الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فايروسات ... ولكن

ايفان عادل

2007 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


قليلون هم الذين لايعرفون كيفية إستخدام الكومبيوتر في عصرنا الراهن, وحتى من لايعرف كيف يستخدمه, قد تعرّف إليه من بعيد أو قريب. هذا الإختراع الذي إجتاح حياتنا كسيف ذو حدّين, يعطينا كلّ ما نريد ويلبّي كلّ إحتياجاتنا حسب ما نريد, فعند إستعماله باسلوب صحيح ينسجم والمبادئ الحقيقية للإنسانية وبطريقة ترضي قيمنا الأخلاقية والثقافية والإجتماعية, نحصل حينئذ على نظام متكامل من البيانات المرتبة بشكل سليم ومنطقيّ دقيق. هذا النظام الذي سيمكننا من أن نتعامل مع أيّة معلومة كانت, كيفما نشاء ومتى ما نشاء.
ولعل أكثر ما يزعج مستخدمي الكومبيوتر على الإطلاق هو مايُسمى بـ (الفايروس), ذلك العدوّ المخفي الذي يقتحم أنظمتنا بأكثر من وسيلة وأكثر من شكل. فقد يدخلها عن طريق شبكة المعلومات (الإنترنت), أو عن طريق الأقراص الممغنطة, أو غيرها من الملحقات المعلوماتية الأخرى ... وليس لهذا العدوّ عملٌ إلا ّ أن يبعثر كلّ ما كان منتظماً ويزعج كلّ من كان مرتاحاً. حينها نلجأ إلى ما يُسمى بـ (الأنتي فايروس) أي (مضاد للفايروس) وهو برنامج يكشف لنا هذه الفايروسات ويقتلها.
والفايروس تسمية لانسمع عنها في عالم الكومبيوتر فقط , بل في عالم الصحة أيضاً, فنحن نخاف وننزعج كثيراً حين تجتاح أجسادنا فايروسات معينة, خاصة إن كانت (لاسمح الله) من ذلك النوع الذي لاعلاج له.
والآن
هل يقتصر وجود الفايروسات في عالمنا, على أجهزة الكومبيوتر وأجسادنا, فقط ؟
أم أنّ هناك أماكن أخرى تدخل إليها الفايروسات دون علمنا أو إحساسنا بها ..؟
أعتقد أنّ الإجابة على مثل هذه الأسئلة هي .. نعم يوجد .. فعندما نحاول أن نبني نظاماً نستطيع من خلاله أن نعيش بخير وكرامة, وننعم فيه بالحقّ والسلام, سواء كان ذلك النظام في بيتنا أو في محيط عملنا أو حتى على صعيد أكبر عندما يكون الحديث عن بلادنا, ويظهر هناك من يحاول أن يعرقل هذه الحركة ويشوّهها ويغيّر مسارها, فتعطي نتائجاً غير ما كان مرجوّاً, نتائجٌ لاتخدم إلا ّ القلـّة القليلة منـّا.
أفلا يمكن إعتبار من مثل هؤلاء فيروسات في مجتمعنا؟ لكنّها تحمل من الحظّ أوفر ما لفايروسات الكومبيوتر أو الصحة, فالأخيرة نهرع إلى قتلها بسرعة (قدر المستطاع), أما الأولى فإنّنا في أحيان كثيرة نلتف حولها ونبايعها ونمجّدها بقصائدٍ وأغانٍ ورواياتٍ بطولية لاحصر لها ولاعدّ, بل وقد نتشاجر مع أعز أصدقائنا وأحبّائنا, إذا ما دار الحديث عنهم أو عن نقائصهم وأخطائهم وسبل إدارتهم لمصالحنا ومواردنا ...
ليست الدعوة هنا إلى إختراع سبلٍ أو تشكيل لجانٍ أو تشريع قوانينٍ توقف هذه الفايروسات عن العمل فحسب, بل يجدر بنا لكي نحافظ على نظامنا في الحياة وأملنا في أن نكون أفضل وأفضل, ولكي نحافظ على حقيقة إنسانيتنا وقدرتنا على مواجهة جيوب الخطأ وخنادق الفساد, سواء كانت في داخل أنفسنا أولاً ثم مع من هم من حولنا ثانياً, يجدر بنا أن نقف أمام هذه الفايروسات وقبل أن نستعمل ما يناسبها من (الأنتي فايروس) يجب أن ندخل معهم في مواجهة صريحة مبنية على تشخيص سليم يعتمد على منطقٍ واع ٍ في التفكير والتحليل, دون أيّ خوفٍ أو حرج ٍ أو محاباةٍ للوجوه.
ونقول لكلّ واحد منهم : ... يا عزيزي ... (أنتَ فايروس)
ونترك الباقي لسلطة القضاء لتمارس ((( دورها الحقيقي ))) في القضاء على مثل هذه الفايروسات بما يناسبها من (الأنتي فايروس).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا