWELL
وهو كتاب مهم يحاور الكتابة النسائية من عدة أبعاد أدبية وجنوسية ونقدية ، من خلال ماتنتجه المرأة بدءا بفيرجينيا وولف حيث تطرقت ماري إيجلتون لغرفتها وكيف استطاعت المرأة في بدايتها إعادة إنتاج نفس نظرة الرجل للعالم حتى استقرت على فرض رؤيتها الخاصة وتأكد أنها عندما تكتب لاتختلف فقط جنسيا بل تضع قطارها على سكة الكتابة لتعطي وفق التقاليد اللغوية المعطاة نفسا جديدا لمعنى الكتابة والإبداع .
الكتاب الثاني : للأستاذ سعيد بنكراد ” سيميائية الصورة الاشهارية، الإشهار والتمثلات الثقافية” عن إفرقيا الشرق ، يتطرق فيه إلى الإرسالية الاشهارية من جانب مسيرتها التدليلية وكيف تتعد مستويات التسنين بها من التوليد إلى التأويل، هذا الكتاب له مزايا متعددة أراها شخصيا في المجال التطبيقي الذي أفرد له الكاتب أربعة فصول بالإضافة إلى مناقشته لعدة نصوص إشهارية بباقي الفصول النظرية.
والشيء الأكيد مع هذا الكتاب هو التحليل السيميائي للصورة الاشهارية وهي تغزو مجالات المعنى المحايد لتنقل المستهلك بين أقاليم دلالاتها وتنقله حتما من المعطى المباشر واعتبار الجسد الأنثوي مادة وظيفية إلى المعطى المعنمي حيث يسكن اللاشعور والوعي الباطن للذات القارئة.. -

- و علام تشتغل هذه الأيام ؟

ينحصر اهتمامي هذه الأيام على التحضير لبحث الدكتوراه في النقد النسائي المغربي وهو انشغال نقدي يأخذ بعين الاعتبار وضعية المرأة في السياق الاجتماعي والثقافي المغربي.

- لو لم تكن من آل الحرف و السؤال ، ماذا كنت ترغب أن تكون ؟

سؤال صعب لكنني متأكد أنني لم أختر كوني الآن من آل الحرف والسؤال بل الحرف هو الذي اختارني .

- ماذا تنتظر من انتخابات 2007؟

أنتظر أن تتحقق فكرة الوزير الأول السابق عبد اللطيف الفيلالي عندما صرح في قبة البرلمان ولمّا لم تجد صادراتنا من الطماطم قناة للتصدير، بأن الشعب المغربي مستعد لاستهلاكها بالملح والخبز فقط، الآن وقد وصل سعر الطماطم إلى 10 دراهم ، أقول أن الملح الآن موجود ولكن أين الطماطم؟؟؟؟؟

- هل ستكون انتخابات 2007 نزيهة و شفافة ؟

لقد خبرتنا الأيام أن التزوير بات من مكونات الانتخابات المغربية ، في السابق كانت بعض الجهات تستعمل التزوير الإداري لأجل صنع مؤسسات منتخبة على المقاس وكان ذلك يمرر بتواطؤ من الناجحين مسبقا بتزكية من السلطة، أما الآن فالوضع ما زال قائما لكن السيناريو اختلف في إخراجه وتنفيذ مشاهده حيث يتم التزوير العلني للمرشح بتواطئ من السلطة التي تتدخل بخلق تمايز في تشديد المراقبة هنا وترك الحبل على الغارب هناك وغض الطرف عن المرغوب في نجاحه.

- من سيفوز بها برأيك ؟

من الممكن التكهن بالفائز حسب ما جاء قانون الأحزاب الأخير 36.04 المتعلق بالأحزاب السياسية التصفية النهائية ل 14 حزب سياسي وفق منطق 3% في المائة من أصوات مجموع الناخبين المعبر عنها، وبذلك حكم عليها إما بالذوبان عبر التحالفات أو بالتلاشي وهذا ما تعرفه المادة 41 من الباب الخامس التي تنص على أنه ” يحل بحكم القانون كل حزب اندمج في إطار حزب قائم أو في إطار حزب جديد ” الجريدة الرسمية عدد 5397 الصادرة بتاريخ 20 فبراير 2006
لكن المجلس الدستوري برفضه لهذا القانون قد قلب المعادلة وترك أمر التكهنات إلى استنساخ التجارب السابقة.

- هل تفكر في الترشح للانتخابات التشريعية ؟

لا أفكر حتى في الترشح للانتخابات الجماعية، لأن مالية الجماعات الآن وفي ظل وصاية وزارة الداخلية تعتبر كمن يأخذ قطعة اللحم من أضحيته الحية ويداوي الجرح بالضمادات عسى أن يبرأ الجرح وتنمو قطعة الشواء الجديدة.

- هل المغرب بخير ؟

في تقرير الخمسينية الصادر في السنة الماضية وحسب ما جاء في المقدمة بالصفحة 3 من أن هذا التقرير حول ” 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب” فالمغرب يتأرجح مابين الممكن والإمكان، ولم يكن المغرب في تصاميمه الخماسية السابقة منشغلا بالتنمية البشرية حتى مجيء جلالة الملك محمد السادس ، ويوجد بالتقرير خلط في المفاهيم حيث كان المغرب منشغلا في عمق تصوراته الاقتصادية بخلق مغرب قوي اقتصاديا الشيء الذي دفع بجل مشاريع الميزانيات السابقة إلى تعزيز البنيات الاقتصادية الكبرى حيث كان العنصر البشري غائبا تماما من أية مشاركة في القرارات الاقتصادية الموجهة إليه.
وسأعطي مثالا عن هذه الوضعية بحالة إنشاء مدرسة ما بأحد الدواوير النائية حيث يتم البناء دون استشارة سكان المنطقة فينعكس ذلك على تفكير الساكنة التي تعبر عن الحدث ب ” بناو لينا مدرسة ” المواطن هنا غير مشترك في عملية موجهة أصلا له وتعتبر المدرسة ومحتوياتها دخيلة في المنطقة وتتعرض بعد ذلك للتخريب والمقاطعة ووو، ويبقى السؤال معلقا في غياب بحث سوسيولوجي يواكب على الصعيد الميداني تفاعلات التطور داخل الفئات الاجتماعية المغربية.

- كيف السبيل إلى القضاء على الفقر ؟

بمحاربة الأمية التي لم يستطع المغرب القضاء عليها نهائيا منذ 50 سنة أي منذ إعلانه مبدأ تعميم التعليم، بالرغم من أن “إيريك لابون ” وقت الاستعمار قد أتى آنذاك بمشروع تعليمي ثوري تلخصت أهدافه في محاولة القضاء على الأمية لدى الأطفال المغاربة بإنشاء مدارس عرفت ب ” les écoles foraines” عارضه المعمرون أنفسهم فحطّموه.

- والهجرة السرية ؟

الهجرة السرية ليست حلا، وسأفترض أن المغرب تبادل الأرض مع أحد البلدان الأوروبية الغنية، ماذا سيقع؟؟ بعد أن يتم إصلاح المغرب وفق العقليات المتطورة للساكنة الجديدة سيفكر مغاربة” الضفة الأخرى” بالهجرة إلى المغرب من جديد عبر قوارب الموت بالرغم من أنه كان بلدهم الأصلي، وقد تسمى مثلا وفق هذا المنظور “حدكورت” ب “حدكورت 45″

أين يكمن المشكل؟؟

العيب فينا أساسا وفي ساستنا وسياستنا لأنها نتاج لنا، نتاج لتصوراتنا وليست تطويرا لهذه التصورات بل وقد كان من الممكن إحداث قطيعة مع تلك التصورات التي يتشبث بها جيل السلطة المحافظ.

- هل هناك حاجة إلى إصلاح دستوري ؟

المشكل ليس في إصلاح الدستور بل يوجد في العقليات التي انتقلت مع الحكم الجديد وهي تحمل مرجعيات قديمة ومغايرة للتوجهات الحديثة التي يريدها الملك محمد السادس لبلاده.

- هل المغرب يعيش فترة انتقال ديموقراطي حقيقي؟

ممكن مقاربة حكومتين مرتا بالتاريخ السياسي المغربي، حكومة عبد الله ابراهيم وحكومة عبد الرحمان اليوسفي التي أعلن الجميع أنها فترة انتقال ديموقراطي.
ومع المقارنة بين الحكومتين تبين بالملموس أن وضعهما يتشابه حيث أن الفترة الزمنية التي تواجدا فيها كانت منشغلة بانتقال العرش من الملك محمد الخامس إلى الملك الحسن الثاني رحمهما الله ثم إلى الملك محمد السادس ، واقتصرت مهمة الحكومتين على استقرار الحكم بالبلاد وتعزيز الموقع المالي للدولة، فحكومة عبد الله إبراهيم صادرت أراضي المعمرين وحكومة اليوسفي نهجت سياسة الخوصصة / خوصصة اتصالات المغرب كمثال/.
وأعتقد أن مجيء الوزير الأول السيد ادريس جطو بحكومة تقنوقراطية ذات أقلية فعلية من الوزراء التقنوقراط ، يجعلنا نفكر باتساعها في المستقبل لتعطينا تشكيلة عكس سابقتها، أي حكومة تناوب “ديموقراطي” ذات أقلية فعلية من الوزراء السياسيين.

- من أو ما الذي سيصنع مستقبل المغرب ؟

جيل مقتنع بأن أحلامه سوف لن تتحقق إلا داخل الحدود الجغرافية لبلده .

- كيف ترى مغرب الغد ؟

مغرب الغد بدون بحث علمي، مغرب قاتم السواد
مغرب الغد مع كثير من المحسوبية وإبعاد الطاقات الحقيقية من أبناء الشعب، مغرب مريض.
مغرب الغد بدون كسرة خبز، مغرب عنيف .
مغرب الغد مع ملك قوي يعتمد على المخلصين من أبناء الشعب بلد قوي.

- قولة أو مثل أو فكرة تنتصر إليها دوما ؟
“لا شيء مفتوح أكثر من نص مغلق” لأمبرطو إيكو

- حلم تريده أن يتحقق ، ما هو ؟
أن أتفرغ للبحث العلمي السوسيولوجي
- سنة 2007 كيف تراها ، مغربيا ؟
أراها كمائدة موضوع عليها طاجين مغربي تبادلت فيه الخضر والفواكه الأدوار، حيث سنرى الطماطم “ديسيرا” والبنان مطبوخا وسط الطاجين.
- و عربيا ؟
صورة جماعية لقمم فارغة وموائد عامرة لا تخلو قائمتها من زجاجة كوكاكولا.

- و دوليا ؟

ستساهم الولايات المتحدة الأمريكية عبر / DIA/ في نشوب حروب عرقية ومحلية صغيرة لتصريف فائض أسلحتها المخزنة للصادرات، حيث يعتمد اقتصاد أمريكا على إنتاج السلاح الذي يساهم في خزينة البلد ب أكثر من 50%.من مواردها.-

كلمة على سبيل الختام ؟
لا بد من تجديد الخطاب السياسي بالمغرب.
لابد من مساهمة الجيل الجديد من السوسيولوجيين في معرفة مكونات المغرب ومعوقات تنميته .
لا بد من أن يكون الحلم بحجم الإمكانات المتاحة في الواقع.
الاهتمام بالشأن الداخلي للمغرب من أولويات التنمية.
التنمية البشرية وسيلة فقط وليست غاية…
ــــــــــــــ
شكرا لك أخي عبد الرحيم العطري على هذه الفسحة التي انارت طريق الفعل السوسيولوجي بالمغرب.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال